السجال الشعري الإبداعي

ردّدْتُ لحنا عانقَ الأوتارا
.......................فتسّلّلَ الوجدانُ فيه وطارا
حينَ استبدَّ به الهيام مُهوِّما
.........................مَدَّ الجناحَ يقلِّدُ الأطيارا
مُترنِّماً نثرَ القصيدَ مُنغَّما
..................مثل البلابلِ يعزفُ الأشعارا
ما كنتُ طفلاً مُذْ عَثرتُ بغُربتي
....................ولقد وُلدْتُ بقرِّها مُحتارا
وحَبوْتُ ألتمسُ الخُطا في رحلتي
............بحثاً عن المصباح منذُ توارى
ربُّ الوَرى حسبي وَحسبُكَ إنَّهُ
..............رَبُّ الخلائقِ يرسلُ الأمطارا
يسقيكَ من ماء النّعيمِ مكوثرا
..................ويريكَ في جناته الأنهارا

أعتذر ايها الأحبة فقد كنت مسافرا وكان من الصعب التواصل هنا في ظل نت لا يسمن ولا يغني ..
.
الأحبة الشعراء الرائعون الذين يرتادون هذا المكان الذي اتينا بالسجال هنا على التثبيت كي نكسب من خلاله الق الشعراء
ومقدرتهم الفنية في نسج الجمال الشعري والشعوري ولم يكن في مقصدنا ولا مقصد الموقع المناكفات الشعرية
التي يمكن ان تتجه الى خلق مشكلات بأي حال ووالله رغم ما قرأت من حوارات ساخنة الا انني وجدت في ذلك
النقاش شيئا مهما للعودة والاستفادة
ثانيا فكلكم احبة والسجال لا يمنع من التفاخر بالذات على ان لا يكون اهدارا لقيمة الآخر بل ان الفخر مركبا محمودا
ان ابتعد عن الاضرار بالاخر وإني والله اسعد الناس يتواجدكم جميعا وأقصد شعراء الواحة ولا بأس ايضا من النقاش
في أي موضوع مفيد يحفظ لكل قيمته ومكانته هنا بيننا .. والمقدرة الشعرية للشعراء لا يرفعها او ينزلها اي لون من
الهجاء المباشر او المبطن واني اربأ بكم جميعا ان تنزلقوا الى هذا وانتم الكبار..
كل الحب الى كل الشعراء دون استثناء فكلنها هنا اخوة ولكل منا قيمته التي يحبها
جزاكم الله خيرا والى مزيد من الشعر الجميل الذي يحمل القيم الجميلة .

ربّما آنَ أوانُ الاحتفالِ
...................بربيع الحرفِ أو طيب الخصالِ
هبَّ حرْفي مَعْ نسيمٍ حلَّ توّاً
.......................يحملُ العطرَ بأنفاسِ الرِّحالِ
بجناحٍ رَفَّ في جوِّ التَّجلّي
.......................يرْتقي الغيمَ ويرنو للمَعالي
رُبّما - يا ذيبُ - ما انفكّتْ حروفي
................في تَجافي الجنْبِ من سود الليالي
تمتطي مُهْرَ الشّجى من سُكونٍ
...................باتَ يشكو من مَآلات السّؤال
وانثيال الحبْرِ للجَدْوى يُناجي
....................أيُّ جدوى والأماني لا تبالي
هوَ ذا الحرفُ يُغنّي في خُواءٍ
.....................يَسْكْنُ الآذانَ وَقْراً بانفصالِ
فاقبَل الوُدَّ على وقْع التَّلاقي
....................بشذى الورْدِ وَتذييل المَقال

يُسْائلُنِيْ صِغَاريْ ـ يا أبَانَا

لِمَاذَا تَقْتُلُ الحَرْبُ الصِّغَارَا



لِمَاذَا الحَرْبُ ، يا أبَتِيْ ، أجِبْنَا

سَئمْنَا الحَرْبَ ، مَلَّيْنَا الدَّمَارَا



فَيَخْنُقُنِيْ الجَوَابُ ، وَكلّ يَوْمٍ
أُحَاوِلُ أن أُقَـدِّم ــ الاعْتِــذَارَا

رياح الإفك تجتاح الديارا
............وتشعلُ في غياب النور نارا
وهذي الحرّبُ صمّاءَ بَكّما
............بلا بَصَر وما ترَكتْ خِيارا
تحاصرُنا وَكلُّ العُهّر فيها
...........لتأكُل في مَسيرتِها الصِّغارا
وتمْحو في بَلادَتها جَمالا
...........تُصيِّرٍهُ وقد غَضِبت دَمارا

