.... كان بوده أن يجد العم مسعود في منزله ليسأله ، دق الباب بلمسة يد . انفتح الباب ، شفاه ساخنة الألوان ، بين العينين ينمو الجمال ، جسم مبلل بالحياة يحمل ظل العشاق ، فوق الركبتين يسكن الضياء ..
غمغم لسانه بالكلمات .. لكن .. تولدت حروف ناقصة المخارج ، مبتورة المعنى .. في صمت ، تخيلها حديقة ضائعة ، تربة خصبة لم تلحقها خرابـيـش الزمن .. نسي السؤال .. ابتسمت ، تدللت ، سوت بعض الشعيرات الطائشة ، أسندت رأسها على مصراع الباب..
ــ مالك ياولد.. ؟ تصارع أنفاسك ، وتقاتل جوعك ، ادخل لتأكـل شيئاً، ما أكلته في حياتك .. أنت ولد الدار ، ادخل يا رجل .. لست برانياً .. ؟
اقتربت منه أكثر ، دغدغت خده بيدها ، جذبته من سترته ، فخرجت من عينيه نظرات صامته ، همس قلبه بكلام يرتد صداه بين أنفاس اللحظة ..
.. وسكتت الجدران ..
فجأة ، انفتح الباب بعنف ، تدحرج الشاب عبر الدرج وهو يردد : يالـطيف ، يالـطيف .. هـب الجيران يسألون البواب ، أجاب مبتسماً :
ـ شاهدت رجلا ذا لحية ، قالوا : بيضاء أم سوداء ..؟ قال البواب : لا أدري ، تشابهت علي اللحى .. المهم رأيته يتدحرج من الطابق العلوي ، يحمل في يده ملفوفاً غامضاً ، يدفن في صراخه سراً ..؟
صاح أحد الجيران ماذا تنتظرون .. إنه إرهابي .. ؟