البعثُ أم بشارُ
واستحمارُ
ماذا أرتكَ مصائرٌ ومدارُ
هيهاتَ أن يبني النِّجادَ عَثارُ
****
الذلُّ والحرمانُ والإفقارُ
والبعثُ سَجنٌ يعتليهِ حصارُ
***
من ذا يُقلبُ خنجراً في خصرهِ
فارتاد في قعرِ الجراحِ قرارُ
***
من ذا يداعبُ عقرباً في ضجعةٍ
إلا توسَّد همَّهُ الأفكارُ
***
إنّا إذا نكبَ الصراطُ مضى بنا
خسفٌ ومَينٌ والمدى الغدّارُ
***
أزرتْ بنا الأيامُ شرورَ مقالبٍ
فتزلزلُ الرؤيا بنا الأنظارُ
***
ميشيلُ عفلقَ مذ بنى أوثاننا
ثكلتكَ أمٌّ دينَها والدارُ
***
البعثُ شرٌّ جاءَ الاستعمارُ
الكفرُ والجهلُ والاستحمارُ
***
ماذا حلمتم في احتبالِ عقولنا
أمريكا تحبلُ والمدى بشارُ
***
ها ذي تُخيِّرُنا بجمرٍ أو لظى
البعثُ أم بشارُ واستحمارُ
***
إن الجدودَ إذا تفرطَّ عقدُها
ترْكَ الوراءِ فألوتْ الأقدارُ
***
صنمٌ يؤمُّ بنا أفي معبدٍ
فتتابعَ القوّادُ والخوّارُ
***
مذ أن طعنّا في الجهادِ ظهورنا
وصدورُنا المحراثُ والدينارُ
***
هلا اكتفينا من مرارةِ عيشنا
لقمٌ تُذلُّ وترتقي الأسعارُ
***
يا أيها الذلُّ المقترُّ عيشةً
كفَّ المدى إن الذليلَ العارُ
***
فإذا أتانا من شرورِ نفوسنا
مَسَدٌ يقلِّدُ جيدَنا والنارُ
***
فاقهر لعادية الزمانِ على الفتى
العزُّ ثوبٌ والسيوفُ منارُ
***
إن الحياةَ لأن تقومَ بأذرعٍ
وبأرجلٍ أطوالُها وقصارُ
***
قامت بأرض الشامِ شرُّ عصابةٍ
والغربُ يكرعُ كأسنا ويُدارُ
***
ماذا ارتأيتم في سلالةِ حافظٍ
تروي الدماءَ ربوعها الأنهارُ
***
سكينُ غدرٍ في الألى الجزارُ
فالويلُ ثمَّ الويلُ يا بشارُ
***
يا نسغ من تخذ الخيانةَ مذهباً
الوغدُ والكذّابُ والسمسارُ
***
شُلتْ يمينٌ إن رأتكَ سنانها
َفتُري اليهودَ وجوهُها الأدبارُ
***
من سلّم الجولانَ في وهجِ الضحى
وكذا البنونُ تشبُّ والأعمارُ
***
السابقونَ إلى العمالةِ ما مضوا
فيرنُّ في الأذنِ الخنا الدولارُ
***
الشيكُ يشهدُ في بنوكِ سويسرا
مليونَ في مائةٍ إذا الأخبارُ
***
من سرَّح الضباطَ قبلَ هزيمةٍ
فإذا السجونُ يؤمُّها الأحرارُ
***
من سلّم الجولانَ قبلَ سقوطها
تلكَ المراقي تشتهي الأطيارُ
***
فاحتلَّ مغتصبِ المدائنِ دارنا
وإذا الممانعِ للعدا الفرّارُ
***
يا شامُ صبراً إنً صبحَكِ مقبلٌ
لا بدّ فجرٌ يأتليه نهارُ
***
شُهداؤُكِ الأزكى يفوحُ عبيرهمُ
فتغضُّ في طرفِ الشَّذى الأزهارُ
***
من كانت الخنساءُ تصبرُ أمُّهُ
والصخرُ يبكي والدموعُ شرارُ
***
ولترتدي الأبطالُ من صمّ الصفا
قلبا جليداً يرتديه الثارُ
***
فرأيتُ خولةَ في الإخاء رجولةً
وإذا النساءُ سيوفُها الأمطارُ
يا شام صبراً فالعنادلُ أيقظتْ
ورد الربيع وأزهر الثُّوارُ
***
إما تقودُ الخيلَ خيرُ كتائبٍ
في خالدٍ أو سيفُه البتَّارُ
***
ولتسبقُ الخيلُ الأعنةُ بالقنا
فأرى الشموسَ تزفُّها الأقمارُ
***
هطلتْ عليك العينُ ملْءَ جفونها
فجنونُ ما يأتي المدى الإعصارُ