فنون التّصوير البّانورامي

بقلم: حسين أحمد سليم

فنون التّصوير البّانورامي, هي عبارة عن نوع من فنون التّصوير العريض, المُتّسع أو الممتدّ أفقيّا أو رأسيّا, والذي يأخذ زاوية عريضة أو منفرجة نوعا ما...
وفنون التّصوير البّانورامي, إمّا أن تكون صورة منظريّة تجميعيّة, لعدد متسلسل من اللقطات التّصويريّة, وعاديّة تمّ إلتقاطها بالمستوى العامودي أو الرّأسي, وهو ما يراه المُشاهد واقفا... وإمّا أن تكون صورة تنسيقيّة تجميعيّة أيضا, ولكن محوريّة وقطبيّة, أيّ رأسيّة, لعدد من اللقطات التّصويريّة التّسطيحيّة بالمستوى الأفقي, وكأنّ المشاهد لها, يراها من علوّ ما في الجوّ أو من طائرة مُحلّقة أو عاموديّة... ولكلّ من النّمطين, من فنون التّصوير البّانورامي إستخداماته, سيّما في فنون تصاميم المنشآت المعماريّة, والتّجمّعات السّكنيّة, وغيرها... أو في الإظهارات التّصويريّة لمشهديّات من الأرض ومن الفضاء...
وهذا النّوع من فنون التّصوير البّانورامي, يعتمده الكثير من علماء الفضاء والفلك في صناعة صور خرائطهم للنّجوم والكوكبات, وكذلك الطّيارون ومهندسوا الفوتوغرامتريّون, ويستخدمه المهندسون في التّصاميم الإستعراضيّة لمشاريعهم, وخاصّة منهم المعماريّون والطّبوغرافيّون, ويقوم به مهندسوا الأراضي والزّراعة للمساحات الواسعة, وكذلك يقوم بتشكيله الفنّانون المصوّرون التّشكيليّون لصناعة لوحاتهم الجماليّة المميّزة, إلى جانب الهواة وغيرهم من المستخدمين...
وتتمّ عمليّة تطبيق فنون التّصوير البّانورامي بعدّة طرق تنفيذيّة, منها إستخدام عدسات خاصّة, وذات زاوية عريضة منفرجة, أو القيام بتصوير المنظر المُستهدف على إجزاء ولقطات متتالية, وبنفس المستوى... أو إلتقاط سلسلة من الصّور للمشهد من زوايا مختلفة, بهدف تجميعها فيما بعد مع بعضها البعض في صورة أو لوحة واحدة...
وبعد تصوير المشاهد المطلوبة للمشهديّات المُعيّنة, يقوم المصوّر, ببنسخ لقطاته إلى الحاسوب, وبالتّالي فتحها بواسطة أحد البرامج الخاصّة بمعالجة الصّور الفوتوغرافيّة, وهي كثيرة ومشهورة, ثمّ يقوم بإختيار خاصّيّة الدّمج, حتّى يتمّ دمج جميع الصّور واللقطات في صورة واحدة عريضة...
بعض الكاميرات, تحتوي على نمط وميزة التّصوير البّانورامي, وهو عبارة عن نمط يُعطي صورا عريضة ومُتّسعة جدّا, لكنّها سطحيّة... وتُقدّم بعض هذه الآلات التّصويريّة الفتوتوغرافيّة المساعدة للمصوّر في هذا المجال, عن طريق عرض دليل للصّور المتتالية, التي تتقاطع مع بعضها البعض على شاشة النّظر لآلة التّصوير, إلّ سي دي وقبل أن يبدأ بالتّصوير, ممّا يُعطي صورا بّانوراميّة أفضل...
وتُزوّد المُستخدم لآلات التّصوير الفوتوغرافي, بعض شركات التّصنيع لآلات التّصوير الفوتوغرافي, بحزم من البرمجيّات اللاّزمة للقيام بهذه الوظيفة الفنّيّة للتّصوير البّانورامي... ولكنّ معظم الكاميرات, لا تحتوي علي هذه الميزة...
وتُعتبر فنون التّصوير البّانورامي, إحدى أنواع فنون التّصوير المعروفة والشّائعة, والمحبّبة للعديد من المستخدمين, المحترفين أو المبتدئين...
ولكنّ فنون التّصوير البّانورامي, تحتاج لكاميرات خاصّه للقيام بتنفيذ إجراءات عمل ذلك... فيما المصوّر المحترف, والفنّان الحازق يستطيع القيام بإجراءات هذا الفنّ بتقنيّة مميّزة وعالية الدّقّة والجودة...
وممّا يُساعد المُصوّر الفنّان بتنفيذ فنون التّصوير البّانورامي بجودة ودقّة, إستخدام حامل ثلاثي سلس ومرن في التّحكّم والتّحريك لآلة التّصوير, كي يتمّ ضبط مستوى الإرتفاع وزاوية إلتقاط الصّور... ويُفضّل ضبط قرص التّحكّم على مؤشّر الإستخدام اليدوي بدلا من مؤشّر الإستخدام الأوتوماتيكي, إلاّ إذا كانت هذه الميّزات مُدمّجة بآلة التّصوير...
وفي حالة تصوير مشهد ما من مكان عالي, لا بُدّ أن يكون هناك ميلانا في السّطح... فيجب عندها تثبيت الحامل على أرض مستوية, تسمح بإلتقاط الصّور بشكل صحيح وأفقي أو رأسي, وحسب الغاية المرجوّة من التّصوير...
وفي مثل هذه الإجراءات الفنّيّة لإلتقاط الصّور البّانوراميّة, يجب تجنّب إستخدان الوامض الضّوئي... ويجب البقاء في نفس الموقع الذي تمّ إختياره للتّصوير, مع العمل الدّقيق على توجيه عدسة آلة التّصوير نحو الهدف وهي ثابتة فوق الحامل الثّلاثي في مكانها... ويجب عدم إستعمال العدسات المنفرجة, كعين السّمكة مثلا... فيما يجب الإنتباه إلى أنّ جميع لقطات الصّور المسلسلة, لها نفس سرعة الغالق, ونفس قيمة العدسة...
بعد القيام بإلتقاط وتصوير المشاهد المطلوبة ميدانيّا, يستطيع المُصوّر من معالجة لقطاته وتجميعها في صورة واحدة, بإستخدامه نسخة متطوّرة من حزمة برنامج الفوتوشوب, بحيث يختار من أشرطة أوامره, ملفّ, أوتوماتيك, دمج الصّور, فتظهر له لوحة معيّنة, يختار مهمّة الإستعراض, ثمّ يختار الصّور الواحدة تلو الأخرى, مع الموافقة, وسوف يقوم البرنامج بفتح الصّور جميعها, وفتح نافذة مرئيّة للمستخدم, ويقوم البرنامج بذكاء صناعي, بتجميع الصّور تلقائيّا في صورة عريضة واحدة... وما على المُستخدم المُصوّر, إلاّ القيام بالتّنقيح اللازم لأنّه قد تكون هناك بعض الأخطاء البسيطة, وبعض الإنزياحات الخفيفة لتطابق اللقطات, وهو أمر طبيعي جدّا, لأنّ البرنامج ليس ذكيّا بذاته لتنفيذ التّطابق بدقة وجودة...