عمر الطّراونة:
أوشكُ في هذي اللّحظةِ
أن أثبتني...
أنظرُ للساحةِ
تصغرُ ...
تصغرُ ..
أصغرُ أيضاً ...
أنظرُ مندهشاً مثل جليدٍ يفقدُ - حين يجيءُ الصّيفُ - زوايا قسوتهِ،
أنظرُ ...
لا السّقف التقطَ القمرَ الأحمر لمّا سقطَ!
لا القمر تعلّم
أن لا يفلتَ من يده الحبلَ المتدلي منذ زمان!
لا الحبل تمسّك
بالقمرِ الأحمر لمّا خذلتهُ سماء!
أنظرُ للساحةِ
تصغرُ ...
تصغرُ ..
أصغر أيضاً ...
يجرفني الحزنُ إلى أقبيةٍ
لا تعرفني!
ما شأنُ السّقفِ - إذا من فرطِ الخوف- انتحب الغيمُ
وصارَ - كثكلى- ينفضُ عنهُ شظايا وجهه؟
ما شأنُ الغيمِ - إذا من فرط الخوفِ - تداعى سقفٌ لا يملكُ أعمدةً؟
أنظرُ للسّاحةِ
تكبرُ .. تكبرُ ..
وأنا أتسمّرُ
أوشكُ أن أفرغَ في رأسي
ما يكفيني
كي أتخلّص من ...
كم يمكنُ للّحظةِ أن تؤلم
إن من جسدي انسحبت؟
إن لا موت تواضعَ كي يقرأ أمنيتي؟
عبلة الزّغاميم:
أوشِكُ شيئا أمطرُ أُمطرْ
لا دلوَ يعبّي ما أُسقِطُهُ
لا غيمةَ تحبِسُ ظلّي فوقَ الأرض
لا شمسَ تراودُها عنها
فتضمُّ العزمَ وتُسقِطُهُ أخضر...
قد جاءتْني العرّافةُ بيقينٍ
يوشكُ أن يحتدمَ يقينا
قالتْ ودخانٌ يملأ عُصبَتَها
أنّ طريقِي لن يشبِهَهُ غيري
مابالُ العرّافة لا تأتيني بجديد؟
ليس غريباً عنّي غيرُ الدّرب
وليس غريباً عنه سواي
كنتُ كذلك أرسُم للعرّافة كي بعد تنبُّئِها أضحكَ عددَ الأشياء جميعا
أكمشُ ظلّا
أعقدُه
أتفنّنُ في ربط الأطرافِ
أمشّطُ شعرَ سريرته
أنثره فوق الكتِفِ الأيمن
ألوي الأيسرَ
أعصرُ صمتَ خطيئتِه
أتنهّدُ هونا
أرتشفُ بقايا الفنجان..
وأفرغُه
أرجعُهُ للعرّافة أبيضَ
كي لا تكذب جوعا..
وأغيبُ...
16-2-2013