السجال الشعري الإبداعي

لملـم فســادك واسـتعر عنوانــا
من أمر ماضـيك الذي قـد كانـا

فلقـد بلغت من الهبوط سـلالما
حتـى تعــذَّر أن تفيـق الآنـــا

لملم فسـادك واتَّعظ فلكـم هوى
من كان قبـلك ماكــرًا خـوّانـــا

ومضى بخزي الدهر ينسج ثوبه
قلــم الحقيقة وارتـدى الألوانــا

الكبــر أججــه وظـنَّ بــأنــه
في معزل قــد جـاوز الطوفانـا

نوح القلوب على الخطوب تناهى والكون يمتدح الغريب شفاها والليل عكّر ومضة الأمل الذي ما زال يحبو باكيًا تياها والغدر يسترق العيون تهكّمًا لم يُبق للوطن الذبيح جباها حتى إذا أفلت بدور أميمة ضجّ الغراب وكمم الأفواها يا ويح من جهلوا نعيم حضارتي جهلوا وميض المجد كيف سقاها

هانتْ فهشَّ لِهوْنِها الجَلَّادُ
.......................وتغلغلتْ في وَعْيِها الأصفادُ
وانْدْسَّ تحتَ ضلوعِها مُتسّتّراً
..................................مُتحرِّفاً وَلِغيِّهِ يَنْقادُ
هذا الذي بِسَرابِه مُتفاخراً
......................يَختالُ .. ما أزْرى به الميلادُ؟
هل طافَ في مِخيالهِ سيْفُ الرَّدى
......................وتأرّجَحتْ في ذهنه الأعْوادُ؟
بل يسكنُ الشيْطانُ في خلَجاته
........................وتَمترَسَ الُبهتانُ والأوْغادُ

دع كل قـول واســتمع لمقــالي
فحقيقـة الاشــياء في الغــربال

لم تتضح كل النوايــا والـرؤى
في جعبـة المســؤول والقــوّال

كل يجــر النــار نحـو رغيفــه
وسواه يبكي من لظى الأهـوال

لا يسـألن إذا البــلاد تدمــرت
أو أنهـــا مالــت لســوء مــآل

ســيظل يجلدنـا ويسلب قوتنــا
ما دامت الأقــدام في الأغـلال

مــا دام يملك أمرنـا ويسـوقنــا
مثـل الخــراف لمذبـح الآمــال

ليلايَ : أدري ، أن ستُحرق مُهجتي نارٌ تأجَّج في العتابِ مداها لن تكتب الأيام عن أطلالنا غير الدموع ، ومن بها يتباهى لمّا نعينا كل غرسٍ باسمٍ أو بلسمٍ داوى هناك الجاها لكنّني أبقى بذكرك منشدًا نشد الخلاص ، وللربوع مناها لله ، للماضي ، وللذكرى التي نفحاتها في المقلتين أراها

هـيِّء بصمتـك للعــدو دروبـــا
وارســم بجبنك للصَّغــار جيوبــا

وامنـح لغيـرك ان يكـونك ســـيدا
فصباحك المزعوم بــات غروبــا

مفتـاح بيتـك في جبوب غريمه
ولقـــد فقـــدت فنــاءه تقـريبـــا

ولقــد هَـوَيْتَ فـلم يعـد بـك عــزة
فــارجع لثـوبك قــد مُلئت ثقوبـــا

بُشْرَى مِنَ العَرْشِ هَزَّتْ لَيْلَ إرْقَــادِ
فَاهْتَزَّتِ الأرْضُ إيْذَانًا بِمِيْــــــلادِ

وَأنْجَبَتْ أحْمَـــدًا ، طِفْلًا وَفي فَمِهِ
فَجْـــرُ النُّبُــوَّةِ يَمْحُـوْ لَيْــــلَ إلْحَادِ

الهَاشِمِيُّ الذي هَبَّتْ بِمَـوْلـــــــِدِهِ
رُوْحُ الحَيَاةِ، وَدَبَّتْ بَيْنَ أجْسَــــادِ

كَأنَّـهُ يُوْسُفٌ ، وَالثَّــــــوْبَ مِلَّتُـهُ
وَلَيْسَ يَعْقُــوْبُ إلَّا أُمَّـــةَ الضَّــــادِ

أزْكَى صَلاتِيْ عَلَيْـهِ وَالسَّلامُ رَجَا
عَيْنِيْ تَرَاهُ فَيُرْوى غُلَّهَا الصَّــادِيْ

دارَت دَواليبُ الزَّمانِ وإنها
..................إلى الوَعْدِ تجري والدُّروبَ تُشيِّدُ
وَتجمَع أشتاتاً بِرَغْمِ تَفرُّقٍ
........................وَتهْدِمُ سدَّ الإثْمِ فالإثمُ يخمدُ
لتجري عُيونُ الماءِ وهي غزيرَةٌ
........................لتنمو أزاهيرُ الحياةِ وَتسعَدُ
فدَعْني - أبيتَ اللَّعنِ- أجْعلُ أحرفي
............................بلابلَ دَوْحٍ للنَّهارِ تُغرِّدُ
وَتمْسحُ ليْلاً في القلوبِ تكدَّسَتْ
.....................عَساكِرُهُ والصبْحُ فيها يُهدْهِدُ
سيأتي وَعشْبُ الأرْض َيضْحَكُ جاذِلا
.................وتومِضُ نجْمات السماءِ فتَسجُدُ
وتبكي عُيونِ الناس عندَ لقائه
..................فتذرفُ أشواقَ المُحِبِّ وتحمدُ

داعب خدودك بالأنامل تلقها
كزهور فل فوق غصن مهمل

ما لامستها في السماء غمامة
أو وردة من فوق ماء الجدول

محمد بن يحيى

ليت الذي عشق الفضيلة ينتخي للظاعنين ، ويبسط الأشواقا يهب المعاني لا يغيب بديعه ويعانق الألطاف والأعماقا يشتقُّ من قيمِ الأقاح نفائسًا يسقي بها وقت الرحيل رفاقا حتى إذا لاح الربيع بحرفه أهدى الهوى بهيامه رقراقا