أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: أرض المنفى

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : السويد
    المشاركات : 118
    المواضيع : 28
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي أرض المنفى

    أرض المنفى


    زغاريد ودموع

    في تلك الليلة تهلل وجه أبي بالفرح فقد أصبح أبا , ففاضت عيناه بالدموع . كانت ساعات ثقيلة تلك التي مرت عليه أثناء سماعه أنين أمي وهي في مرحلة المخاض والولادة .
    شعر أبي بأن الفرحة فرحتان بانجاب أمي الصبي وقيامها بالسلامة وتذكر وهو يحاول ضم المولود الصغير الى صدره صورا كثيرة, تمر أمام عيناه مسرعة , حاول كبحها والتصدي لهاو لكن المشهد لا يزال حيا قريبا , انها عشر سنوات فقط هي التي تفصله عن ذكريات طفولته وشبابه وشقاوته عشر سنوات تفصله عن ساحلها وشمسها ودفئها عشر سنوات , عن رفاقه وأصدقائه , .وأختيه اللتين بقيتا بعيدتيين مع أزواجهن .
    تعالا صوت أخي بالبكاء ليقطع بذلك عذاب أبي بهذه الذكريات التي عكرت لحظات السعادة وكأن هذا الطفل الصغير يعترض على شرود أبي وتحليقه بعيدا .
    الى أن جاء دور جدتي لتحمل أخي وتهدهده وترقيه وتدعي له بأن يحفظه الله من كل شر .
    أما أمي المسكينة تحاول ابعاد شبح تلك الذكريات عن مخيلتها حتى لا تنزعج ويصبح الحليب سيئا لأخي الصغير .
    أصبح صوت الزغاريد والتبريكات والتمنيات من قبل الأهل عاليا في تلك الغرفة الصغيرة التي ضاقت أرجائها بضجيج الأصوات ما بين فرحة ومتألمة وشاردة , فهي الغرفة الصغيرة المؤقتة لفترة قصيرة خارج الوطن , ومن ثم العودة الأكيدة للوطن .

    البحث عن الرزق


    بينما تحاول أمي كي الملابس وطهي طعام الغداء , حدث ضجيج وصخب على أعتاب الغرفة
    رجال يحملون أواني وحاجيات تلك الغرفة لنقلها الى تلك السيارة الواقفة بالباب
    لقد ضاقت سبل العيش بأبي فقرر الرحيل الى الأردن فقد وعده زوج أخته بعمل جيد هناك .
    لم تستطع أمي الاعتراض بسبب صراخ أبي حين طلب منها اطفاء نار الموقد وحمل الطعام ولفه جيدا فسنتناوله فيما بعد عند وصولنا الى عمان
    أمي منهكة القوى من حملها الرابع لا تقوى على المجادلة والمخاصمة فهي بذلك تبعد عن بيت أهلها في حارة اليهود في مدينة دمشق وأبيها وأمها وأخوتها وهي الكبرى التي تحمل جميع ذكرياتهم قبل الهجرة وأثنائها وبعدها مرورا بحمص وحماة قبل استقرارهم في دمشق , ذكريات تلك الأيام المحشوة في صدرها والثلج القارص في أثناء ذهابها وأيابها الى المدرسة التي ملت جدتي منها ففضلت تعليمها نشر الغسيل على الحبال الباردة وتربية أخوتها الصغار بدلا من أحرف الهجاء .
    كل ذلك بدأ يترائى أمام عيناها وهي في طريقها الى مجهول أخر في بلد أخر

    أيلول الأسود

    بعد أن أنجبت أمي طفل وطفلة حان وقت الرحيل من جديد الى دمشق وكانت الأحداث تتسارع متوترة فكان الخيار هو العودة وبشكل مفاجئ لتبدأ مرحلة جديدة من العذاب في بيت جدي الممتلئ وأبي العاطل عن العمل وجدتي التي لم تكن راضية عن زواج أمي بأبن عمها وما زالت تكن بعض أو كثير من الكره و عدم الرضى عن زوج ابنتها الكبيرة , كان ذلك كابوسا يجعل من أمي ضعيفة فتقع بين شباك الدفاع والهجوم المستمر ما بين جدتي وأبي المثقل بالأولاد الخمسة والبحث عن العمل

