أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: نصفُ دوْرة

  1. #1
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي نصفُ دوْرة

    قضى شطراً من ليالي عمرهِ مُرسلاً بصرَه إلى الأفقِ المُظلم مُتكئاً على مقْعده الحجريّ وإلى جوارهِ سِقاءٌ من فَخّارٍ يروي به جفافَ شرايينهِ و يبلّ به آمالا تيبّستْ لعلّه يبعثُ فيها الحياة..أصبحَ وجهُ القمرِ في ليالي انتظاره باهتاً بعدما طافتْ على صفحتهِ سحائبُ أرقٍ سوداء..بينما تبتعدُ النجومُ خجولةً في أفقٍ لا نهايةَ له..
    كانَ يرسلُ بارقاتٍ منْ أمل فترتدّ إليهِ وخْزاً من خيبة .. يغمضُ عليها جَفنهُ الثّقيل ليَحبسَها ..ثمّ ليعود في يومه التّالي ليعيدَ التحديق في الأفق ثمّ يطلقُ آمالَهُ مرّةً أُخرى قبلَ أنْ يغفو على الهمّ..

    قرّر أخيراً أن يرحلَ هو لأحلامه بعدما سئمَ الانتظار..

    ترك مقعده الحجريّ و السّقاء...ودّعهما بنظراتٍ منْ حَنينٍ ممزوجةٍ بأسى.. ثم انطلق..كان مندفعاً في مسيرته الطويلة كأنهُ موثقٌ بخيطٍ يشدّهُ للأمام..مرّ في رحلته بمحطاتٍ من عنَتٍ و اجتاز دروباً من شقاء..وجوهاً كثيرةً صادفها في رحلتهِ يعرف أصحابَها ويتذكر قسماتهم ..ولعلهم يعرفونه ..لكنّهم كانوا يكتفون بالنّظر إليه و هو يتنكّب عناء الطريق ، ولا يبوحون الا بصمت ٍارتسم على الوجوه ..لم يسأله أيٌّ منهم عن بُغيته فهو مثلهم ليس أكثر من أحد العابرين بين هذه المحطّات ..

    أخيراً عَرَضتْ له محطّةٌ تنبعث منها جذوةٌ من نور، أحسّ عندها بأن عليه أن يتوقّف بعدما تثاقلت خطواته..لعلها تكون مقصده ..دنا منها .. جمْعٌ من الناس هناك ..سكونٌ يسود المكان إلا من وقع الأقدام..إقترب أكثر فأكثر ...صُدم عندما رأى ثانيةًً مقعده الحجريّ و السِّقاء....تقدم ليأخذ مقعده.. إتّكأ مرةً أخرى ثمّ أغمض جفنيه..!
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  2. #2
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي نصفُ دوْرة

    النص معدلا وفقا لمشاركة الكاتب رقم سبعة يوم 26-2-2013


    .هنا النص المعدل:




    قضى شطراً من ليالي عمرهِ مُرسلاً بصرَه إلى الأفقِ المُظلم مُتكئاً على مقْعده الحجريّ وإلى جوارهِ سِقاءٌ من فَخّارٍ يروي به جفافَ شرايينهِ و يبلّ به آمالا تيبّستْ لعلّه يبعثُ فيها الحياة..أصبحَ وجهُ القمرِ في ليالي انتظاره باهتاً بعدما طافتْ على صفحتهِ سحائبُ أرقٍ سوداء..بينما تبتعدُ النجومُ خجولةً في أفقٍ لا نهايةَ له..
    كانَ يرسلُ بارقاتٍ منْ أمل فترتدّ إليهِ وخْزاً من خيبة .. يغمضُ عليها جَفنهُ الثّقيل ليَحبسَها ..ثمّ ليعود في يومه التّالي ليعيدَ التحديق في الأفق ثمّ يطلقُ آمالَهُ مرّةً أُخرى قبلَ أنْ يغفو على الهمّ ..

    كانت واحدةً من تلك الليالي الثقيلة عندما ألقى برأسه على ذاك المقعد القاسي ليأخذه نوم عميق..ويذهب به الى حيث تاقت نفسه
    قرّر أخيراً أن يرحلَ هو لأحلامه بعدما سئمَ الانتظار..

