كبر الأولاد وتزوجوا ، وبعد وفاة والدتهم قل اهتمامهم بوالدهم ، وانشغل كلٌ بحاله
طعن الأب في السن وأصبح يحتاج من يقوم بشئونه ، وهي سنة الحياة يرعى فيها الكبير صغيره فتستوي حياتهما في خطين متوازيين لا يلتقيان مهما امتدا ، ولكن بشكل متعاكس
بعض أولاد الحلال على عجالة يقضون له بعض متطلباته
يشتكي لهم الأولاد وتقصيرهم
يأتيه أولاده في فترات متباعدة وعلى مضض يقدمون له بعض الخدمات المتواضعة ولا ينسى الواحد منهم أن يعتذر بطريقة فجة لوالده متذرعا ً بمشاغل حياته وبيته والأطفال
طلب منهم أن ينقلوه لوحدة رعاية المسنين ، فعقدوا قمة اتخذوا فيها قرارا ً بالإجماع استنكروا فيه رأيه ورفضوا تنفيذ طلبه لأن ذلك سيسيء سمعتهم أمام الناس
ضاق بهم ذرعا
أرسل لمختار الحي يشتكى له تقصير الأولاد ، فكان رأيه أن تحمل أعانك الله فأولادك لهم مشاغلهم وهم ككل أولاد الناس
سمعت بحاله إحدى جاراته وقررت أن تسدي له خدمة جليلة
زارته وقدمت له بعض الواجبات واتفقت معه بذكائها على حكاية غريبة لردع الأولاد بعدما يأس منهم ومن إصلاحهم
أشاعت تلك السيدة في الوسط النسائي أنها ستتزوج هذا الرجل لأنها اكتشفت أن لديه زيرا فخاريا مملوءا بالذهب يخفيه في مكان ما ولم تنس أن توصيهن بكتمان السر
طار الخبر بسرعة البرق لأولاده وابنته ، فتهافتوا عليه تهافت الذباب على الحلوى
وإمعانا في بر الوالدين قسموا العمل فيما بينهم بحيث لا يفارقه أحد في لحظة ما
انقلب الوضع رأسا ًعلى عقب ، فصار يحصل على الشيء بمجرد إيماءة من رأسه
داهمه الأجل المحتوم
توفي الرجل
فتباكوا على أبيهم تصنعا مظهرين الحزن والألم
ولما انتهت مراسيم العزاء نفذ المحامي وصية المتوفى حيث جيء بالمختار وتحولق الأبناء في جلستهم حوله وكسر زير الذهب فوق رؤوسهم فتناثر عليها ما في الزير من فضلات آدمية . . . .
__________________________________________________ ___________
ملاحظة هامة : تم تعديل كلمتين باللون الأحمر في النص