الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة ..لانـــا .. تحية طيبة ..
وقفا معاً على بوابة الذاكرة / أعتقد أن الذاكرة مليئة بذكريات متعددة الألوان ، فهما لم يقفا على بوابات عديدة ، ولما يتدرجا في تعداد الذكريات السعيدة والحزينة .. بل وقفا على بوابة ضيقة من الذاكرة وربما كانت عابرة .. وما بقي منها سوى ذلك العناق الذي ربما أملته الظروف ، عناق مفتعل مبني على الصدفة أو التحايل ، عناق لم يكن مبني على الصدق والوفاء .. فرغم تقارب جسديهما فإن قلب كل منهما بقي بعيداً عن الآخر ..
حوار البطلة كان مغلفاً بسخرية مريرة ، لأنها كانت متيقنة أن تجديد العلاقة بعيد المنال ، ومع ذلك رمت بشركها عسى أن تكشف مشاعره نحوها .. لكن البطل فطن للعبة الجديدة ، فتسلح بسلطة الهدوء فعرف كيف يتملص منها عن طريق التجريح والإهانة الصريحة ../ طويناها وانتهت، أكتبي غيرها إن استطعت / وهو متيقن أنها لن تستطيع أن تربط علاقة مع أحد .. ربما نهبت الأيام نضارتها وطراوتها ..
يمكن استخلاص زمنين في القصة ، الزمان الماضى / حيث كان اللقاء والفراق ، الزمان الحاضر هو بدوره لا يخلو من لقاء وفراق .. لكن لكل وضعية على مستوى الفعل والسلوك والتصرف وجهاً .. فوضعية الزمن الحاضر كانت حاسمة بعدما وصلت ذروة التأزم في العلاقة إلى النهاية ..علاقة كانت مبنية على المراوغة والمداهنة والانتهازية .. نص جميل ارتكز أساساً على حوار دقيق بعيد عن الزيادات اللغوية التي لا تخدم النص القصصي ..
جميل ما كتبت وأبدعت أختي لانـــا ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..