السجال الشعري الإبداعي

حائرٌ قَلبي المُعَنّى
بَيْنَ ما صارَ وَكُنّا
أمسُنا بالمَجْدِ يَغفو
والأسى قَدْ نالَ مِنّا

نحن شعب ضاق ذرعا
من خفافيش الظـــــلامْ

كلمـــا أقبــــل فجــــــر
جـــاء مقطــوع الختـامْ

تختفـــي منــه الهدايـــا
ينتشــي فيــه الخصــامْ

نحن شــعب بات يحيـا
تــحت أكـــوام الخيــامْ

ينتهــي العمـــر ونبقى
فــي نــــزاع واتهــــامْ

مَراحلٌ سبَقتْ تلك الفظاعات
....................في البدءِ كانتْ بذور للولاءات
ونشأةٌ باعوِجاجٍ في مسالكنا
...................ورُبَّ فكرٍ تنامى في المَساحات
حِصانُ طِروادة المُنسابِ في دَمِنا
...................يُحطِّمُ السّورَ في ليْل المَتاهات
الرأسَ يسكنه أجناد عسْكرِه
....................والعقلَ يأسرُهُ وَهْمُ الحسابات

تُمورُ قُلوبِنا تَغدو غِذاءً
لِدودِ الأرضِ إنْ أزِفَ الرّحيلُ
فَيا صَحبي بِدَرْبِ الحقِّ سيروا
ولا تَرضَوْا بِزادٍ لا يُعيلُ

لوح لهــم , هــل ينفــع التلويــح؟
واغضب فما يرقى بك التوضيح

ســقطت مــدائنك العــزيزة كلها
وغــدوتَ عبـدا بالهــراء يبــوح

حالُ العباد وكالعَبيدِ نبوحُ
...............والقلبُ ينبضُ تعتريه قروحُ
لا تسألنَّ عن العَبيد فكلُّهُمْ
................تحتَ السِّياطِ مُجَرَّمُ وَذَبيحُ
لا حلَّ إلا باتباعِ خيارنا
...............وخيارُنا فيه الصَّباحُ يَلوحُ
قدْ مَلَّنا عُقمُ الرّجولَةِ والنُّهى
..............وَتَنهّدَ المقهورُ والمَجْروحُ

حالُنا حالُ الغُرابِ
مَشيَةَ الطّاووسِ وَدَّ
لا لِتَقليدٍ أجادَ
لا وَلا للأصلِ رَدَّ

دُمى العُرْبِ بالخيْطِ و"الرّيموتْ"
....................... تُرقِّصُها بالخَفا العنكَبوتْ
عَلى مَسرَحِ الظلِّ تبدو
....................لعيْنيكَ في هيْئَة "الرّوبوتْ"
مُقَنَّعةً لا تغادرُ وجْها
...............كَسَتْه "الرُّتوشُ" بشتّى النُّعوتْ
وتغلقُ فاها بماءِ ثقيلٍ
...................ولثغ اللِِّسان وضيْمِ السكوتْ

تاقَ الفُؤادُ لأمّةٍ تتربَّعُ
فَوْقَ الشُّعوبِ بِعِلمِها وبِخُلقِها
لكنّ حُلْمي صاحَ مِنْ فَرطِ الأسى
هيَ أمّةٌ نامَ الضّميرُ بِخَلْقِها

قــــم لا تعــد للنــوم دورك قــادم
فــالعتم يسـكن في قلـوب واهنــة

واترك ضيــاعا عشــته بمــرارة
قد كان ينزف في معارك طاحنة

كن في الدروب سراج حق مؤمن
فــالفجر تصنعــه ســواعد آمنــة

أو لا تعــد والزم عصاك كمُقعــد
فــالنور ينبـــذ كل عيــن خــائنه

يــا أيها العـربي يكفي مــا جـرى
ضاع الحصاد ودرب مجدك آسنة

قــــم لا تعــد للنــوم دورك قــادم
فــالعتم يسـكن في قلـوب واهنــة

فــاخلع نعــالك ذاك محــراب بـه
مجدا أتاك وكان يســعف قــاطنة