الغريــــــــــــــق
أخرجوه من البركة ، ضغطوا على صدره الحزين بقوة ، كرروا تنفسه صناعيا ً ، وحين تملكهم اليأس من إنقاذه ،
نهض ....من بعد أن أخرج من رئتيه كل النفط الذي أغرقه...
وغادر الجميع بحاره .
2/7/2007
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
كتب الأستاذ : مرتضى القارئ
في مملكة السرد العربي . 16/2/2013
(نص ينبني على المفارقة بشكل مدهش من عتبة النص حتى الخاتمة .. ويخلق السارد جانبين للتصور الاول : الغريق في البركة .. وتكرار تنفسه .. ثم اليأس .. ثم مفارقة نهوضه ؛ أما الجانب الاخر : يتمثل في البنية الرمزية للوطن الذي يخرج النفط من رئتيه .. ثم مفارقة مغادرة الجميع بحاره ...
وتكمن ادهاشية النص في اسلوب المراوغة مع القارئ وتغيير مسارات التصور ، وكذلك في انسيابية البنية القصصية وسبكها بطريقة محكمة .. ذلك رسخ التماسك الدلالي في القصة ...تتشكل جمالية القصة في المفارقة بين العنوان (الغريق) وبين الخاتمة (وغادر الجميع بحاره) ... تحياتي ).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
وكان جوابي :
الأستاذ : مرتضى القارئ
لم يزل هذا النص يصور اللحظة المفزعة والموقف المشوش من حيث أننا جميعاً هذا : الغريق والوطن بركة دم يسيل فوق النفط .. وما تكرار التنفس سوى أن الإنسان الذي يسكن أعماقنا متشيثاً بترابنا .. وهيهات هذا الغرق ..
لم يكن النص ليحدِّث المتلقي عن اليأس .. إلا من خلال مفارقات النهوض ؛ وما أدراكَ !!
أما جانب البنية الرمزية فالوطن اليوم يخرج نفطه من رئتي مواطنيه .. وبمراجعة يسيرة لسجلات وزارة النفط ومقارنتها مع سجلات نسب الفقر لتؤكد رؤية النص..
ثم تأـي مفارقة :
المغادرة من قبل الجميع .. لبحار الغريق ذاته ...
1- المغادرة : لم تكن لتحصل بإرادة شعبنا - ببالغ الأسى - إنها قرار عولمي فرضته فلسفة ( المابعد الإستعمار ) بعيداً عن أي الزام أخلاقي أو حتى عن أي شرعية دولية مشوشة .. فيارب غفرانك !!
2- والذين غادروا هم : الجميع
في لمحة إلى أن من هؤلاء الجميع من هم : أذناب القساة الطغاة من بني جلدتنا ... وما أشقانا بهم !!
3- وأنهم غادروا البحار .. ووضعوا بذورهم فوق ترابنا .. في تعمد خبيث ، ففي لاجدوى ( البحار ) قد يكون مجدياً لهم في سوى ( البحار )
أستاذي النبيل : قولك (وتكمن ادهاشية النص في اسلوب المراوغة مع القارئ وتغيير مسارات التصور ، وكذلك في انسيابية البنية القصصية وسبكها بطريقة محكمة .. ذلك رسخ التماسك الدلالي في القصة ...تتشكل جمالية القصة في المفارقة بين العنوان (الغريق) وبين الخاتمة (وغادر الجميع بحاره) ... ).
أقول : كم هو ممتع للنص الأدبي أن يجعل المتلقي مشاركاً خارج إطار القراءة .. من حيث أنه هو - أي القارئ - بطل النص حين يتعلق الأمر بمستقبل وطن بحجم جراحنا ..
الحق أقول : كانت جنتي تخبئ حروفي وهاهي اليوم تفوح بعطر كلماتك أيها الناقد البارع الماهر الساحر ... تقبل مودة فؤادي لقلبك