    ترك مقعده الحجريّ و السّقاء...ودّعهما بنظراتٍ منْ حَنينٍ ممزوجةٍ بأسى.. ثم انطلق..كان مندفعاً في مسيرته الطويلة كأنهُ موثقٌ بخيطٍ يشدّهُ للأمام..مرّفي رحلته بمحطاتٍ من عنَتٍ و اجتاز دروباً من شقاء..وجوهاً كثيرةً صادفها في رحلتهِ يعرف أصحابَها ويتذكر قسماتهم ..ولعلهم يعرفونه ..لكنّهم كانوا يكتفون بالنّظر إليه و هو يتنكّب عناء الطريق ، ولا يبوحون الا بصمت ٍارتسم على الوجوه ..لم يسأله أيٌّ منهم عن بُغيته فهو مثلهم ليس أكثر من أحد العابرين بين هذه المحطّات ..
    أخيراً عَرَضتْ له محطّةٌ تنبعث منها جذوةٌ من نور، أحسّ عندها بأن عليه أن يتوقّف بعدما تثاقلت خطواته..لعلها تكون مقصده ..دنا منها .. جمْعٌ من الناس هناك ..سكونٌ يسود المكان إلا من وقع الأقدام وهمهمات المحتشدين..إقترب أكثر فأكثر ...صُدم عندما رأى ثانيةًً مقعده الحجريّ و السِّقاء....أحسّ بخفة جسده وهو ينتقل على الأكتاف.. وجدَ نفسهُ مرةً أخرى على مقعده الحجري.. قبل أن يصحو على لسع أشعة الشمس..!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيحة الرفاعي ; 13-04-2013 الساعة 03:03 AM سبب آخر: النص معدلا وفقا لمشاركة الكاتب رقم سبعة يوم 26-2-2013

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    أحلامك لن تأتي جاهزة لابد من السعي والعناء بعد التوكل على الله ودعاءه لييسر لك , وهنا في القصة اقرأ أنه لابد من ترك الاستسلام للأحلام والنهوض والسعي للبحث عن الطريق المؤدي لها
    خاتمة القصة كانت مفاجأة فقد رسمت في عقلي أنه سينال حلمه لأنه حاول ومضى ,ولكن يبدو أنه قرر دون تخطيط ووضع أهداف فسار كأي عابر عند المحطات وعاد لنفس مكانه كأن لم يبحث عن شئ يريده
    وتحيرت من وجوده لجمع الناس في المكان الذي رحل عنه ..
    ربما أجد الجابة وافهم أكثر من التفسيرات الأخرى للعضاء
    دام قلمك مبدعا ولغتك راقية
    تحاياي

  4. #4
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    الواقع بتناقضاته ومفارقاته يفرض قيودا على الفرد قد تقعده وقد تدفعه إلى التحدي ومقاومة أشكال الظلم المختلفة
    التي تنخر مجتمعاتنا بسبب غياب روح المسؤولية والشفافية ... والسعي هنا باء بالفشل بسبب سوء التدبير الخارجي، فبالرغم من
    محاولات البطل الذاتية إلا أنه لم يحظ بنظام يضمن تكافؤ الفرص ويجزي العمل والجهد لذلك كان مصيره وأمثاله متساويا بسبب الفساد المحيط به
    تقديري
    {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدالإله الزّاكي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 1,514
    المواضيع : 68
    الردود : 1514
    المعدل اليومي : 0.37

