ليسوا سواء. فالعجز استدراك للصدر و تكملة له، و المعنى أنّه إذا لم يقْتُلني الفراق وعشتُ من دون الظفر بقلبها فأنا ميّتٌ كذلك. فجعلتُ الموت و العيش دونها سواءا بسواء.
5- إِمَّا الْمَنِيَّةُ أَوْ أّحْظَى بِصُحْبَتِهَا *** فَلاَ حَيَاةَ إِذَا لَمْ أَلْقَ عَنْ كَثَبِ
سأستبدل كلماتك بمعانيها و لنر :
المنية : الموت = لا حياة
أحظى بصحبتها = أكون معها
ألقاها عن كثب = عن قرب = أكون معها ..... هل هما ليسا سواء ؟ أم هما سواء و إن اختلفت الكلمات فالمؤدّى واحد .
شاط هي بمعنى طاش ولكنّها أدقّ معنى في هذا المقام في نظري.
لو قلت أخي الكريم شاط و لم يصب لكان التركيب يؤدي المعنى الذي أردت ,
لأن شاط بمعنى ذهب بعيدا , و لا تقل لي هي نفسها ابتعد عن الهدف , كلا , هي ذهب بعيدا عن المكان الذي نحن فيه أي ابتعد عنا ,
فلو قلنا ذهب و لكنه لم يصب فالكلام فصيح , أما إن قلنا ذهب أي لم يصب فالكلام خاطئ , لأن التركيب ذهب لم يصب , تكون فيه لم يصب تفسيرية لما قبلها ... هل وضحت الفكرة أخي سهيل ؟
فلنجعل العين إذن بدل القلب في البيت حتى يتم التوافق بين الكلمتين فيكون البيت على النحو التالي:
7- أَبْلَيْتِ جِسْمِي وَ عَقْلِي، فَاتّقِي كَلَبِي *** دَاوِي قَذَى العَيْنِ، أَنْتِ الْبَلْسَمُ: اقْتَرِبِي
الآن المعنى سليم ... أحسنت الاستبدال .
أتّفقُ معك أخي الكريم و أستاذي الفاضل أحمد، فالكسل قادني لأركن إلى هذا القول الذي لا أستحسنه. فما رأيكَ لو قلنا:
11- يَا جَارَةً شُغِفَتْ نَفْسِي بِهَا رَهَقاً *** بِحُسْنِ خِلْقَتِها وَ الغُنْجِ وَ الأَدَبِ*
أرى أن سرفا أقوى و أبلغ من رهقا فالرهق :
[[ رهق (لسان العرب)
الرَّهَقُ: الكذب؛ وأَنشد: حَلَفَتْ يَمِيناً غير ما رَهَقٍ باللهِ، ربِّ محمدٍ وبِلالِ أَبو عمرو: الرَّهَقُ الخِفّةُ والعَرْبَدةُ؛ وأَنشد في وصف كَرْمةٍ وشرابها: لها حَلِيبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه، يَغْشى النَّدامى عليه الجُودُ والرَّهَقُ، أَراد عَصِيرَ العنب.
والرَّهَق السَّفَه والنُّوكُ.
والرَّهَقُ التُّهمَةُ.
والمُرَهَّقُ: المُتَّهم في دِينه.
والرَّهَقُ الإِثْمُ.
والرَّهْقةُ المرأَةُ الفاجرة.
والرَّهَق: غِشْيان الشيء
والرَّهَقُ: السَّفَه وغشيانُ المحارم.
تفسير الرهَق: الظُّلم، وقيل الطغيان، وقيل الفساد، وقيل العظَمة، وقيل السفه، وقيل الذلّة.
ويقال: الرهق الكِبْر.
والرهَق العجلة
والرهَق الهلاك
والرهَق العَظَمة، والرهَق: العيْب، والرهق: الظلم. ]]
و لا أظنك تريد أحدا من هذه المعاني .
لقد أعجبني هذا البيت، خصوصا هذا التناقض الذي ذكرتَ وأعلمُ أنّه لا يروق لذائقتك الشعرية أخي الكريم و أستاذي الفاضل أحمد، فالرأي أن نَعْرِضَ الأمر على أهله. فإذا استحسنته نساء الواحة قبلناه و إذا استقبحوه استبدلناه. فماذا تقول ؟ هل تنزلُ على رأي ؟ ( هـه )
طيب , موافق .
أشكرك أخي الكريم و أستاذي الفاضل أحمد على ما تتفضل به علينا من وقتك و من فكرك و نسأل الله لنا و لك تمام الصحة و العافية و أن يثيبك عنّا خير الجزاء.
عندي تعديل بسيط في هذا البيت الأخير حتى يستقيم وزن التفعيلة مستفعلن الثانية في عجز البيت، فقد فاتني ذلك:
15- كَالبَدْرِ فِي سِحْرِهِ، تَشْفِي بِبَهْجَتِهَا *** يَا وَيْحَ قَلْبِي إِذَا أَسْرَفْتِ بِالحُجُبِ
بما أنك تكلمت عنها في الصدر بصيغة الغائب , و استعملت أسرفت و هو فعل لازم غير متعد , فما رأيك لو قلت في العجز :
ويحي إذا ما توارتْ ثَمَّ بالحُجُبِ .
تحيتي لك ..