إلى مفقود
" الحقول التي شرّعت إليكَ أغصانها للعناق، وأنت حينها ابن غيمة، تسخر الآن منك وأنت سيد البحر ."
أيها الحزن الذي يبكي
إن بابا في السماء ... يومض لك بالغناء
فتقدم خطوتين ليخفت
فمنذ الغربة
والأبواب تمارس عليك دور المزامير
والمشاوير ناعورة فاشلة
والنهاية حزن يقهقه فوق جثة العمر
أيها الكهف المنقلب من محراب
ضع في لسانك قديس
ليشفع لك عند لاهوت الأرض
وينجيك من وحل الكلام
أمك التي أرضعتك حليب النور
وعلمتك المشي على خيوط الفجر
وزرعت في عينيك بستان ضياء
كيف ستقتنع اليوم أن دربك أعرج
؟
والدك الذي رتل عليك سورة الشرف
وزرع في راحتيك مِشتل الطهر
وعلمك كيف تحلب الصخر
وتروض الجبل
كيف سيحتمل أن يديك أنجبت فضيحة
؟
حبيبتك التي استحى الرب من قلبها المرتعش كقديس
ومن عينيها الغارقتين في بحيرة من حزن
كيف لا يثور الآن عليك
وأنت تهددها كل يوم
ألف مرة بالخريف
؟
:
: