المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة الخاني
كلنا يهود...
***********
رآه من بعيد ٍ مقبلا عليه بهمة ونشاط, تذكره تماماً إنه أبو ثائر.. ذاك الذي يرتدي كل صباح بذته العسكرية الضخمة المليئة بالعتاد المرتبط بها و من حولها...
ومازال يراه في كل أمر هام وأمني معروف وغير معروف!.... موجودا كقاسم ٍ مشترك بين كل الملمات,..يرى في عينيه أسئلة ٍ لاجواب لها...
لكن هذه المرة كانت عينيه محمرة ً جدا ,وكأنه لم ينم تلك الليلة جيداً...
اقترب من دار أبو سامر والد الشاب اللطيف الذي مازال يحب ..دق الباب:
-هل لي في كوب ماء يابني ؟ يأخذني العطش في هذا اليوم القائظ كثيراً...كله على الله.
-أمرك يا عمو أبو ثائر..
-ولماذا لم تأتو بثلاجة إلى الآن؟
-الله أعلم بحالنا , فمنزلنا آيلٌ للسقوط. ولم نجد بديلا ً عنه إلى الآن خاصة ً بعد إنذارنا بالإخلاء...
-الله كريم يا بني الله كريم... الأرزاق على الله والصبر جميل,أعطني لفافة خبز فيها جبن ولبن مصفى الله يرضى عليك, لم أتناول فطوري هذا اليوم تركت عائلتي هناك في الريف تنتظرني حتى أنهي المهمة...علنا نعود سالمين.
-كان الله في العون...ولكن أية مهمة؟
-هناك سطور وهناك مابين السطور ونحن نبحث من هم مابين السطور..
-لم أفهم..و نحن من أي سطور؟ أخشى أن تمحى السطور َكلها...متى تسمعني جيدا ياعمو؟
ضحك رغما عنه وكأنه لم يفهم ماقاله...
خرج أولاد الحي ينادون ويطالبون بإخراج أسراهم..باستلام جثث موتاهم...بحقوق غابت ولم تعد...بأصوات مبحوحة ملحة بالطلب ..تلوح عارية وبإصرار..
رأى سامر أبو ثائر من بعيد..تهلل وجهه بابتسامة عريضة..رأى في عينيه جثة أخيه المرمية في قارعة الطريق... جاره قتيل البارحة...نفى الهاجس عن ذهنه فربما كان أسيراً لم يفرج عنه بعد...من يدري ربما كان لأبو ثائر دوراً في إخراجه..
نادى مع المنادين..صاح مع الصائحين.. كان جرحه النازف هو الذي يصيح عله يجد من يسمعه...
كانت الجمهور يزداد عددا كلما تقدموا...علا صوت الرصاص...وجد يديه مضمخة ًبالدماء...رأى أبو ثائر مقبلاً عليه من بعيد ... يبعد الجمهرة بيديه القويتين...
نظر إليه ... فبادله نظرة فيها معان عميقة جداً...بادره أبو ثائر قائلا:
-أنا آسف يابني...
ريمه الخاني 20 -4-2012
"يهود " :قصد فيه مكرهم لادينهم.
-----
أختي الكريمة ، الأديبة ريمة
أسعد الله أوقاتك
أما العنوان فيقطر أسىً ، بما يحمل من يأس وإحباط .. ( كلنا يهود ) !! قد أعذرك ويعذرك معي من يرنو إلى المتفرّجين في الداخل والخارج وكأنهم غير معنيين بذبح إخوتهم ..هناك .. حيث النارنج الشامي !!
والقصّة ترسم بالكلمات مشهداً تراه الأعين كلّ يوم !
أحسنتِ رسمَه وضخ الألم فيه ، ورغم القناع ظهرت كلّ الرموز والمقاصد
أعجبني السرد ببساطته ، واللغة مناسبة وسهلة ، لكنني تمنيت لو خلت من الأخطاء ، ولعلّ مراجعة بسيطة تنقّي النصّ منها
تحياتي أيتها الفاضلة
والكرامة والمجد لأرض الكرامة والكرام ، شامِنا الأبيّة