1- ما نحتاجه اليوم ( ثورة أخلاق ) حيث سلاح عدونا (تسفيه الأخلاق وهامشيتها) على أرض الواقع .. ولكن هل استطاع المثقف في قصيدته ( وهي أحد ادوات التثقيف ) مقارعة العدو سلاحًا بسلاح؟
هنا نتوقف مع الشاعر (سمير العمري) .. ومحاولته الثورية ..
2- يقول :
مَـخَـاضٌ وَرَحْــمُ الـشَّـرْقِ مَــا انْـفَــكَّ حَـائِـضَـا
وَصَـــــرْخَـــــةُ مِـــــيـــــلادٍ تَــــــــــرَى الـــــــــــدَمَ خَـــائِــــضَــــا
والصرخة هي صوت يواصل مساره إلى الفناء .. لعل العرب يثبتون أنهم ليسوا بظاهرة صوتية على حد زعم أحد المرجفين .. بل صرخة ميلاد ..
يقول :
تَـــــــنَــــــــازَعَ حَــــــــــــــــالَ الــــــــقَــــــــومِ غِــــــــــــــــرٌّ وَغَــــــــــــــــادِرٌ
فَـــــــأَوْغَــــــــرَ ذَا حِـــــــلْــــــــمٍ وَأَغْــــــــــــــــرَى الـــتَّـــنَـــاقُـــضَـ ـــا
فتشخيص المرض اولى خطوات العلاج .. مواجهة العز ورجاله والذل والغادرين من رجاله .. فك التناقض وفضحه : الخطوة الأولى للثورة .
يقول :
فَـــــــكُــــــــلُّ مُـــــعِـــــيـــــنٍ يُـــــرتَـــــجَـــــى بَــــــــــــــــاتَ عَــــــــالَــــــــةً
وَكُــــــــــــلُّ مَــــعِــــيــــنٍ أَصْــــــبَـــــــحَ الــــــيَـــــــوْمَ غَــــائِــــضَـــــا
يقف الثوار بين حدي : المساعد والمخذّل .. بين من يساند ويؤازر ومن يشوه ويشتت ويعرقل ... خطوات الثورة ..
يقول :
وهو يتلمس خطوات رَأَي الإِصْــــــلاحَ مرتبطة بأثر هذا الرأي كونه ( مقدس ) .. وهذه القدسية نوعان : فهي القدسية المؤثثة بالحق
أَلا إِنَّ شَــــــــــــــرَّ الـــــــــــــــرَّأْيِ تَـــــقْـــــدِيـــــسُ قَـــــــاهِــــــــرٍ
وَشَــــــرٌّ مِــــــنَ الـتَّـقْــدِيــسِ رَفْــــــضٌ بِـــــــلا رِضَـــــــا
والقدسية المفخخة بقدسية الكلمات دون معانيها وتقديس الطقوس دون روح الدين ..
وَشَـــــــــــــــرُّ طُـــــــقُــــــــوسِ الـــــــمَــــــــرْءِ دِيــــــــنًــــــــا عِــــــــبَــــــــادَةٌ
يُــــــــــؤَدِّي بِـــــهَــــــا نَـــــفْــــــلا وَيَـــنْــــسَــــى الــفَـــرَائِـــضَـــا
يقول :
وهو يفضح التناقض مابين الإصلاح الجاد وبين صوت الفوضى الخلاقة والعبثية والتي تتزيا بزي التجديد والثورة والإصلاح ..
أَيُــحْــقَـــرُ عِــــنْــــدَ الــــقَــــومِ مَــــــــنْ قَــــــــامَ مُــصْــلِــحًــا
وَيُـكْـرَمُ فِـيـهِـمْ مَـــنْ يَـــرَى الـدِّيــكَ بَـائِـضَـا؟!
إ
ِذَا هَــــــامَـــــــتِ الــــغَــــوْغَـــــاءُ تُــــفْــــتِـــــي بِـــصَـــوتِـــهَــــا
فَــــــــإِنَّ سِـــــــــرَاجَ الــــرُّشْـــــدِ يــــهْـــــدِي الـنَّــقَــائِــضَــا
وهنا نصل مع الشاعر إلى بيت أراه هو ( الفيصل ) في القصيدة ..
وَمَـــــــا يُــطْــلَـــبُ الإِرْوَاءُ مِـــــــنْ جُـــــــبِّ دَاخِـــــــنٍ
وَلا يُــــــجــــــلَـــــــب ُ الإِبْـــــــــــــــــــ رَاءُ مِـــــــــمَّــــــــــن ْ تَــــــمَـــــــارَضَـــ ــــا
في إشارة فطنة إلى أثر الثورة التي قد تكون وبالًا على الثائرين وأوطانهم .. فلكل علة طبيبها .. ولكل ثورة فكرها الثوري .. وإلا ستغدو الثورة محض هياج شعبي مخل ومهدد لكيان الدولة ومسار الوطن ..
بدليل أن :
وَخَــــيـــــرُ عَــــتَـــــادِ الــــمَـــــرْءِ فِـــــــــي الــــــــــرِّزْءِ حِـــكْـــمَــــةٌ
وَعِــــــلْـــــــمٌ وَحِــــــلْـــــــمٌ يُــــــرِفِـــــــقُ الــــــحَـــــــزْمَ نَــــاهِـــــضَـــــا
/
بالغ تقديري .. لنص ثري .. وصاحبه الأنور حرفه بالبهاء ..