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش
    قضى شطراً من ليالي عمرهِ مُرسلاً بصرَه إلى الأفقِ المُظلم مُتكئاً على مقْعده الحجريّ وإلى جوارهِ سِقاءٌ من فَخّارٍ يروي به جفافَ شرايينهِ و يبلّ به آمالا تيبّستْ لعلّه يبعثُ فيها الحياة..أصبحَ وجهُ القمرِ في ليالي انتظاره باهتاً بعدما طافتْ على صفحتهِ سحائبُ أرقٍ سوداء..بينما تبتعدُ النجومُ خجولةً في أفقٍ لا نهايةَ له..
    كانَ يرسلُ بارقاتٍ منْ أمل فترتدّ إليهِ وخْزاً من خيبة .. يغمضُ عليها جَفنهُ الثّقيل ليَحبسَها ..ثمّ ليعود في يومه التّالي ليعيدَ التحديق في الأفق ثمّ يطلقُ آمالَهُ مرّةً أُخرى قبلَ أنْ يغفو على الهمّ..
    قرّر أخيراً أن يرحلَ هو لأحلامه بعدما سئمَ الانتظار..
    يبدو من خلال مقدّمة القصّة أن البطل ليس مسؤولا عن حالة العجز و اليأس الذي يعيشه و مع ذلك يبعث ببارقات الأمل فتعود له خائبة !
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش
    ترك مقعده الحجريّ و السّقاء...ودّعهما بنظراتٍ منْ حَنينٍ ممزوجةٍ بأسى.. ثم انطلق..كان مندفعاً في مسيرته الطويلة كأنهُ موثقٌ بخيطٍ يشدّهُ للأمام..مرّ في رحلته بمحطاتٍ من عنَتٍ و اجتاز دروباً من شقاء..وجوهاً كثيرةً صادفها في رحلتهِ يعرف أصحابَها ويتذكر قسماتهم ..ولعلهم يعرفونه ..لكنّهم كانوا يكتفون بالنّظر إليه و هو يتنكّب عناء الطريق ، ولا يبوحون الا بصمت ٍارتسم على الوجوه ..لم يسأله أيٌّ منهم عن بُغيته فهو مثلهم ليس أكثر من أحد العابرين بين هذه المحطّات ..
    بعد أن قطع دروبا و اجتاز محطات بإرادة و عزم، وجد طابورا من أمثاله ينتظرون !
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش
    أخيراً عَرَضتْ له محطّةٌ تنبعث منها جذوةٌ من نور، أحسّ عندها بأن عليه أن يتوقّف بعدما تثاقلت خطواته..لعلها تكون مقصده ..دنا منها .. جمْعٌ من الناس هناك ..سكونٌ يسود المكان إلا من وقع الأقدام..إقترب أكثر فأكثر ...صُدم عندما رأى ثانيةًً مقعده الحجريّ و السِّقاء....تقدم ليأخذ مقعده.. إتّكأ مرةً أخرى ثمّ أغمض جفنيه..!
    الباب مقفول و موصود ! لا يدخله إلا من كان ذو حظ عظيم.
    لغة متينة و سرد ماتع. قصّة جميلة جدا، تعكس حالة الضياع التي يعيشها أبناء الشعب و التهميش الذي يطالهم عندما يلجون سوق الشغل ! هكذا قرأءتها أخي الكريم و أديبنا القدير عبدالسلام دغمش، تحاياي و بالغ تقديري.

  6. #6
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الأخت الأديبة براءة الجودي
    الأخت الأديبة كريمة سعيد
    الأخ الأديب سهيل المغربي
    ..لعل من أبرز فوائد المشاركات والتعليقات على النصوص هي أن يدرك صاحب النص مواطن الضعف والقوة في العمل الأدبي..ثم يراجع نصه بتعديل سواءً إضافة كان ام حذفاً.. بحيث تكون رسالة النص وفكرته في متناول القارئ ..يجد فيها الكلمة الهادفة كما يجد من خلالها متعة القراءة..
    ...ومن خلال ردودكم الكريمة على النص..شعرت بان الفكرة لم تصل بكاملها كما أردت..ولعل إشارة الإرسال ما بين الفكرة والقلم كانت مشوشة..فحارت الفكرة بين السطور تظهر حيناً ثم تختفي حيناً آخر..
    وما أردت ايصاله أن الأحلام مهما طالت ومهما انتظرها صاحبها ولم يسعَ اليها فسوف تبقى حبيسة صندوق الأحلام حتى يدركه الموت..
    المقعد الحجري والكوز- السقاء- هي اشارة لخلو يده من الأدوات ..وهي تشير الى صعوبة تحقيق الحلم بهذه الوضعية..
    هذا الرجل ينام ثم يدخل في رؤيا - ولم أصرح في السرد بذلك لكن السياق يشير اليه- ثم يرى في المنام أنه يتنقل في محطات الحياة..حتى يصل للمرحلة الأخيرة وهي الموت..عندئذ يجد ذلك المقعد الحجري..عندما يوسد عليه رأسه في القبر..وتلك هي نصف الدورة ..أما تكملتها فهي ما بعد الموت عندما ينظر المرء ما قدمت يداه..
    قد يكون النص بعيداً عن الفكرة في ايحاءاتها لقصورٍ في بنية النص..وأقدم اعتذاري عن ذلك..وهنا أقدم نسخة معدلة عن القصة القصيرة..متمنياً ان أرى تعليقاتكم مرة اخرى
    ..مع وافر احترامي