    ما وراء الجبل

    في قرية صغيرة على أطراف مدينة دمشق الأموية استقر الحال بعد فترة مولدي , كان جوها البارد شتاءا يزيد من برودة تلك السنين وصقيع الأحداث المتتالية .
    كنت كثيرة الأسئلة عما حدث وعما يجري , فلماذا معلمتي تطلق صرخاتها في وجهي الصغير وتبث كرهها لي وأنا لست مسؤلة عن وجودي فوق أرضها ووطنها ,و ذكريات أحاديث جدتي لنا عن الهجرة وأسئلة الناس لهم الكثيرة والمتعددة عن فلسطين وما لديهم في فلسطين من أواني وملابس وأغراض وهل تشبه تلك الاغراض ما يوجد في دمشق , وكأن فلسطين تقبع في المريخ وليس على بعد عدة كيلومترات
    و تلك الصور ايضا التي رسمتها أمي عن معاناتهم التي جعلتهم يهيموا في الأرض على وجوههم وماوصفته من جور وظلم وقتل وتنكيل وتسميم المياه ونشر الذعر بين الناس والمجازر التي جعلتهم يرضخوا لفكرة الرحيل المؤقت ومن ثم الرجوع بعد أسبوع من تاريخه وحديث جدتي عن تنظيف الغرفة وترتيب السرير والاحتفاظ بالمفتاح لحين رجوع جدي بعد أسبوع ليمارس عمله كالمعتاد .
    أسئلتي الكثيرة التي لم تنتهي لأبي عن مكان وجود فلسطين واتجاهها من موقع بيتنا هذا فكان دائما ما يقول لي أن فلسطين تقع وراء هذا الجبل
    المطل على بيتنا

    فكان حلم الصعود على قمة ذلك الجبل ورؤية فلسطين عن قرب يشغل مخيلتي طوال فترة تلك الطفولة المقطعة والمجزأة الأحاسيس ومشاعر الحرمان والحنق على فقدان نعمة من نعم الدنيا وهي الوطن


    يتبع ..............

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : السويد
    المشاركات : 118
    المواضيع : 28
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    لو سمحتم اريد الدخول وحذف مشاركاتي ولكن لا استطيع ذلك لماذا

    في المنتديات يوجد دائما امكانية للعضو بتحرير مشاركته او حذفها فكيف استطيع ان اقوم بذلك وشكرا للعضو الكريم الذي سيساعدني على ذلك

  3. #3
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    نتابع باهتمام و ترقب ما كتبتيه أختي أم ياسمين
    فأهلا بكل حرف تخطيه


    أما بالنسبة لتعيل أو حذف المشاركات فلكل عضو هذه الصلاحية مدة ساعة واحدة بعد نشره للعمل و بعدها لا يمتلك هذه الخاصية .
    و ربما حاولنا في الإدارة مدها إلى أطول من ساعة

    تقبلي الود و التحية
    و في انتظار مزيدك

    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : السويد
    المشاركات : 118
    المواضيع : 28
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    شكرا اخي جمال مرسي ولكن لم تقل رايك او نقدك بما قرأت في الاعلى
    وشكرا على المعلومة فقد زودوني بها الاخوة جزاهم الله خيرا

    ولكن رأيت ربما اني لا اصلح لان اضع تلك الكتابات في منتداكم ففكرت بالانسحاب وترك الساحة لذوي الخبرة والامكانية

