السجال الشعري الإبداعي

ما زالَ للنخّاسِ فينا تابعُ
.....................ولهُ مع السمسارِ عبدٌ خانعُ
ما زالَ في دمِنا يمارسُ بيعَنا
......................والمُشتري يا للغرابةِ بائِعُ!
في الشامِ - كلُّ الشامِ - مَدَّ ذراعَه
...................وامتدَّ في رَمَدِ العيونِ يتابعُ
يذرو الغبارَ ويستغلُّ مَحافلاً
................وينامُ في الأحْداقِ وهو البارعُ
وَيطففُ المكيالَ وفقَ مزاجه
......................فالكيلُ مكيالانِ فيه ذرائعُ

عَرَفَ الدَّمارُ طَريقَهُ لِبِلادِنا
فأتى يُعَرْبِدُ في الرُّبوعِ وَيَرْتَعُ
رَسَمَ الفَواجِعَ والمَواجِعَ في الرُّبا
وَدَواتُهُ بِدَمِ الشَّهادَةِ تَدْمعُ

على بحر الغرام كتبت شعري
يعانق نهرنا وشطوط بحري
صباحي اليوم اعلنه سعيدا
سجال بالمودة ماء زهر

رَسمتُ كما الخليل عمودَ شعرِ
...............بحرف الضادِ مرسوماً بتبرِ
طريقاً من يقيني صارَ حقّاً
........وسرتُ على الثرى ولكزتُ مُهْري
فغمغمَ باكياً يبغي انطلاقاً
...............وحَمْحَمََ جامِحاً بجناحِ طيرٍ
وَطوَّفَ حولَ سور القدسِ سَعْيا
.................وتابعَ سعيَه شوْقاً لبَحرِ

رَمَيْتُ بِخافِقي بِمُحيطِ وَجْدٍ
وَسالَتْ دَمْعَتي تَرثي رَجائي
أرى الأرواحَ تُحْصَدُ كُلَّ يَوْمٍ
وَطَوْقُ العَجْزِ يَخْنِقُ كِبْرِيائي

أرى الأرواحَ ترقى في علاها
..........................وفي الفردوْسِ تبلغ منتهاها
ونحنُ تأرجَحُ الأحداثُ فينا
...............................وَترْسُمُ درْبَنا كلتا يَداها
وتمنحُنا عصا الترْحالِ درْباً
...........................أتغصبُنا وَقد نبْغي سِواها؟
وَهلْ (نيْل المطالِبِ بالتمنّي)؟
...................... وَربُّك لا.. سنحفرُ في ثراها

هي الاقدار تجعلني اسيرا=لحرف منك يأتي بالظهيرة
ويدعوني لمرج في بلادي=يذكرني بحيفا والخضيرة

رَعاك الله من ينْسى
......................بلى في ذكرها نأسى
لها الأضلاع حاضنةٌ
.....................وَتحْضنُ مثلها القدْسا

سأدفن بهجتي بنجيع صَمتي
وأصبغ بالأسى أفقي ودَربي
جِراحُكِ أمّتي تَجتاحُ عُمري
وتملأ بالعَنا عَقلي وَقَلبي

بدمعي قد كتبتُ هواكِ شعرًا
وغنيتُ الحنين إليكِ دهرا
أما حنَّتْ يداكِ لمسّ قلبٍ
تملَّكهُ الجوى عصرًا وفجرا
أفيقي فالهوى يرنو إلينا
تعالي واملئي دُنيايَ عطرا
لكم غنيثُ في لقياكِ جهرًا
وكم عانيتُ يا قدساه سرا