أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إمرأة تُعلِم الحَياةُ

  1. #1
    الصورة الرمزية علي أحمد معشي أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 428
    المواضيع : 63
    الردود : 428
    المعدل اليومي : 0.07

    إمرأة تُعلِم الحَياةُ

    كم تمنيت أن تسنح لي فرصة لأكتب شيئاً عن أمي وكم تمنيت أن أسطر في سيرتها تاريخاً يروى على مد العصور لأخلد ذكرها واجسد فضلها لتنهل منه الأجيال القادمة، ويشهد التاريخ أن قد مرت به نماذج رائعة من البشر ليس أقل من أن يحمل لهم باقات مزهرة من مواقف حياتهم لتشهد على صفاء قلوبهم ونقاء حياتهم وعبق تاريخهم .
    قد يتبادر إلى الأذهان أني سأتحدث عن أمي ذات السيرة العلمية أو التاريخ الأدبي الكبير، وقد تظنون أني ساتحدث عن امرأة طافت أنحاء العالم تتنقل بين جامعاته المختلفة تنهل من علومها وتحضر الرسالات العلمية المتخصصة وربما تظنون أن أمي امرأة سبرت أغوار التاريخ ودرست حياة الأمم السالفة والحاضرة وجمعت ثقافة هائلة تمكنها من تولي أقى المناصب وتتسنم أعلى المراتب إلا أن الأمر ليس كذلك .
    إن أمي أمرأة أمية لم تدخل المدارس ولم تتعلم بل عاشت حياتها بسيطة دون تكلف لا تعرف الكثير من العلوم غير مبادئ بسيطة تمكنها من أداء العبادات وبعض الآيات والسور القصيرة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تلقتها مشافهة أو سماعاً.
    إلا أنها تمكنت رغم امكاناتها المتواضعة أن تضفي على حياتنا نمطاً حياتياً رائعاً وذلك عندما تولت تربيتنا تربية فائقة ورعتنا رعاية عظيمة حين استطاعت أن تزرع فينا آداباً وأخلاقاً ربما يعجز عن زرعها كثير من الأمهات المتعلمات اللواتي درسن امهر أساليب التربية وأفضل طرقها، لقد علمتنا كيف نتعامل مع ربنا أولاً ثم مع مجتمعنا ثانياً وكيف نتراحم بيننا ، كانت تعلمنا أن نرحم الصغار ونحترم الكبار ولا نتبذل في ألفاظنا ، الضيف له مكانة عالية والمسكين له رعاية خاصة والطفل يلعب بالعابنا والمحتاج والجائع ياكلان من طعامنا ، الدنيا لا يدوم حالها والفرح الزائد لا يستوي مع الجادين والحزن الكثير ليس من صفات المؤمنين هكذا تعلمنا ونحن في سن الطفولة ، كم جلسنا متحلقين حولها تروي لنا قصص الشجعان وحكايات الكرماء كم علمتنا من الحجايا والألغاز ، كم روت لنا من الأساطير الشعبية التي كلها حكم ودروس حياتية لا زلت اتذكر الكثير منها وأرويها إلى يومنا هذا رغم اني سمعتها قديما منها غير أن اسلوبها المشوق الذي لا يصل اليه المتخصصون الذي يبذلون قصارى جهدهم لاستعمال أفضل الطرق لايصال أفكارهم للمستمعين كان اسلوبا رائعاً .
    كانت مثالاً رائعاً للزوجة المثالية وذلك لحسن تعاملها مع والدي ،فكم استطاعت أن تعينه على امور حياته في تلك الظروف القاسية التي مرت بها حياتهما إلا أنها تمكنت من إدارة بيتها وفق برامج اقتصادية واجتماعية لم تذهب فيها الى خبراء ولم تدرس فيها طرقا حديثة لتجاوز الأزمات الأسرية التي تكاد تعصف باستقرار الاسرة الفقيرة في زمن لم تكن فيه الامكانيات متوفرة ولكنها استطاعت أن تصنع من بيتها جنة وارفة الظلال واستطاعت ان تظلل أسرتها بروح مفعمة بالرضا والقناعة ولم تكن لتنسى جيرانها فكم حملت الطعام الى الجيران وانا طفل صغير كما فعل اخواني .
    لم تمر بي ساعة بجوارها الا ولسانها يلهج بذكر الله تعالى تشكره على نعمه وآلائه وخاصة عندما تتراكم عليها الآلام ويشتد عليها المرض وتقول دائما بلسان الرضا ان الذي اعطاني ربي كثير والذي ابتلاني به قليل .
    فلله درك يا امي كم تعلمت منك وكم تربيت على يديك .
    كما أنها كانت خلوقة مع جاراتها مشاركة لهن أفراحهن وأحزانهن ولست أنسى كيف يكون حالها عندما تحصل بينهن بعض الخصومات التي اعتاد عليها بعض النساء إما بسبب تعارك الأطفال أو وشاية بعض النساء وذلك عندما تجهش بالبكاء حين تتطاول عليها احداهن وليس ذلك ضعفاً منها ولكنها لا تستطيع ان ترد بكلمات نابية أو عبارات فاحشة كما تصنع بعض النسوة فتسكت حتى تنتهي المشاجرة وتعبر عن مشاعرها بالبكاء وتعلمنا الا نطلق الستنا بالفحش فانه اسوأ الاخلاق.
    أعزائي انني أعلن عجزي عن وصف أمي فهناك كلمات عجزت عن سردها وقصص لا أقوى على الاستطراد فيها فهناك الكثير والكثير ولكن يكفيني أن أقول لكم لقد تعلمت في مدرسة أمي مالم اتعلمه في أي مدرسة أخرى ونهلت من معين خبرتها مالم اتلقاه عن أي مرب أو معلم فغرساتها أزهرت وأثمرت في حياتي ثماراً عظيمة .
    فليرع الله أمي وليحفظها ولتعذرني لأني لم أتمكن من إيفائها حقها ولم أصل إلى ماتمنيت أن اكتبه عنها ولكن ستبقى أمي منارة تدلني الطريق ما حييت .