    تحياتي اليك

  5. #5
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    أختي الكريمة أم ياسمين
    السلام عليكم و رحمة الله
    أما بخصوص ما كتبتيه فأنا كمتلق لا يسعني إلا أن أقف أمامه منبهراً مشدودا لكل حرف . فهو عالي الإحساس صادق النبض .
    أما من ناحية نقدية .. فربما لا أكون مؤهلا لهذا و لذا فإني أكتفي بدوري هنا كقارئ محب للقصة الجيدة و أترك النقد لأهله .
    و أما بخصوص هذه :

    " ولكن رأيت ربما اني لا اصلح لان اضع تلك الكتابات في منتداكم ففكرت بالانسحاب وترك الساحة لذوي الخبرة والامكانية "

    فهذه لعمري هي ما آلمتني كثيراً
    و أقول أنك يا أختاه من الأقلام التي نجلها و نحترمها و على قلة مشاركاتك إلا أن القليل الذي نشرتيه كان مثمرا و مؤثراً
    في قلوبنا و إن قلت الردود
    على العكس أختي الفاضلة هذا هو بيتك و مكانك الطبيعي فاصدحي بيننا ما شئت فكلنا آذان صاغية .

    تقبلي ود أخيك و اعجابه بكل حرف تخطيه
    و دمت في الرضا متألقة يانعة

    أخوكم د. جمال

  6. #6
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : السويد
    المشاركات : 118
    المواضيع : 28
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.جمال مرسي
    أختي الكريمة أم ياسمين
    السلام عليكم و رحمة الله
    أما بخصوص ما كتبتيه فأنا كمتلق لا يسعني إلا أن أقف أمامه منبهراً مشدودا لكل حرف . فهو عالي الإحساس صادق النبض .
    أما من ناحية نقدية .. فربما لا أكون مؤهلا لهذا و لذا فإني أكتفي بدوري هنا كقارئ محب للقصة الجيدة و أترك النقد لأهله .
    و أما بخصوص هذه :

    " ولكن رأيت ربما اني لا اصلح لان اضع تلك الكتابات في منتداكم ففكرت بالانسحاب وترك الساحة لذوي الخبرة والامكانية "

    فهذه لعمري هي ما آلمتني كثيراً
    و أقول أنك يا أختاه من الأقلام التي نجلها و نحترمها و على قلة مشاركاتك إلا أن القليل الذي نشرتيه كان مثمرا و مؤثراً
    في قلوبنا و إن قلت الردود
    على العكس أختي الفاضلة هذا هو بيتك و مكانك الطبيعي فاصدحي بيننا ما شئت فكلنا آذان صاغية .

    تقبلي ود أخيك و اعجابه بكل حرف تخطيه
    و دمت في الرضا متألقة يانعة

    أخوكم د. جمال
    شكرا لك اخ جمال وتقديري واحترامي لك لتشجيعك المستمر

    تحياتي ودمت بخير

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    المشاركات : 684
    المواضيع : 55
    الردود : 684
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om jasmin
    أرض المنفى


    زغاريد ودموع

    في تلك الليلة تهلل وجه أبي بالفرح فقد أصبح أبا , ففاضت عيناه بالدموع . كانت ساعات ثقيلة تلك التي مرت عليه أثناء سماعه أنين أمي وهي في مرحلة المخاض والولادة .
    شعر أبي بأن الفرحة فرحتان بإنجاب أمي الصبي وقيامها بالسلامة وتذكر وهو يحاول ضم المولود الصغير إلى صدره صورا كثيرة, تمر أمام عينيه مسرعة , حاول كبحها والتصدي لهاو لكن المشهد لا يزال حيا قريبا , إنها عشر سنوات فقط هي التي تفصله عن ذكريات طفولته وشبابه وشقاوته, عشر سنوات تفصله عن ساحلها وشمسها ودفئها عشر سنوات , عن رفاقه وأصدقائه , .وأختيه اللتين بقيتا بعيدتيين مع زوجيهما.
    تعالى صوت أخي بالبكاء ليقطع بذلك عذاب أبي بهذه الذكريات التي عكرت لحظات السعادة وكأن هذا الطفل الصغير يعترض على شرود أبي وتحليقه بعيدا .
    إلى أن جاء دور جدتي لتحمل أخي وتهدهده وترقيه وتدعو له بأن يحفظه الله من كل شر .
    أما أمي المسكينة فكانت تحاول إبعاد شبح تلك الذكريات عن مخيلتها حتى لا تنزعج ويصبح الحليب سيئا لأخي الصغير .
    أصبح صوت الزغاريد والتبريكات والتمنيات من قبل الأهل عاليا في تلك الغرفة الصغيرة التي ضاقت أرجائها بضجيج الأصوات ما بين فرحة ومتألمة وشاردة , فهي الغرفة الصغيرة المؤقتة لفترة قصيرة خارج الوطن , ومن ثم العودة الأكيدة للوطن .