ربيب القهـر يشــعلها اختيــارا
ويضحـك كلما أنتَهكت سـتـارا

ويســعده الظــلام علــى بــلاد
غـدا يمتــد , أشــبعنا انكســارا

أثــار الظلــم في الأنحـاء حتى
غــدا التــزوير يغصبها جهارا

وبعــد الضيــم يعلــن أن كـفــًا
لــه تمتــد , تمنحهـا ازدهـــارا

كفى كذبـــا وتزويـــرا فإنـــا
ســئمنا مــا تمـارسـه ضــرارا

ألا فـارحل فـإن الأرض حبلى
وذي الأيـام تكشف مــا توارى

رَجَوْتُ اللهَ يَكْفِيْنَا الدَّمَارَا
وَيُبْدِلُنَا أمانًا ، وَازْدِهَارَا

أما واللهِ إنَّ العَيْنَ تَبْكِيْ
وإنَّ القَلْبَ يَنْفَطِرُ انْفِطَارَا

حَضَارَاتٍ ــ بَنَيْنَاهَا قُرُوْنًا
أحَالَتْهَا مَعَاوِلُنَـا ــ غُبَارَا

نًقَاتِلُ بَعْضَنَا ، نُرْضِيْ عدوًا
وَلَنْ تَرْضَى اليَهُودُ ولا النَّصَارَى

نُفَادِيْنَا ــ وَإنْ جِئنَا ضُيُوْفًا
وَنَفْدِيْهِمْ وإنْ جَاءوا أُسَارَى

وَنَغْضَبُ كَالرِّجَالِ بِوَجْهِ بَعْضٍ
وَفِيْ وَجْهِ الغَزَاةِ ، فَكَالعَذَارَى

متى تَصْحُو ضَمَائرُنَا ، فَنَحْيَا
وَنَصْنَعُ مِنْ هَزَائِمِنَا انْتِصَارَا

رعــاك الله يــا خلي فإنـــا
غدونــا مثل أرملة حيـارى

وكل العـــالمين بــلا حيــاء
أتوهــا طامعين بها جهــارا

فـلا ولـد يذود الضيم عنهـا
ولا زوج وقد غصبت مرارا

وجيش الفاسقين أتى سريعا
لينهـش لحمهـا ليــلا نهــارا

فــإخبرني رعــاك الله مــاذا
ستفعل بعدما أضحت قطارا

يراها العــالمين لهم رَكوب
ويضربها الأذلة والسكارى

رعاك الله مذْ كنا صغارا
.......................ونحنُ على خبائثهم سُكارى
رُويبضة الزَّمان غَدا حكيماً
..........................وحنكته ستورثنا انكسارا
وفينا منْ بَصيرتُهُ تنادي
...........................وتشكو جهلنا ليلا نهارا
تمادى النيرُ حتى صارَ قتلاً
....................ورانََ على ضمائرنا وَجارا
يُلاعبُنا بكلِّ الخُبْثِ حينا
......................وحيناً يمتطي مِنّا الحِمارا
على رأس القوافلِ شَقَّ درْباً
.................إلى الرَّبع الخَرابِ وفيه سارا
فمن ذا يستردُّ لنا عُقولاً
...................غزاها الوَهْمُ فاعتنقتْ بَوارا
ويُرجعُ من دُروبِ البَيْنِ وَعْياً
......................ويَملكُ أن يُعيدَ لهُ الوَقارا

رأينَا كيف صارَ العُرْبُ عَارًا
عَلى الإسلامِ مَذْ خَانوا الدِّيَارَا

مِنَ الحِقْدِ الدَّفِيْنِ نَرَى جِبَالًا
عَنِ الأخْطَاءِ تَنْحَسِرُ انْحِسَارَا

وَيَسْألني تَلامِيْذِي ـــ لِمَاذَا
لِمَاذا يقتل الجِيْرَانُ جَارَا !

لِمَاذَا تُقْصَفً الميناء عَمْدًا
لِمَاذَا الحَرْبُ لَمْ تُخْطئْ مطارا ؟ّ

لِمَ ــ لا تُهْدَمُ الأحْيَاءُ ، إلّا
على الأحْيَاءِ لَيْـلًا ، لا نَهَارَا !

وَتُسْتَثْنَى مَدَارِسُهَا بِلَيْلٍ
وَبِالأسوَاقِ كَمْ قُصِفَتْ مِرَارَا

لِمَاذَا ــ لا تُفَرِّقُ بَيْنَ جَيْشٍ
وَكَشَّافٍ ، أتَقْصِفهُ اضْطِرَارَا ؟!

وَيَسْألُنِيْ صِغَاريْ ـ يا أبَانَا
لِمَاذَا تَقْتُل الحَرْبُ الصِّغَارَا ؟!

لِمَاذَا الحَرْبُ ، يا أبَتِيْ أجِبْنَا
سَئمْنَاهَا ، وَمَلَّيْنَا الدَّمَارَا

فَيَخْنُقُنِيْ الجَوَابُ ، وَكلّ يَوْمٍ
أُقَـدِّمُ خِيْفَةَ العَدْوَى ــ اعْتِذَارَا

لأنَّا جِيْلُ أوْبِئـــةٍ ، إذَا لَمْ
نُحَجِّمُهَا ــ سَتَنْتَشِرُ انْتِشَارَا