    فلك كل التحية والتقدير يا أمي .


    مداد قديم

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    و عند المساء ..
    ألجمني كي لا أعوي عواء الذئاب
    فصرختي امتنعت عني و حلقي بات في عذاب
    أماه , أنتِ فقط من كانت ستعتني بتفاصيلي الصغيرة
    أماه , أنتِ فقط من كانت ستقتسمُ معي قطعة الخبز فتناولني قسمها الأكبر
    باسمة الثغر , راضية , لأجدني في عينيكِ دائما الأصغر
    مهما ذبحت السنين معصمي
    و مهما اغتصب الزمن سنوات عمري
    أجدني أتوارى مني , أخجل من دمعتي التي لم تلبي مطلبي
    و أي دمعة هذه التي ستعترف بحقيقة حزني
    بحقيقة ضياعي , و أي لهفة ترقى لتعبر عن ضعفي
    أماه , هل تسمعين أنين الوجد كل مساء
    هل تصلكِ الهدايا و الورود الحمراء
    أماه نعم لقد تحققت أحلامك منذ تكونتُ في الأحشاء
    فقد كبرتُ و كبر معي الألم
    و الشوق إلى حضنك الذي عليه يوما لم أنم
    **********

    ذكرتني أيها المعشي الجميل بخربشات كتبتها يوما أصف فيها حالة صديق لم يقدر الله له أن يرى أمه و ينعمَ بدفء مشاعرها و اهتمامها سوى في خياله , فكم هي قاسية الدنيا بالفعل دون حضن الأم و الوطن .
    لقد قلتَ كل ما قد يقال و لا تقصر أخي ,حتى الذين ورثوا عبقرية اللغة يعجزون عن وصف هذا المخلوق و كيانه و قدرته على العطاء و العناء .
    هي مدرسة لا يمكن أن يمثلها فصل واحد , و إنما جميع الفصول و بدرجة تناغم فريدة يستحيلُ بلوغها .


    نصك متألق و لكن عدم تنقيحك له لغويا قبل نشره رغم أن المداد قديم أفقده بعض البريق .

    دمت جميلا ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية علي أحمد معشي أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 428
    المواضيع : 63
    الردود : 428
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    شكراً لمرورك العذب أخي هشام وشكراً لملاحظتك
    وأحيطك علماً أني أعدت تصحيح بعض الأخطاء الاملائية التي لم أتنبه لها سابقاً

    أكرر شكري وافتح قلبي لكل ناصح ومنتقد

    كل التقدير يا عزيزي

  4. #4
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي

    لقد تعلمت في مدرسة أمي مالم اتعلمه في أي مدرسة أخرى ونهلت من معين خبرتها مالم اتلقاه عن أي مرب أو معلم فغرساتها أزهرت وأثمرت في حياتي ثماراً عظيمة
    الكلمات النابعة من القلب جمالها في بساطتها وعفويتها وصدقها لذا تصل الى القلب مباشرة
    شكرا لك فقد تكلمت على لسان حالي فبالرغم من كل الاحاسيس الكبيرة والمواقف الكثيرة والعظيمة لم اجد الكلمات التي تفي امي حقها لعجزي امام عملقة حضورها
    نص معبر ومؤثر بجمال
    بوركت وكل التقدير
    وتحية تبجيل لكل ام

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    أجمل الكلام ما يحمل أصدق المشاعر
    وليس أصدق ولا أنقى من تلك المشاعر التي تنعكس عن حنان وعطاء الأم العفوي غير المنقطع

    حفظ الله أمّك وأمهاتنا
    ورحم من انتقلت منهن لجواره

    دمت بخير أيها الكريم
    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    برّ أدبيّ جميل، ومشاعر إعجاب واحترام لأمّ مثالية
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  7. #7
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    إلى أمك وأمي وكل الأمهات ..
    تحية تقدير وحب ووفاء وإخلاص..
    ومهما كتبنا من عبارات، وقدمنا من فروض الولاء والطاعة
    والإحترام والحب فلن نوفيها حقها..
    بارك الله فيك من إبن بار ـ وحفظ الله لك أمك ، وأدامها على رأسك
    وساعدك على طاعتها وبرها. ويقدرك ويقدرنا على أن نوفي حقها
    ولو إنه من المستحيل أن نعيد إليها ولو جزءا بسيطا من عطائها
    المتدفق كالنهر الجاري.
    دمت لأمك بارا حنونا. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. علمتني الحياة أني مجرد صفر في عظمة الحياة -إضاءات-
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-04-2023, 12:23 PM
  2. جد إمرأة تحبكَ..أكثر مني!
    بواسطة حنين عمر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-08-2016, 04:36 AM
  3. إمرأة لا تتكرر !!
    بواسطة احسان مصطفى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 20-07-2010, 12:49 PM
  4. غادر الحياة...فودَّعته الحياة...
    بواسطة مروان ارزيقات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-10-2009, 07:33 PM
  5. أمريكي يعاكس إمرأة شريفة !!
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-10-2004, 11:12 PM