    البحث عن الرزق


    بينما تحاول أمي كي الملابس وطهي طعام الغداء , حدث ضجيج وصخب على أعتاب الغرفة, رجال يحملون أواني وحاجيات تلك الغرفة لنقلها الى تلك السيارة الواقفة بالباب,
    لقد ضاقت سبل العيش بأبي فقرر الرحيل إلى الأردن فقد وعده زوج أخته بعمل جيد هناك .
    لم تستطع أمي الاعتراض بسبب صراخ أبي حين طلب منها إطفاء نار الموقد وحمل الطعام ولفه جيدا فسنتناوله فيما بعد عند وصولنا إلى عمان.
    أمي منهكة القوى من حملها الرابع لا تقوى على المجادلة والمخاصمة فهي بذلك تبعد عن بيت أهلها في حارة اليهود في مدينة دمشق وأبيها وأمها وأخوتها وهي الكبرى التي تحمل جميع ذكرياتهم قبل الهجرة وأثنائها وبعدها مرورا بحمص وحماة قبل استقرارهم في دمشق , ذكريات تلك الأيام المحشوة في صدرها والثلج القارص في أثناء ذهابها وأيابها إلى المدرسة التي ملت جدتي منها ففضلت تعليمها نشر الغسيل على الحبال الباردة وتربية أخوتها الصغار بدلا من أحرف الهجاء .
    كل ذلك بدأ يترائى أمام عينيها وهي في طريقها الى مجهول أخر في بلد أخر.

    أيلول الأسود

    بعد أن أنجبت أمي طفلا وطفلة حان وقت الرحيل من جديد إلى دمشق وكانت الأحداث تتسارع متوترة فكان الخيار هو العودة وبشكل مفاجئ لتبدأ مرحلة جديدة من العذاب في بيت جدي الممتلئ وأبي العاطل عن العمل وجدتي التي لم تكن راضية عن زواج أمي بابن عمها وما زالت تكن بعضا أو كثيرا من الكره و عدم الرضى عن زوج ابنتها الكبيرة , كان ذلك كابوسا يجعل من أمي ضعيفة فتقع بين شباك الدفاع والهجوم المستمر ما بين جدتي وأبي المثقل بالأولاد الخمسة والبحث عن العمل.

    ما وراء الجبل

    في قرية صغيرة على أطراف مدينة دمشق الأموية استقر الحال بعد فترة مولدي , كان جوها البارد شتاءا يزيد من برودة تلك السنين وصقيع الأحداث المتتالية .
    كنت كثيرة الأسئلة عما حدث وعما يجري , فلماذا معلمتي تطلق صرخاتها في وجهي الصغير وتبث كرهها لي وأنا لست مسؤولة عن وجودي فوق أرضها ووطنها ,و ذكريات أحاديث جدتي لنا عن الهجرة وأسئلة الناس لهم الكثيرة والمتعددة عن فلسطين وما لديهم في فلسطين من أواني وملابس وأغراض وهل تشبه تلك الاغراض ما يوجد في دمشق , وكأن فلسطين تقبع في المريخ وليس على بعد عدة كيلومترات.
    و تلك الصور أيضا التي رسمتها أمي عن معاناتهم التي جعلتهم يهيموا في الأرض على وجوههم وماوصفته من جور وظلم وقتل وتنكيل وتسميم المياه ونشر الذعر بين الناس والمجازر التي جعلتهم يرضخوا لفكرة الرحيل المؤقت ومن ثم الرجوع بعد أسبوع من تاريخه وحديث جدتي عن تنظيف الغرفة وترتيب السرير والاحتفاظ بالمفتاح لحين رجوع جدي بعد أسبوع ليمارس عمله كالمعتاد .
    أسئلتي الكثيرة التي لم تنتهي لأبي عن مكان وجود فلسطين واتجاهها من موقع بيتنا هذا فكان دائما ما يقول لي أن فلسطين تقع وراء هذا الجبل المطل على بيتنا.

