أستاذي حسامأخي الشاعر عمر
انا اشاركك هذا الرثاء لأن الحال من بعضه
ورقةٌ مصفرّة
دعــي رمـقـاً فــي قلـبِـه يـنـظـمُ الـشـعـراومـا شئـتِ مـن روحٍ فسُـلّـي فـلـن يـبـرا
تـسـلّـى عـــن الـدنـيـا بـكِـســرِ قـصـيــدةٍأحـقــاً؟ أمِ الـدنـيـا أدارت لـــه الـظـهـرا!
تـدثّــرَ مـــن حَــــوكِ الــــرؤى بـغـلالــةٍوكـم حائـكٍ للخـزِّ يضحـى وكـم يـعـرى
تـغـطّـيـه أطــيـــافٌ إذا طـــــاف لـيــلُــهومــا مِــن دِثــارٍ عنـدمـا يُـوقـظُ الفـجـرا
دعــي اللـيـلَ مـمـتـدّاً يـؤانــسُ وحـشـتـيفلا استيقظت شمسٌ ولا نامت الشعـرى
وجـسّـي بـطـرفٍ رغـــم بـــردِكِ فـاتــرٍفلن تشعـري بالنبـضِ فـي جثـةٍ صحـرا
بـقــيــةُ إنــســـانٍ وصــــــورةُ هــيــكــلٍتلـوحُ كطيـفٍ باهـتٍ فــي الـكـرى مــرّا
ظـــلالُ نـخـيـلٍ لـــم يُـبــقِّ لــــه الـظـمــاوكَــرُّ السـوافـي سـعـفـةً، لا..ولا قـعــرا
أنــــا جــســدٌ خــــاوٍ كـقِـربــةِ عــــازفٍألـحّـتْ عـلــى أحشـائـهـا كـفُّــه عـصــرا
تَحمَّـلـنـي ردحـــاً مـــن الـعـمـرِ كـلـكــلاًوها قد هوى بي الآنَ لم يستطـعْ صبـرا
أشــيّـــعُ حـلــمــاً بــعـــد حــلـــمٍ دفـنــتُــهبـأمـسِ فـمـا أنـفـكُّ مــن شِقـوتـي حـفـرا
تـحـطّــمَ مـجـدافــي وخُــــرّقَ زورقــــيفمَن لي بموسى اليومَ كي يسالَ الخضرا
أنــــا نــهــبُ أمــــواجٍ تـبـعـثـرُ حـيـلـتـيوتـصـفـعُ آمــالــي إذا اشـتـاقــت الــبــرّا
ومـوئــلُ أضـغــاثٍ تـــؤرّقُ مضـجـعـيفـمــا هـجـعــت روحٌ ولا جــســدٌ قــــرّا
شــواخــصُ عـيــنــاهُ تـــــرومُ مــنـــارةًوليـس تـرى فـي أفقِـهِ مــا عــدا البـحـرا
رســبــتُ إلــــى قــــاعٍ يــشــدُّ بـجـثـتــيوأطـفـو قلـيـلاً حـيــن أجـتــذبُ الـشـعـرا
كـنـفـثــةِ مــصـــدورٍ يُـــفـــرّغُ تــــــارةًويشـحـنُ مـــن أنـشـاقِـه تـــارةً أخـــرى
عـلـى هـامــشِ الأيـــامِ مُـلـقـىً كأمـسِـهـافــإن سـقـطـتْ أوراقُـــه إنـهــا صـفــرا!
أُعـالــجُ فـــي نـزعــي المـعـلَّـقِ ســكــرةًفمَـن غيـرُ نفسـي بالـرثـاءِ هـنـا أحــرى
هي حرفة الأدب يا صديقي
أعاذنا الله من شؤمها
نسال الله الفرج والعفو والعافية
محبتي وشكري