|
هـــلّ الــمــشيب عـــلـى الجبين و أقمرا |
و بــــدا بياض بـــــعـــــــــــد أدهـــــــم أدبرا |
و على ســفـــوح الــخــــد بستان به |
عصف الــــــزمان و عمره قد صفرا |
و أنـــــا يقلبني بــكـــفــيه الـــجــــــــوى |
جنبٌ يئنُّ وجانبٌ قد خدرا |
أشــــكــــو إلــــى ظـــل الوفاء هواجرا |
فيبثني الشكواء من هجر الورى |
أمــــشـــــي على حــد الحظوظ فلا أرى |
حتـــفا يـــســـاراً أم يمـينا كـــــوثرا |
جفني غدى للـــســـاهرات مواطنا |
و القلب أصبح للبوارق مجمرا |
وجهي مرايا الصبر في صفحاتها |
بــــان الجبين من الضيوم مـــكــسرا |
وجـــهــــي حــكـــايــا السابقين و نقشهم |
و الصابغين دمـــــــاءهم وجــــــه الثرى |
المــحــبلين الـــــذكــــــــــــــريات بفعله |
المنجبين مـــــن الحجارة جـــــــوهرا |
يا عــــــارفا وجهي و منـــكــــر شيبه |
و الله ليس بمنكرٍ ما أُنـــكــــــرا |
أنظر الى ذاك الدجى و جديله |
إني وهبت له الشباب ... ما ترى |
فكري ... سواد الرأس ... أحبار الصبا |
حـــتى سخيت منحته طـــعـــم الكرى |
قد كان عمري مثل غيم هاطل |
أبّيض بـــعــــد عـــطــــائـــه و تبعثرا |
أنا يا جميل الصبر لا أشكو الهــــــــوى |
إن الهوى زاد المحب لـــمــــــن درى |
لكنني أشــــكـــــو قــــصـــــــــور أحبة |
باعوا الجفاء وصال من لـــهم اشترى |
زمـــــــن أفتش عـــــن بـــقـــــايا لحظة |
قـــــــد عشتها أوفــــي وغيري قصرا |
يـــــا مــــــــــن يعاتب أن هجرت لساعةٍ |
العتْبُ أنك مـــــــن هـــجرت و أنكرا |
ســـــافرت عـــنــــي فالشجون كما ترى |
هــــــــــرمت و أبلاها رحيلك منظرا |
حلم أراك و لا أراك تبددت |
أضغاث أحلامي و بعدك فسرا |
قــــــد غبت أزمــــنــــة و عدت تلومني |
و اللوم كان بغمد صمتك أجدرا |
أهديك وردا مــــــن وصـــــال خواطري |
و أراك تهــــــديني الصدود و خنجرا |