    فكان حلم الصعود إلى قمة ذلك الجبل ورؤية فلسطين عن قرب يشغل مخيلتي طوال فترة تلك الطفولة المقطعة والمجزأة الأحاسيس ومشاعر الحرمان والحنق على فقدان نعمة من نعم الدنيا وهي الوطن

    يتبع ..............

    قاتل الله أعطال الحاسوب التي تحول بين المرء وهذا الإبداع

    أختي الكريمة أم ياسمين
    سلام الله عليك أيتها الفاضلة
    لقد أثارت ذكرياتك هذه في قلبي شجنا ليس كمثله شجن
    أسلوبك جميل وراق
    وبعض الهنات الإملائية أو النحوية لا تنقص من جماله إلا اليسير
    بانتظار ذكرياتك أو مذكراتك
    فهي تقربنا أكثر من أبناء هذا البلد الذي عشقناه ولو لم نره
    نسأل الله أن يرده إلينا بأيدينا

    أما عن
    "ولكن رأيت ربما اني لا اصلح لان اضع تلك الكتابات في منتداكم ففكرت بالانسحاب وترك الساحة لذوي الخبرة والامكانية"
    من قال أنك لا تصلحين للكتابة؟
    سيدتي كتاباتك وإن لم تلق ما يليق بها من تفاعل لا يعني أنها لا تصلح للنشر
    وهأنا أعيد وأكرر أن أسلوبك جميل وراق

    ومن قال أن الساحة لذوي الخبرة والإمكانية؟
    أذكر سيدتي بدايتي في هذه الواحة
    كنت قلما يحبو
    تعلم ممن هنا الكثير والكثير
    ومازلت أتعلم ممن هنا حتى هذه اللحظة
    وإن شئت فتصفحي مشاركاتي وما بها من نقد ونصح

    أمر آخر أود الإشارة إليه
    أنا أقرأ لك ولغيرك وأستمتع أيما استمتاع
    لكن أحيانا لا أجد الوقت لإبداء هذا الإعجاب

    وأتفق معك أن التفاعل في دوحة النثر ضعيف بعض الشيء
    فقد ذهبت دوحات الشعر والسياسة بجل الأعضاء
    لكن ليس معنى هذا أن نهجرها
    ودعيني أثقل عليك وأطلب منك معاونتي وأختنا "حرة" في الرد على الأعضاء والتفاعل معهم لنرقى بهذه الدوحة

    أرجو الصفح عن التأخر
    ودوام المشاركة والتفاعل

    تحياتي وباقة ورد بري

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : السويد
    المشاركات : 118
    المواضيع : 28
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    قاتل الله أعطال الحاسوب التي تحول بين المرء وهذا الإبداع

    اخ محمد اشكرك جدا على اهتمامك والواقع اعطال الحاسوب تحول ايضا بيني وبين الكتابة الصحيحة في بعض الاحيان تحصل هذه الهنات بسبب عطل في البرنامج عندي فانا الان لا اسطيع كتابة هذه الاشياء في ملف خاص عندي واحفظه في مكان ما بالحاسوب لاعيد تصحيحه بدقة وروية ولا اسنطيع ايضا الكتابة باللغة السويدية ايضا بسبب ذلك العطل والغيروس المستحكم في هذا الجهاز وعدم وجود دواء شافي له عند المختصين بذلك

