السجال الشعري الإبداعي

لا لنْ أعاشرَ مَنْ يُؤاخِذْ متطلباً ليَ عَنْ مَآخِذْ يطوي الفؤادَ على القِلى ولسانهُ في الشَّرِّ شَاحِذْ و أَعُوذُ مِنهُ إذا بَدَا قدْ فَازَ مِنْ باللهِ عائِذْ و إذا وجَدتَ ممَجَّدَاً و مقالهُ في النّاسِ نَافِذْ يعطي العطاءَ تفضُّلاً و للمقابِلِ ليسَ آخِذْ فاشدُدْ عليهِ بقوةٍ و اعْضَضْ عليه بكلِّ نَاجِذْ

___________________________________________
* تفعيلة العجز الأولى دخلها الوقص وهو حذف الثانيالمتحرك من متَفاعلن فصارت به ( مفاعلن ).

ذمَّ الأوائِلُ قَبْلَنَا دنيا، وقالوا كلَّ هُجْرْ قَالوا و قالوا :إنَّها دارٌ تَغرُّ و لا تُغَرّْ مَهْمَا يُقَالُ على الحيـــــاةِ فَإنَّ فيْهَا ما يَسُرّْ فيها المساءُ بهمسِهِ فيها ابتسامةُ كلِّ فجْرْ فيها السماءُ بشمسِها وجوارَ نجمٍ قامَ بَدْرْ فيها الحسان الغيدِ مِنْ بيضٍ مُنعمةٍ و سُمْرْ فيها نِداءُ المؤمنينَ وقد تلوا آيً و ذِكْرْ هذي الحياةُ جَميلةٌ وَجَمَالُهَا يرويهِ زَهْرْ يا ليتَ أنِّيَ قَادِرٌ فَأزورَ مِنْهَا كلَّ شِبْرْ مهما يقالُ علي الحيا ةِ فإنَّها للخُلدِ جِسْرْ

ذات الصواري غادرتْ
...............ثبجَ البِحارِ وَأدبَرتْ
يومَ استكانَ شِراعُها
...................لليَمِّ ثمَّ تبخَّرتْ
يوم انقضى عزمُ الألى
...........فإذا العقولُ تصحَّرتْ
وبَكى الزَّمانُ وعينهُ
...........ذرفت دَماً وتحسّرتْ
والبحرُ أضحى "أرْمَلاً"
............فيه السَّفائنُ أقفَرتْ

تَعالوا أيُّها الشُّعُّارْ تَعالوا أيُّها الأخيارْ لنحسوَ خَمْرَ قافيةٍ بِلا ذنبٍ و لا أوزَارْ فهذا باسِطٌ هَزَجَاً يُضارعُ نَغْمةَ الأطيارْ و آخرُ راجِزٌ ثَملٌ طَويل اللحنِ و الأفكار و منْشَرحٌ لـمُنسرِحٍ يَجثُّ بعَزِفِه الأكْدارْ و يُكملُ كاملٌ فينا لحونَ مَدِيْدِنا المِعْطَار و خَبَّ إلينا في مَرحٍ خفيفُ الرّوحِ و الأخبارْ ومقتضبُ المقال له سريعُ بديهةٍ الشُّعارْ ويدركُ كلَّ غايتِهِ كريمٌ وافرُ الأشعارْ و يَرْمُلُ في قصائده بنا متَقاربُ الآثار حَديثٌ يُحْدثُ الأفرا ح فيناَ معْشَر السُّمَارْ بحور الشعر غَنَّتْنَا بلا طَبْلٍ و لا مِزْمَارْ

رمال الشطِّ منْ جَذلِ
.................تحاكي عوْدة البحّارْ
وتفتحُ كلَّ أذرُعِها
................لتحضنَ سيِّد الأسفارْ
بُحور الشعر قافلةٌ
..................وَحاديها هي الأفكارْ
عُبابٌ الحرْفِ يَحمِلُها
.....................بلا ماءٍ ولا تيّارْ
بساط الرّيحِ في سُحُبٍ
................يطيرُ لتهطل الامْطارْ
وحرف الضادِ بستانٌ
...............يموجُ بأروع الأزهارْ
وللشعراءِ أحلامٌ
.................كأسراب من الأطيارْ
تُحلّقُ في الفضا حتى
............تحطُّ على غصون الغارْ

رَيَّعَ الآلُ لِرَأيٍ رأي إنسانٍ حَصِيْفِ يَنْصُرُ الحَقَّ بِحقٍّ صَادقٌ جِدُّ رَؤُوْفِ لا يبالي بعِداءٍ مِنْ نِفاقٍ كَالكـفِـيْفِ فمنَ القولِ ضياءٌ كشموسٍ بِمَصِيْفِ و مِنَ القولِ ضَلالٌ مُظْلِمٌ مِثْلُ الكسُوْفِ ولدَ الحُرُّ كسَيْفٍ لا يبالي بالحُـتُـوْفِ ليس للحرِّ صَدِيقٌ هكذا طبْعُ السِّـيُوْفِ

فيْصل الحقِّ كتابٌ
.................يعتلي كلَّ الرُّفوفِ
يملأ العقلَ علوماً
..............في سُطور وحُروفِ
كلُّ حرْفٍ فيه يعلو
.............كلّ قولٍ من حصيفِ
هو سيْفٌ ليسَ ينبو
...........ليسَ سيفاً كالسُّيوفِ
قولُ عَلّام الغيوب
...........هو قرآن الرؤوفِ

في الحَجِّ لَنَا كأُمَّةٍ مُؤْتَمَرُ اللهُ و أحمدٌ بِهِ قَد أَمَروا لو بَعَضُ الحَاجِّ حَزْمَهمَ قَدْ صَحِبُوا فَازوا و عَلى عَدوِّهِمْ قَدْ ظَهَروا

رُحْ صوبَ مَكةَ بعد الحَجِّ معتمراً
....................تكسبْ منَ الأجر ما تَهنأ بِه ثمَرا
جنَّاتُ عَدْنٍ هيَ المَأوى لذي عَملٍ
......................يحيا على أملٍ بالخير مُؤتزِرا
في كلِّ عامٍ بكلِّ السَّعدِ أسأله
.................ربّي وبالحمد طول العمر مزدهرا

عساكم من عواده

عيد سعيد ، و عذرا عن التأخير ، أخي أحمد و أمير السجال .

رَأَني على حَالٍ مِنَ الصَّمتِ صاحبي فأَشْغَلهُ إِطْرَاقُ إطْرَاق مُجْهَدِ وَ قَدْ كَانَتِ البَسْمَاتُ مني إذا بدا تصافحُهُ قَبْلَ التَّصَافُحِ باليَدِ فَخَافَ على مَا كَانَ بيني و بينهُ من الوُدِّ مِنْ كَيْدٍ لواشٍ مفنِّدِ فَقُلْتُ لهُ : هَوِّنْ عَلَيْكَ فمَا ترَى سِوَى حَرْثِ فِكْرٍ في قَصِيْدٍ مُقَصَّدِ إذا جاءَنِي دَاعيْ القصائدِ خَلْتَنِي و إنْ كنْتُ في جَمْعٍ كأنِّي بِمُفْرَدِي فكلُّ حواس المرء تتبع فكره كمثل أميرٍ بين مولىً و أعْبُدِ فإن غابَ غَابَتْ عن شهودٍ و محضرٍ و إن يشهدِ الفكرُ فمثلهُ تشهدِ

--------------------------------------------------
*مفاعيلن الأولى من العجز مكفوفة.