السجال الشعري الإبداعي

جــرح تفتـق بـالأوجــاع يمتـــزج
في جوفه النار لا يدنـو لهـا فــرج

من اشـعل النار يدري أنهـا أكلـت
قبل البدايات ما في الرأس يختلـج

فكـــر عقيــم على جدرانــه ســقم
قد طال حتى علا في رأسه الخمج

عنوانــه الكفــر بالآيـات ناصعهـا
وبـالأيمــان كـل الــزيف ينــدرج

يا واقفا فوق خـط النــار يشعلهــا
هل كان همك أن يعلو بك الدرج؟

جور المَلا في عمى الألوان يندرجُ
.............................من يملك الوعيَ لا يرقى له العِوَجُ
والعُمْيُ تنظمُهمْ في الإفكِ مغطشةٌ
...............................بعضُ البصائر قد ينتابُها الرَّهَجُ
والفكرُ يفتحُ أبواباً لمن فقهوا
...............................ويغلقُ الجهلُ آفاقاً لمن خرَجوا
للنار من حطبِ الجهاّلِ ألسنةٌ
...............................تعلو إلى شاهق في الجوِّ تنعرجُ
والحقُّ يعلو إلى ما ليس تبلغه
..................................إلى النجومِ بما لا يحلم الخَلَجُ

جاءت على رسلها تشكو سلائفها
في كأسها الخمر بالكافور تمتزج

لم تدر أن شراب الجهل في فمها
بنكهة الحمق وهو الداء يختلج

جف اليراع ولم ينطق بمــا يجب
واثاقل الحبر أن يمضي به الأرج

وسطوة الريح القت كل شـقوتهــا
بين الحروف فثار الهرْج والمَرَج


يــا جاعل الناس الوانــا وألســنة
هيء لقومي دروبــا للعــلا تلــج

جمّعْ حروفكَ والحقْ بالذينَ أبوا
...........................أمطارَ عاصفةٍ في مائها اللهبُ
واربأ بنفسك عن أضغاثِ مؤتفكٍ
..............................أوحى إليك بما للغيِّ ينتسبُ
لا هدأة الريح قد تغنيكَ عن أسفٍ
..........................ولا يريبُكَ من كالطودِ ينتصبُ
أجواءُ غابٍ وشرعُ الغاب نعرفه
.......................ونحنُ في غابة الإنسان نحتربُ
لا الريحُ ريحٌ ولا في العسْف عاصفةٌ
...........................وهذه صُوَرٌ يَشقى بها العجَبُ
هي السرابُ بقيظٍ نحنُ نشهدُهُ
.....................هل يرتوي ظامئُ يلْهو به الكَذِبُ؟

بالحب نصنع صرحا لا مثيل له
لن يستفيد بشيئ منه من خرجوا !!

يامن تعطر يوما من خمائله
سحر البراءة في عينيك يبتهج

صنع الذي خلق الأزواج أجمعها
سبحانه ليس في أحكامه عوج

تعال نرسم قلب الحب مشتركا
بيني وبينك بعد اليوم لا حرج

جادك الغيثُ فأنت اليومَ شادي
.........................تسكبُ الحرفَ رقيقاً باعتداد
فاملأ القلبَ بماء الشعرِ زلفى
.......................وانطلقْ مثل السنونو باجتهاد
بقصيدٍ ملهمٍ يعلو شفيفاً
...........................وبهاء يمتطي مُهْر الرشاد
يحتفي بالوردِ حين الوردُ يبكي
......................والندى في العين يهمي بوداد

/

داومتَ شعرًا في جدائلِ طيفها
كم هدهدتكَ اللوعةُ الغرّاءُ

يا منشدًا في الحبِ جاوزتَ العنا
الصدُّ في شرعِ الأحبةِ داءُ

خفِفْ جمارَ القلبِ واطوِ حنينَهُ
وانسَ التي في حبِّها صحراءُ

اشدُدْ على متنِ القصائدِ هجرَها
ودّعْ ليالٍ حفـَّها الإطفاءُ

وافتح نوافذَكَ المغلـّقةَ المدى
حتى ترى من شمعِكَ الأضواءُ

د. انشراح حمدان

آنسْتُ حرفك فالنّقاءُ دَواءُ
.......................للحبِّ في عُرْف العارفينَ نداءُ
للناس أفئِدَةٌ تَراوَحَ نبْضُها
.........................بينَ الهَوى وجَوى الفؤادُ عناءُ
ومَحبّةٌ تعلو في الضُّلوعِ نُجومُها
..............................اللهُ يرْضاها والرّضا آلاءُ
فانثرْ شذى الآلاءِ فهي عفيفةٌ
...........................من نبْضها تتضمَّخُ الأجواءُ
وافتحْ قلوباً لم تزلْ في عتمِها
..............................فلعلَّ تقحَمُ بابَها الأضواءُ
كي تعتلي فيها المشاعرُ قمةً
.......................لترى البَصائرُ والقلوبُ تُضاءُ

ايُّ حبٍّ قـد خـلا قلبي فمــا
كان حبٍـًا يرتقي نحو القمـر

أي حس لـم أصغ عنـوانــه
فهو حس جاء مقطوع الأثر

أي ماء لم يكن من جـدولي
ليس عذبا لو تباهى بالمطر
.
فاتركي الدنيا بلا وهم تعالي
قرب قلبي ههنا يحلو السَّمر