  7. #7
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    ..هنا النص المعدل:




    قضى شطراً من ليالي عمرهِ مُرسلاً بصرَه إلى الأفقِ المُظلم مُتكئاً على مقْعده الحجريّ وإلى جوارهِ سِقاءٌ من فَخّارٍ يروي به جفافَ شرايينهِ و يبلّ به آمالا تيبّستْ لعلّه يبعثُ فيها الحياة..أصبحَ وجهُ القمرِ في ليالي انتظاره باهتاً بعدما طافتْ على صفحتهِ سحائبُ أرقٍ سوداء..بينما تبتعدُ النجومُ خجولةً في أفقٍ لا نهايةَ له..
    كانَ يرسلُ بارقاتٍ منْ أمل فترتدّ إليهِ وخْزاً من خيبة .. يغمضُ عليها جَفنهُ الثّقيل ليَحبسَها ..ثمّ ليعود في يومه التّالي ليعيدَ التحديق في الأفق ثمّ يطلقُ آمالَهُ مرّةً أُخرى قبلَ أنْ يغفو على الهمّ ..

    كانت واحدةً من تلك الليالي الثقيلة عندما ألقى برأسه على ذاك المقعد القاسي ليأخذه نوم عميق..ويذهب به الى حيث تاقت نفسه
    قرّر أخيراً أن يرحلَ هو لأحلامه بعدما سئمَ الانتظار..

    ترك مقعده الحجريّ و السّقاء...ودّعهما بنظراتٍ منْ حَنينٍ ممزوجةٍ بأسى.. ثم انطلق..كان مندفعاً في مسيرته الطويلة كأنهُ موثقٌ بخيطٍ يشدّهُ للأمام..مرّفي رحلته بمحطاتٍ من عنَتٍ و اجتاز دروباً من شقاء..وجوهاً كثيرةً صادفها في رحلتهِ يعرف أصحابَها ويتذكر قسماتهم ..ولعلهم يعرفونه ..لكنّهم كانوا يكتفون بالنّظر إليه و هو يتنكّب عناء الطريق ، ولا يبوحون الا بصمت ٍارتسم على الوجوه ..لم يسأله أيٌّ منهم عن بُغيته فهو مثلهم ليس أكثر من أحد العابرين بين هذه المحطّات ..
    أخيراً عَرَضتْ له محطّةٌ تنبعث منها جذوةٌ من نور، أحسّ عندها بأن عليه أن يتوقّف بعدما تثاقلت خطواته..لعلها تكون مقصده ..دنا منها .. جمْعٌ من الناس هناك ..سكونٌ يسود المكان إلا من وقع الأقدام وهمهمات المحتشدين..إقترب أكثر فأكثر ...صُدم عندما رأى ثانيةًً مقعده الحجريّ و السِّقاء....أحسّ بخفة جسده وهو ينتقل على الأكتاف.. وجدَ نفسهُ مرةً أخرى على مقعده الحجري.. قبل أن يصحو على لسع أشعة الشمس..!

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد الشرادي أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 721
    المواضيع : 35
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    قضى شطراً من ليالي عمرهِ مُرسلاً بصرَه إلى الأفقِ المُظلم مُتكئاً على مقْعده الحجريّ وإلى جوارهِ سِقاءٌ من فَخّارٍ يروي به جفافَ شرايينهِ و يبلّ به آمالا تيبّستْ لعلّه يبعثُ فيها الحياة..أصبحَ وجهُ القمرِ في ليالي انتظاره باهتاً بعدما طافتْ على صفحتهِ سحائبُ أرقٍ سوداء..بينما تبتعدُ النجومُ خجولةً في أفقٍ لا نهايةَ له..
    كانَ يرسلُ بارقاتٍ منْ أمل فترتدّ إليهِ وخْزاً من خيبة .. يغمضُ عليها جَفنهُ الثّقيل ليَحبسَها ..ثمّ ليعود في يومه التّالي ليعيدَ التحديق في الأفق ثمّ يطلقُ آمالَهُ مرّةً أُخرى قبلَ أنْ يغفو على الهمّ..

