( أدبُنا الزائدُ ومعاملتُنا الدمثة اكتسبناهُما من كثرة ما تحدّثنا بصوتٍ خافتٍ جداً لا نسمعه ؛ حتى لا يسمعه طغاتُنا ! )
( هي : اسمع ، سأقضي معكَ الليلةَ كلّها لقاءَ مئة دولار .
دونَ أن يُجيبَ وبوجهٍ يعرفُ أنّه إذا تجمّد بدا قاسيًا مُرعبًا في قسوته ؛ بدأ يجمع أشياءه وهو يُحسّ باشمئزاز للجنس البشريّ كلّه ، للصناعة ، والنهضة والفلاسفة والفنّ ، وصنّاع الأخلاق ، فما فائدة هذا كله ؟! وإنسانة مثلها يبدو أنّها قرأتهم كلّهم ومع هذا فلم يُفلح أيٌ منهم ، وربما لم يكن أيٌ منهم صادقاً إلى الدرجة التي كان لابدّ أن تُقنع إنسانة مثلها أنّ الإنسانَ شيء آخر ، غير عربات الرشّ والمراحيض ! )
من رواية ( نيويورك 80 – ليوسف إدريس )
أدعوكم لقراءتها فقد طرحت أفكاراً جديرة بالتأمل