    على كل حال اخي العزيز بارك الله فيك وبمجهودك وشكرا لك على كلماتك الطيبة ودمت بالف خير وابعد الله عنك امراض وفيروسات الحواسيب

    تحياتي

  9. #9
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : السويد
    المشاركات : 118
    المواضيع : 28
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أرض المنفى


    زغاريد ودموع

    في تلك الليلة تهلل وجه أبي بالفرح فقد أصبح أبا , ففاضت عيناه بالدموع . كانت ساعات ثقيلة تلك التي مرت عليه أثناء سماعه أنين أمي وهي في مرحلة المخاض والولادة .
    شعر أبي بأن الفرحة فرحتان بإنجاب أمي الصبي وقيامها بالسلامة وتذكر وهو يحاول ضم المولود الصغير إلى صدره صورا كثيرة, تمر أمام عيناه مسرعة , حاول كبحها والتصدي لهاو لكن المشهد لا يزال حيا قريبا , إنها عشر سنوات فقط هي التي تفصله عن ذكريات طفولته وشبابه وشقاوته عشر سنوات تفصله عن ساحلها وشمسها ودفئها عشر سنوات , عن رفاقه وأصدقائه , .وأختيه اللتين بقيتا بعيدتين.
    تعالا صوت أخي بالبكاء ليقطع بذلك عذاب أبي بهذه الذكريات التي عكرت لحظات السعادة وكأن هذا الطفل الصغير يعترض على شرود أبي وتحليقه بعيدا .
    إلى أن جاء دور جدتي لتحمل أخي وتهدهده وترقيه وتدعو له بأن يحفظه الله من كل شر .
    أما أمي المسكينة فكانت تحاول إبعاد شبح تلك الذكريات عن مخيلتها حتى لا تنزعج ويصبح الحليب سيئا لأخي الصغير .
    أصبح صوت الزغاريد والتبريكات والتمنيات من قبل الأهل عاليا في تلك الغرفة الصغيرة التي ضاقت أرجائها بضجيج الأصوات ما بين فرحة ومتألمة وشاردة , فهي الغرفة الصغيرة المؤقتة لفترة قصيرة خارج الوطن , ومن ثم العودة الأكيدة للوطن .

    البحث عن الرزق


    بينما تحاول أمي كي الملابس وطهي طعام الغداء , حدث ضجيج وصخب على أعتاب الغرفة
    رجال يحملون أواني وحاجيات تلك الغرفة لنقلها إلى تلك السيارة الواقفة بالباب
    لقد ضاقت سبل العيش بأبي فقرر الرحيل إلى الأردن فقد وعده زوج أخته بعمل جيد هناك .
    لم تستطع أمي الاعتراض بسبب صراخ أبي حين طلب منها إطفاء نار الموقد وحمل الطعام ولفه جيدا( فسنتناوله فيما بعد عند وصولنا إلى عمان) قال أبي أمي منهكة القوى من حملها الرابع لا تقوى على المجادلة والمخاصمة فهي بذلك تبعد عن بيت أهلها في( حارة اليهود) في مدينة دمشق وأبيها وأمها وأخوتها وهي الكبرى التي تحمل جميع ذكرياتهم قبل الهجرة وأثنائها وبعدها مرورا بحمص وحماة قبل استقرارهم في دمشق , ذكريات تلك الأيام المحشوة في صدرها والثلج القارص في أثناء ذهابها وإيابها إلى المدرسة التي ملت جدتي منها ففضلت تعليمها نشر الغسيل على الحبال الباردة وتربية أخوتها الصغار بدلا من أحرف الهجاء .
    كل ذلك بدأ يتراءى أمام عينها وهي في طريقها إلى مجهول أخر في بلد أخر

