|
عاد الجراد إلى ربوع بلادي |
هل تذكرون حكاية الأوتادِ ؟! |
فرعون أرساها بطغيان هنا |
في مصر أكثر بغيه بفسادِ |
وتجبَّر الأفَّاقُ جهرا يدَّعي |
هذا الدَّعي قداسة الجَوَّادِ |
سبحانه رب الأنام المرتجى |
باري الوجود المستعان الهادي |
آلاؤه العظمى تفيض بعبرة |
للمبصر المتأمل المزدادِ |
من نور قدرته .. مشيئته بها |
أزكى اعتبار مشرق لعبادِ |
عبدوه في ذل الخشوع أعزهم |
ربي بعز شامخ الأمجادِ |
والمجرمون أذلهم وأهانهم |
بعذاب بطش كاسح الإرعادِ |
لما استبد الظالمون وأمعنوا |
في المكر والتكذيب والإفسادِ |
بالقهر أرسل ربنا سبحانه |
جهرا عليهم بأسه بكسادِ |
واقرأ من (الأعراف) آيات أتت |
للناس تتلو ما جري بتهادي |
ولتذكر الأحياء أن مصيرهم |
سيكون مثل الغابر المتمادي |
في الظلم والآثام فاعرف وازدجر |
يا من يحارب شرعة الإسعادِ |
فالله أرسل بالعذاب عليهم |
آياته تترا بزحف عتادِ |
طوفان إغراق شديد مطبق |
بالماء فاض بمستفيض الوادي |
وجراد فتك شامل مستغرق |
فيهم يحوّل غرسهم لرمادِ |
والقمل يسرح في الحبوب بنخره |
فالسوس أرهق حاضرا أو بادِ |
وترى الضفادع قد أناخت ركبها |
في كل شيء بالنقيق تنادي |
والماء أصبح كالدماء بلونه |
نزف احمرار دافق الأورادِ |
آيات ربك قد أتتهم بعضها |
في إثر بعض في أليم مهادِ |
لكنهم حادوا عن الحق الذي |
كالصبح أبلج طيلة الآمادِ |
نكثوا العهود وأبرموا إصرارهم |
بمعابد الكفران والأندادِ |
فأزاح ربك ملكهم بقضائه |
يهوي وتهوي شامخات عمادِ |
والنور أشرق في الحبيبة مصرنا |
بالحق والعدل المضيء النَّادي |
عاد الجراد بزحفه وهجومه |
يا أهل مصر تسلحوا بسدادِ |
عودوا لتقوى الله جل جلاله |
بيقين صدق قاطن بفؤادِ |
توبوا لربكم الكريم وأقبلوا |
بإنابة مبرورة ورشادِ |
وكفاكمُ هدما لمصر بلجة |
خرقاء بالتدمير والإخمادِ |
وكفاكمُ تكفير بعض ساءنا |
هذا السلوك بجرأة وتنادِ |
والخوض في لهو المراء بسكرة |
رعناء تودي بيننا لتعادي |
جاء الجراد مذكرا ومنبها |
ما كان من ماض سحيق غادِ |
في عصرنا الحالي لعل قلوبنا |
فورا تؤوب لمنهج الإرشادِ |
أسرابه العظمى تطير بما لها |
من قوة وشكيمة وأيادي |
جند الإله .. تدبروا إعجازه |
في تلكمُ الآيات والأجنادِ ! |
وانظر عجيب الخلق في تكوينها |
عجت لنا بعجائب الأشهادِ |
كيف التكاثر والتواؤم والخطى |
بالأرض تنهم نهمها بالزادِ |
تفني الحقول وغرسها وثمارها |
فنرى الحدائق في رداء جمادِ |
يا مصر إنا باحتياج فواقنا |
من غفلة .. غيبوبة .. ورقادِ |
بجميل صحوتنا بصالح عيشنا |
في ألفة وسكينة وودادِ |
لا بالتشاحن والمعارك بيننا |
بغباء أحزاب مضت لسوادِ |
وصراع أشخاص تظن ظنونها |
أن الحقيقة عندهم بحيادِ |
وبأنها الإنقاذ تنقذ مصرنا |
من سطوة المتغطرس الجلادِ |
أو من جماعات تعدد قولها |
بالحشد للأنصار باستعدادِ |
فالكل أخطأ في حقوق حبيبة |
ترجو التوافق يا أولي الأعدادِ |
فالأرض تتسع الجميع ونيلنا |
يروي الجموع سلافة الإرغادِ |
وحبيبة القلب الحزين بحاجة |
للحب لا للبغض والأضدادِ |
عودوا لها فالعود أحمد سادتي |
وبه التطور في ربوع بلادِ |
عاد الجراد فشاهدوه وطاردوا |
أسراب فتك كاسح لجرادِ |
رباه أنقذ مصرنا من بطشه |
بأمان رغد حواضر وبوادي |
صلى الإله على النبي وآله |
طه الحبيب مطهر الأجدادِ ! |