شف من وعكةٍ وأهدى يقينا
مؤمنا بالقضا قويا متينا
والزبيري يقولها ماحتكرنا
"دعوة الحق وحدنا وانزوينا"
فرددنا عليه قولا و قلنا
بل نفضتم زمامنا فانتأينا
كرمة الحق قد وضعتم شذها
حين ضقتم بنا وضاقت علينا
في يدينا وضعتموها وخلتم
نزعها بعد برهةٍ من يدينا
فوهبتم لنا القوى من عداكم
ودفعتم بكل نصرٍ. الينا
ونسيتم نضالنا وانفردتم
وازدريتم وجودنا فمضينا
وتركتم مخالباً واحمراراً
دون ذنبٍ وما بلغتم بوينا
كشر الناب نحونا فانتأينا
كي يبان العوار فيما جنينا
ما وجدنا ونحن نبحث سوءاً
غير أنا عن الدَّنايا اعتلينا
وعن الختل والتآمر ثرنا
وعن الظلم والأذى قد أبينا
وعن الحق لا نحيد ونحمي
كل حقٍّ ، وإنَّ هديتم هدينا
هذه كلها مَواطنُ عدلٍ
هل يلام الفتى على الخير حينا
شقلبتْ مَبدأَ الجمال رؤاكم
فانتهجتم سياسة الخائفينا
راجعوا الدفتر القديم فكنتم
للورى عزةً ونصراً مبينا
أنتم المجد والهدى والمعالي
قيم الحق للبرية دينا
كيف يجتث من يروم انتصاراً
جدع أنفٍ بوجهه. و يمينا
أيها الناكرون حرف نضالي
لوقعدتم عن الهدى لمشينا
أو نكصتم لعهدنا وانزويتم
لوفينا بعهدنا وبقينا
وحملنا بهمة الحق مجداً
مثخنَ الجرحِ نازفاً وافتدينا
مر من تحتِ نَعلنا كل جورٍ
ما تبقى سينتهي في يدينا
وحدنا للعلا نمرُّ كجيلٍ
نحمل الهم دونكم مسرعينا
أيها الراحلون مهلا فإنا
سوف نعدو وتتبعونا الهوينا
وسنبقى يداً على الحق نمضي
في إتلافٍ وخُضرةٍ ياسمينا
انفردنا او التحمنا سنغدوا
قادة الحق للورى سائسينا
في عطاءٍ وحكمةٍ واحترامٍ
شاء من شاء أو أبا أو أبينا
دون ان يغمط القوي ضعيفا
أويمر الضعيف قرب عُرينا
هل نعيد الرَّوِّية فيما درجنا
من نظام عليه يوم ارتأينا
نحن من يصنع الصغار كباراً
نزدري خطوهم فيعدو علينا
هذه باقة النصح تروى بلطفٍ
عاقروها إذا أردتم جهينا
او دعوها فذاك أولى وأجدى
واتركونا لشأننا إن حيينا
هائل سعيد الصرمي