    أيلول الأسود

    بعد أن أنجبت أمي طفلا وطفلة حان وقت الرحيل من جديد إلى دمشق وكانت الأحداث تتسارع متوترة فكان الخيار هو العودة وبشكل مفاجئ لتبدأ مرحلة جديدة من العذاب في بيت جدي الممتلئ وأبي العاطل عن العمل وجدتي التي لم تكن راضية عن زواج أمي بابن عمها وما زالت تكن بعض أو كثير من الكره و عدم الرضا عن زوج ابنتها الكبيرة , كان ذلك كابوسا يجعل من أمي ضعيفة فتقع بين شباك الدفاع والهجوم المستمر ما بين جدتي وأبي المثقل بالأولاد الخمسة والبحث عن العمل

    ما وراء الجبل

    في قرية صغيرة على أطراف مدينة دمشق الأموية استقر الحال بعد فترة مولدي , كان جوها البارد شتاءا يزيد من برودة تلك السنين وصقيع الأحداث المتتالية .
    كنت كثيرة الأسئلة عما حدث وعما يجري , فلماذا معلمتي تطلق صرخاتها في وجهي الصغير وتبث كرهها لي وأنا لست مسؤولة عن وجودي فوق أرضها ووطنها ,و ذكريات أحاديث جدتي لنا عن الهجرة وأسئلة الناس لهم الكثيرة والمتعددة عن فلسطين وما لديهم في فلسطين من أواني وملابس وأغراض وهل تشبه تلك الأغراض ما يوجد في دمشق , وكأن فلسطين تقبع في المريخ وليس على بعد عدة كيلومترات
    و تلك الصور أيضا التي رسمتها أمي عن معاناتهم التي جعلتهم يهيموا في الأرض على وجوههم وما وصفته من جور وظلم وقتل وتنكيل وتسميم المياه ونشر الذعر بين الناس والمجازر التي جعلتهم يرضخوا لفكرة الرحيل المؤقت ومن ثم الرجوع بعد أسبوع من تاريخه, وحديث جدتي عن تنظيف الغرفة وترتيب السرير والاحتفاظ بالمفتاح لحين رجوع جدي بعد أسبوع ليمارس عمله كالمعتاد .
    أسئلتي الكثيرة التي لم تنتهي لوالدي عن مكان وجود فلسطين واتجاهها من موقع بيتنا هذا فكان دائما ما يقول لي أن فلسطين تقع وراء هذا الجبل
    المطل على بيتنا

    فكان حلم الصعود على قمة ذلك الجبل ورؤية فلسطين عن قرب يشغل مخيلتي طوال فترة تلك الطفولة المقطعة والمجزأة الأحاسيس ومشاعر الحرمان والحنق على فقدان نعمة من نعم الدنيا وهي الوطن

    أحلام الشباب


    بعدما استقر الحال لفترة خمسة عشرة سنة في بيت من غرفتين يضم تسع أشخاص كانت تشتاحهم بين الحين والأخر رياح الحنين إلى الاستقرار والهدوء ولملمة ألذات ومعرفة معالم طريق يبدو شعاعا من الأمل في نهايته .
    بدأت مرحلة المرض الطويل لوالدي وتركه العمل بسبب ذلك ,فكنت عندما أعود من مدرستي و أراه طريح فراش المرض , اشعر بالتعاسة الحقيقية .

    وصل أخي إلى مرحلة ما بعد الثانوية وأراد دراسة مادة علمية اقتصادية ولكن من سيؤمن له مصاريف دراسته ؟ فلم يجد بدا إلا أن يتجه للعمل مع أخيه الأكبر ليشاركه رحلة العمل ويقاسمه حسرة العلم والدراسة

    في هذه الأثناء
    اشتعلت شرارة الانتفاضة الأولى فكان الشعور بالغليان والهيجان وحماس الشباب الذي ينتظر دوره!! في تلك الثورة المتقدة والمشتعلة نارا حامية في صدورهم فقط !!بسبب المسافات التي كانت تفصل بين ما نراه ونسمعه في شاشات التلفزيون وبين التواجد على تلك الأرض الطاهرة التي كانت تستصرخ وتأن تحت سياسة تكسير العظام دونما ملبي ومنجد !!!!!!!!!!!


