|
بوارقُ النصر في عينيكَ تلتمعُ |
وأسهم العزم في ذا القلبِ تجتمعُ |
وتلكُمُ النَّفسُ فيها العز مندفعٌ |
يتلو البيانَ، وأذْن الظلم تستمعُ |
وذاكمُ الصوت من شعب له مدد |
يزلزل الظلم، عنه الخوف منقطعُ |
يا أيها الثائر المحروم في وطن |
تعصي به عُصبة في الشر تندفعُ |
سر، إنما العز حلو دربه صَبِرٌ |
فالصبرَ، إن العلا بالصبر يُنتَزعُ |
ما أجمل الصبحَ يغشى الليلَ موكبُه |
وأقبحَ الأمنَ يأتي بعده الفزعُ |
دع اللصوص لقطع الطُّرْق إن لها |
يوما تذل، وتعلو فوقها الجُمَعُ |
يا من يُعذبنا جَهرا، ويظلمنا |
قسرا، ويقسم أن العدل ما يقعُ |
اِقصد بِعَدلك أرضا لا قلوب بها |
ولا جنود، ولا تعرى بها البِدَعُ |
واحلل بفضلك أرضا لا يُحَسُّ بها |
ضيمٌ، وليس بها عقل فيُتبعُ |
وانزل بجودك أرضا لا تلاد لها |
فلا جلادٌ ولا بأسٌ ولا وجعُ |
ولى زمان أذل الشعبَ جَوْرُكُمُ |
فيه احتقارا، فخير دائه الجزعُ |
ولى زمان تركتم فيه أمتنا |
أرضا تمزقها – بالفتنة - الشيعُ |
لم يُبْقِ ظلمكمُ للشعب منزلة |
إلا قصمتم بها من ليس ينخلعُ |
لم يُبق سيفكمُ في الأرض داعية |
إلا أُبيد، ومَن في الناس يستمعُ |
حتى وطئتم رقاب الناس من صلف |
واستُعبِد الشعب، لا يأتي ولا يدعُ |
مات التردد في الألباب واتقدت |
نار الكرامة، فهْي اليوم تندلعُ |
نار تحَرِّقُ ما بالناس من رهَب |
وتُحْرِقُ الظلمَ قسرا، فهْو منخلعُ |
وأسخف الناس عقلا في مخاتلة |
من ظن يوما بأن الحر ينخدعُ |
مات التذلل إلا في لقاء أخ |
فالقوم أسْدٌ لها في المجد منتجعُ |
مات الركوع لغير الله، وانتفضت |
في الناس ثائرة، للمجد تطلعُ |
لم يوقظ الظلم عزا في نفوسهمُ |
إلا أمات بهم جبنا له تَبعُ |
لم يصرخ الشعب يوما دونما رهب |
إلا وكل ذليل منه مقتلَعُ |
ما أقدر الله أن يخزي على ملإ |
أهل الضلالة خزيا ما له رُقَعُ |
والظلم سم متى يبتعْه طاغية |
يشربْ فتنزعُ منه الغلظةَ الجرعُ |
والعز سيل متى ما هاج قُّدَّ به |
ظلم ودابر قوم حكمَه شرعوا |
والعز في كف أهل المجد حين يُرى |
سيف يداوي الذي لم يُرضه الورعُ |
كم أدب السيف من رأس فعلمه |
- بعد الفوات - الذي يُنفى به الهلعُ |
كم خلَّص السيف من رأس يعذبه |
عشق الفساد، له في حبه ولعُ |
كم دال من وثن وانهار من صنم |
كانت تمد له الأيدي وترتفعُ |
أنبئ به حجرا يُعصى الإله به |
فالفتح آت، وما يبني سينصدع |
فارفق بنفسك، لا تعجل بمهلكها |
واعمل لها نفقا للموت يُخترعُ |
أخزاكم الله، كم تأتون من سُبل |
للموت جدت، فما ترقى لها الخُدع |
من عاش فوق رقاب الشعب مات غدا |
تحت النعال فزال العرش والخِلعُ |
اليوم فاقتل وشرد من لحقت به |
وأغرق الناس إن كروا وإن رجعوا |
سيل الدماء غدا يغرقْك جارفه |
فاسفك يجئْك أتيا حين يندفعُ |
أبو مصعب عبد الحميد العمري |
|