السجال الشعري الإبداعي

فجِّر جنــونك أيهــا الزلــزال
واصفـع غرابــا إنــه محتــال

للرعب قادتة الرذيلة ممســكا
بخطامهـــا وبدربهــا يختــال

دمه تبلَّد واســتساغ جنونــه
قتــل البـراءة، إنــه الرئبــال

كل المدائن في طريقـك ثورة
والنائحات على الدروب تلال

فارفع على تلِّ الجماجم عنـوة
كرسـيك المشـئوم فهو ظـــلال

لا تحفلَنَّ بخادم الأغرابِ
........................واشحذْ حُسامَكَ في مُدى الكذاب
أمِط القناعَ عن الوُجوه بحَطْمِهِ
..........................واكسْرْ رُؤاهُ بصدْمةٍ وحسابٍ
وابنِِ المَدائِنَ بعْدَهُ كي تشتري
..............................بدَمِ الشهيد وغيبةِ الأحباب
وطناً تطاولَه النجومُ وعزَّةً
............................. لله فيها النَّصرُ فوق تراب

بِعنا العزائمَ في دَكاكينِ الهَوى
وَمَضَتْ إماءُ القلبِ دونَ حِجابْ
دولارُنا ربٌّ على عَرْشِ القُوى
وَصَلاتُنا ما غادَرَتْ مِحراب

بَعيرُ بَني العُرْبِ يأكلُ رَبّا
...................مِنَ التَّمْرِ في الجوعِ يُشبَعُ سَبَّا
وَيَجْتَرُّهُ كُلَّما جنَّ ليلٌ
......................وَ"يبْرُكُ" بالنوقِ يحْلمُ صَبّا
تراهُ يَدورُ بكلِّ اتِّجاهٍ
.........................يحدِّقُ شرْقاً ويضمِرُ غرْبا
لزُرْق العيونِ يَخرُّ ركوعاً
......................وَيصبو لـ"رَبٍّ" ليَغْنَمَ "رَبّا"
فتبّاً لِذاكَ البَعير وَبُعْداً
.......................سيلقى جزاءً ويوسَعُ ضرْبا

ببعضِ الرَسائل باعوا القَضايا
وألقَوا إلى هُوّةِ المَوْتِ أمّة
بِجَهلٍ مَضَوْا في طَريقِ الجِهادِ
وَحينَ انتَهى الخَطْبُ فازوا بِعَظْمَةْ

مَصيرُ الرُّغاليينَ ميتةُ أبرَهةْ
...................فلا فيلَ ينجو والمَصائرُ مَكرَهَةْ
وللعلقميِّينَ المَشانق علِّقتْ
.................فمِنْ ليفِها التاريخُ ينسجُ أشرِعةْ

عزَّت على نفس الكرام شمائل
ذبحت وخـالط دمعها البــارود

أرواحها بدم الشـهادة ضُمِّخت
وأضاءت الطرقات وهي تقود

يا عارفين الســر تلك حكايــة
كتبت بماء الروح، كيف تحيد

النور يصطع والهلال مراقب
والأقحوان على التراب يزيــد

وفصائل التوحيد وجهتها السما
والمـارقون طريقهـم مســدود

دَمُ أمَّتي بينَ الدِّماء يسودُ
..........................ما دارَت الدُّنيا فسوفَ نعودُ
مهما تمرَّغَ في الترابِ مُخاتلٌ
...........................وَتمترستْ بالمُنكراتِ يَهودُ
هيَ قصُّةٌ كتبَ الدُّهاةُ فصولَها
........................ومَن الفصولِ نوازغٌ وحدودُ
واليومَ يختزلُ الكتابُ حروفَه
............................ليديرَ معركةٌ الحَياةِ عَبيدُ
وستضحك الأقدارُ عندَ تمامِها
.........................ضحكاً يموتُ بناره الأخدودُ
هل تذكرونَ من الزَّمانِ حوادثاً
.......................في مُحكم التنزيلِ..أينَ ثمودُ؟

دَمُنا عَلى يَدِهِمْ يبوحُ بِسِرِّنا
وَيُهامِسُ الأرضَ الحَزينَةَ: أمّنا
سَيفُ العُروبَةِ لا يَزالُ مُلَفّعًا
بِثِيابِ خِزيٍ حاكَها بِخُيوطِنا

نعلّقُ في الأفق أجراسنا
لتحفظَ أنجمُه همسَنا

ونغرسُ في تربها حلمَنا
يباركُ رب العلا غرسنا