صَبَاحُكِ لَهْفَةٌ ، شَوْقٌ وحُبُّ
صَبَاحُكِ هَائِمٌ والكَوْنُ صَبُّ
إذَا أشْرَقْتِ يَا مِصْرُ ابْتِسَامَاً
فَهَلْ يَقْوَى عَلَى الإشْرَاقِ قَلْبُ
تَبَاهِي ، كَيْفَمَا شِئْتِ التَّبَاهِي
جَمَالُكِ صَارِخٌ، والغَضُّ صَعْبُ
فَإنْ أخْفَيْتِ عَنْ عَيْنَيَّ عِشْقَـاً
سأخْتَلِسُ الهَوَى والعِشْقُ رَحْبُ
أنَا يَا دُرَّةَ الأشْوَاقِ دَرْبٌ
يُخَاتِلُ وجْهَتِي شَرْقٌ وَغَرْبُ
فَلا ألْقَاكِ بَعْدَ الآهِ حَتَّى
يُعَاوِدُ كَرَّةَ التَّرْحَالِ أوْبُ
عَجبْتُ لِلُجَّةِ الأشْوَاقِ ، مِنِّيْ!
كَأنِّي فِي الهَوَى مَازِلْتُ أَحْبُو
أيَعْطِفُ قَلْبُهَا حِينَاً ، وَيَمْضِي
وَيَتْرُكُ هَائِمَـاً مَازَالَ يَصْبُو!
أحِبُّكِ لَيْسَ لِيْ فِيكِ اخْتِيارٌ
تَحِنُّ النَّارُ لِيْ أمْ قَدْ تَشُبُّ
مُدَانٌ يَا فُؤَادِي رُغْمَ أنِّي
دَفَعْتُ مِنَ القَصَائِدِ مَا يَجُبُّ
مُمَهَّدَةٌ أرَائِكُ عَشْقهَا دَوْمَاً
وَلَيْسَ لِلَوْعَةِ العُشَّاقِ جَنْبُ
أكَابدُ كُلَّمَا غُرِّبْتُ عَنْهَا
يُطَارِدُ غُرْبَتِي نَدَمٌ وَذَنْبُ
فَلا وَاللهِ مَا خُيِّرْتُ إلا ..
تَلَهَّفَ دَاخِلِيْ للنِّيلِ قُرْبُ
هَلُمِّيْ يَاريَاحَ الشَّوْقِ ضُمِّيْ
شَرِيْدَاً خَطْبُهُ فِي البُعدِ كَرْبُ
أَنَامُ وَمِلءَ جفْنَيَّ انْتِظَارٌ
تِلالُ المِلْحِ فِي عَيْنَيَّ تَرْبُو
يُضِيءُ لِكُلِّ قَيْسٍ نَجْمُ لَيْلَى
وَنَجْمُكِ كُلَّمَا غُرِّبتُ يَخْبُو
كَأنَّ الشَّرْقَ مَا أشْرَقْتِ فِيهِ
فَإذْ لَمْ تُشْرِقِي يَا مِصْرُ غَرْبُ
فَصُبِّيْ فِيْ عُيونِ اللَّيلِ ضَوْءاً
أسِيرُ وَرَاءَهُ، وَإلَيْكِ أصْبُو
وَأنْشِدُ وَالِهَاً فِي كُلِّ صُبْحٍ
ضَبَاحُكِ لَهْفَةٌ، شَوْقٌ وَحُبُّ
أحمد البرعي