    قرّر أخيراً أن يرحلَ هو لأحلامه بعدما سئمَ الانتظار..

    ترك مقعده الحجريّ و السّقاء...ودّعهما بنظراتٍ منْ حَنينٍ ممزوجةٍ بأسى.. ثم انطلق..كان مندفعاً في مسيرته الطويلة كأنهُ موثقٌ بخيطٍ يشدّهُ للأمام..مرّ في رحلته بمحطاتٍ من عنَتٍ و اجتاز دروباً من شقاء..وجوهاً كثيرةً صادفها في رحلتهِ يعرف أصحابَها ويتذكر قسماتهم ..ولعلهم يعرفونه ..لكنّهم كانوا يكتفون بالنّظر إليه و هو يتنكّب عناء الطريق ، ولا يبوحون الا بصمت ٍارتسم على الوجوه ..لم يسأله أيٌّ منهم عن بُغيته فهو مثلهم ليس أكثر من أحد العابرين بين هذه المحطّات ..

    أخيراً عَرَضتْ له محطّةٌ تنبعث منها جذوةٌ من نور، أحسّ عندها بأن عليه أن يتوقّف بعدما تثاقلت خطواته..لعلها تكون مقصده ..دنا منها .. جمْعٌ من الناس هناك ..سكونٌ يسود المكان إلا من وقع الأقدام..إقترب أكثر فأكثر ...صُدم عندما رأى ثانيةًً مقعده الحجريّ و السِّقاء....تقدم ليأخذ مقعده.. إتّكأ مرةً أخرى ثمّ أغمض جفنيه..!
    أخ عبد السلام.

    نص دائري أو قل حلقة مفرغة يدور فيها البطل الذي يسعى إلى تغييبر حاله.لكنه انطلق مندفعا بدون تخطيط...حتى الناس الذي التقوا به رأووا فيه انفسهم لذلك لم يسألوه بغيته لأنه لا يملك الجواب...و هو كذلك لا يملكونه...با أكثر من ذلك فهو مجرد عابر لا محطة نهائية له...تائه كسفينة لم تهتد إلى مرفئها.و في الأخير عاد إلى المكان الذي انطلق إليه. هي مفاجأة القفلة المائزة التي عبرت بشكل رائع عن عدم قدرة البطل على أن يعطي مسيرته معنى إيجابيا.
    جميييييل جدددددددددددا.
    تحياتي

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    ....أحسّ بخفة جسده وهو ينتقل على الأكتاف.. وجدَ نفسهُ مرةً أخرى على مقعده الحجري.. قبل أن يصحو على لسع أشعة الشمس..!
    أظن بهذه النهاية التي عدلتها هي الفارق الذي سيعلنا نميز مرادك ..
    فبطبيعة الحال الحلم لن يتحقق إذا لم يسع الإسان له , وسيبقىعلى حالته في حل دائم
    شكرا لك

  10. #10
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أخي محمد الشرادي
    تعليقاتك أخي تضيف أبعاداً وقراءاتٍ أوسع للنصوص
    لك مني وافر التحيات

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ★ نِصْفٌ أَعْمَى ، نِصْفٌ أَعْوَرْ ★
    بواسطة أحمد الجمل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 21-05-2016, 10:50 PM
  2. قصة قصيرة :- نصف غطاء
    بواسطة سامح عبد البديع الشبة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-04-2006, 12:46 PM
  3. نصف الشهامة أن تعفو وإن فجروا....
    بواسطة مجذوب العيد المشراوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 26-12-2004, 02:21 PM
  4. نبارك لكم نصف المليون!
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 25-05-2004, 11:26 PM
  5. نصف قرن(الثورات)
    بواسطة محمد حيدر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-06-2003, 12:06 AM