إِنِّي تَبَرَّأْتُ مِـنْ قَلْبِـي فَلَيـسَ لَـهُ
سِـرٌّ يُـذَاعُ وَلا نَبْـضٌ يُنَاجِيـكِ
لا كَانَ عَيْشٌ لِمَنْ فِي الدَّهْـرِ غَايَتُـهُ
نَجْوَى النِّسَاءِ وَتَقْشِيـرِ المَسَاوِيـكِ
هَذَا جَنَاحِي يَـرِفُّ اليَـومَ مُبْتَعِـدًا
وَإِنْ بَرَدْتِ فَذِكْرَى الحُـبِّ تُدْفِيـكِ
.....................
خاتمة قاسية لم نعهدها منك.
فقد كنتَ للعفو أقرب.
كنتُ أقرأ القصيدة بعينِ محبٍ وبعين رجل ، وتوقعتُ نهايتان.
النهاية الأولى (بعين المحب) :
العفو والصفح ولو بلغ من كفر الود ما بلغ.
لأن قلب المحب لمن يحب غفور.
وكدتُ أجزم أن تكون هذه هي النهاية حين قرأتُ:
الرُّوحُ مِنْ شَجَنِ الإِحْسَـاسِ ذَاهِلَـةٌ
وَالعَقْلُ يَنْهَرُنِـي وَالقَلْـبُ يَبْكِيـكِ
تَنُوشُنِـي نَزْعَـةٌ غَضْبَـى مُوَدِّعَـةً
وَنَزْعَةٌ مِنْ نَـدَى رُوحِـي تُنَادِيـكِ
النهاية الثانية (بعين الرجال) وهي الأقرب:
لأن الرجل مهما بلغ به العشق والهيام بمن يحب
فلن يرضى أبدا أن يكون ذليلا (ذل المهانة والصَّغار).
وقد تجلى هذا المعنى في قولك :
رَهَنْتُ نَفْسِـي وَأَحْلامِـي طَوَاعِيَـةً
حَتَّى بَدَوتُ كَأَنِّـي مِـنْ مَوَالِيـكِ
وهنا أشير إلى ذكائك سيدي حين مَهَّدتَ لهذه الخاتمة بعنوان قوي"افلاس".
و بأكثر من ثلاثة أرباع القصيدة حتى ظننتُ أن القصيدة ليست موجهة لها
بل لنا كي نعذرك في تلك النهاية.
وقد عذرناك أيها الرجل المحب.
محبتي وتقديري