    حقائب السفر المتعبة

    مددت يدي وعانقتها بحرارة , كنت أريد الالتصاق بها والاختباء بين ضلوعها لأكون معها أينما تحل وترتحل , وبالرغم من بلوغي مرحلة الصبا ولكني كنت اشعر في تلك اللحظة وكأني طفل مدلل صغير ما زال يحبو ولا يستطيع العيش وفراق صدر أمه الحنون .
    لا تتأخري قلتها وقد اختنقت أحرفها في حلقي واختلط طعمها بملوحة عبراتي المتساقطة .
    أمي تحاول الإفلات مني لتمسك بيد أختي الكبرى ليرحلا معا من جديد إلى الأردن للحاق بأخي الكبير بعدما ضاقت بوجهه سبل العيش في دمشق , ليعيد التاريخ نفسه من جديد !!
    لم يكن حال مشاعر أمي بأحسن من حالي ونحن نعانق هذا المشهد وهي ترى هذه العائلة يمزقها الفراق وتتعس أيامها الدموع .

    ضياع الهوية

    تتقلب بك الأيام وتتصارع مع دنياك لتصل إلى مرحلة فقدان الهوية , نعم عندما تفقد شعورك وإحساسك بهويتك وعندما تسأل من أنت ومن أين قادم فلا تعرف الإجابة بكلمة مختصرة , وإنما يتوجب عليك أن تدلي بمقالة لتشرح ذلك التعقيد في هويتك .
    وعندما تفقد طموحاتك وأمالك في هويتك العربية , وعندما تفشل أيضا في غرس أو زرع هوية جديدة لك في عالم أخر هجرت إليه قصرا , وعندما ينال أولادك ما نالك من فقدان هذه الهوية بالرغم من شعورك وشعورهم بالانتماء الشديد الصادق , وعندما تفتقد , أو تفشل في أن يكون لك أصدقاء طفولة وصبا تحن إليهم وتشتاق, وتتذكر معهم شقاوات الطفولة وتنكأ وتلجأ إليهم عندما تحتاج مشورتهم أو مساندتهم

    عندما تعيش على أمل الرجوع إلى الوطن وعندما يعيش الوطن في انتظارك لتعود من ارض المنفى
    ستظل تكتب عن وطن .................................................. ..............
    سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك

    اللهم ارزقنا شهادة على اعتاب المسجد الاقصى المبارك



    http://www.falasteen.com/article.php3?id_article=4098

  10. #10
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    أختي الكريمة

    أعتذر إذ وصلت هنا متأخرة .
    لك قلم يحسن سرد الأحداث بتركيز شديد ، و يتقن رسم الواقع بإبداع .
    قد خط قلمك صورة حياة مريرة لغرباء ، و ما أكثرهم ، فأجاد و أثر .

    و أعتذر مرة أخرى لك و للأخ محمد الشناوي ضعف متابعتي ، و لكن ربما أجد بعض العذر لديكم إذ أن الأمر خارج عن إرادتي ، فالشبكة مضطربة هذة الفترة لدينا بشكل كبير ، و لا أتمكن كثيرا من الرد و المتابعة .

    تحية طيبة للجميع .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أرض العم سام أرض العجائب والأحلام
    بواسطة عمار باطويل في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-05-2013, 11:30 AM
  2. إلى المنفى ..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 27-11-2008, 01:53 AM
  3. عدالة المنفى ...!!
    بواسطة يوسف الديك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-05-2007, 05:57 PM
  4. بحاجة إلى النقد الأدبي : عائدٌ إلى المنفى !
    بواسطة إيمان دلول في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 18-03-2007, 07:16 PM
  5. قصيدة(قصاص الأرض)فصرختُ لا يا أرض نفسي دونها** يا أرض ذا حكم الهوى فأطـــيعي
    بواسطة سعد بن ثقل العجمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 08-10-2005, 03:27 PM