خلو اللغة العربية من أدباء الأطفال في النثر على الرغم من اعتماد أدب الأطفال مدخلا لتعليم العربية

(1)
إذا قرأت أدلة المعلم وجدتها أقساما، ووجدت القسم الأول منها قسما نظريا يتحدث عن فلسفة المنهج كما يراه واضعوه. وفي هذه الفلسفة تجد إجماعا على اعتماد أدب الأطفال مدخلا لتعليم اللغة العربية.
وعلى الرغم من ذلك لا تجد موضوعا أو نصا نثريا لكاتب من الكتاب الذين اشتهروا في الكتابة للأطفال، مثل يوسف الشاروني أو عبد التواب يوسف أو غيرهما.
ماذا تجد؟
تجد موضوعات كتبها المؤلفون، وهذه مفارقة لا تجد لها تفسيرا.
لماذا؟
لأن مؤلفي الكتب لا يشترط عليهم أن يكونوا هم المبدعين للموضوعات إنما يكفيهم إبداعهم في اختيار ما يحقق أهداف المنهج من كتابات المبدعين.
(2)
فماذا عن الشعر؟
بالنسبة إلى الأشعار تجد نصوصا من كُتَاب الأطفال كشوقي وغيره، وعلى الرغم من ذلك تجد أخطاء عروضية ولا تجد تنبيها إليها.
مثل ماذا؟
مثل ذلك الخطأ الماثل في قصيدة "كلنا أحباب" المقررة على الصف السادس الابتدائي ص21.
أين؟
في البيت الرابع من مجموع سبعة أبيات اختارها المؤلفون للشاعر السوداني حاج أحمد الطيب الحاج أحمد الذي يقول فيه الشاعر كما ورد في الكتاب:
لن يتركوا كأسا يمر بغيرهم *** مهما يكنُ الأمر والأسباب
أين الخطأ؟
إن هذه الأبيات من بحر الكامل الذي تفعيلته متفاعلن ///0//0، وتقطيع البيت السابق على وفقها يكون كالآتي:
لن يتركوا/ كأسا يمر/ ربغيرهم *** مهما يك/ ن الأمروال/أسباب
/0/0//0\/0/0//0\///0//0 *** /0/0//\/0/0//0\/0/0/0
والخطأ العروضي يكمن في التفعيلة الأولى من الشطر الآخر، وهي تفعيلة "مهما يك /0/0//"؛ إذ تحتوي تغييرا في الوتد في غير العروض أو الضرب، أي في الحشو. والغريب أن الكتاب وضع ضمة على النون من "يكنُ"، ولا أدري لماذا يضعها والفعل مجزوم في شرط الاسم الجازم.
والصحيح أن يكون البيت على النحو الآتي:
لن يتركوا/ كأسا يمر/ ربغيرهم *** مهما يكو/ نِ الأمروال/أسباب
/0/0//0\/0/0//0\///0//0 *** /0/0//0\/0/0//0\/0/0/0
بهذا تكتمل التفعيلة، ونضع تحت النون كسرة لالتقاء الساكنين حتى يُعلم أن الفعل مجزوم لولا الضرورة الشعرية.
(3)
ولهذا الابتعاد آثار قد يكون بعضها متصلا بضعف مهارات القراءة، فهل تحتوي كتب اللغة العربية على موضوعات ونصوص نثرية لأدباء اشتهروا بالكتابة إلى الأطفال؟
نأمل وندعو!