كُلُّ الدُّنَا هَتَفَتْ بِطُولِ حَيَاتِهِ
حَتَّى انْتَهَى وَالْخُلْدُ أَصْلُ صِفَاتِهِ
زَحَمَ الْقُرُونَ بِشَيْبِهِ وَشَبَابِهِ
فَازْدَانَتِ الدُّنْيَا بِبَعْضِ سِمَاتِهِ
لَمْ تَعْزِفِ الأَفْرَاحُ غَيْرَ حُدَائِهِ
أَوْ تَعْرِفِ الأَتْرَاحُ غَيْرَ بُكَاتِهِ
فَالْبَوْحُ فِي أَفْنَانِه، وَالشَّجْوُ فِي
أَرْكَانِهِ، وَالْحُزْنُ فِي قَسَمَاتِهِ
يَبْقَى عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ وَصَرْفِهِ
لاَ يَفْهَمُ الأَحْيَاءُ سِرَّ حَيَاتِهِ
طِفْلٌ وَلِيدٌ إِنْ أَلَمَّ بِحَادِثٍ
فَوْراً يَلُوذُ بِصَبْرِهِ وَثَبَاتِهِ
لاَ أمَّ تَكْفُلُهُ، وَلاَ عَوْنٌ لَهُ
إلاَّ ضِعَافُ الْحَالِ مِنْ أَخَوَاتِهِ
أَرْبَابُهُ دَوْماً عَلَى عِلاَّتِهِمْ
يُهْدُونَهُ دَلاًّ عَلَى عِلاَّتِهِ
وبَنَاتُهُ يُعْلِينَهُ فَوْقَ السَّمَا
وكَأَنَّهُ يَسْمُو بِأَمْرِ بَنَاتِهِ
كَمْ عَاشِقٍ يَهْفُو إِلَيْهِ مُكَابِراً؛
لِيَمُوتَ مُنْتَحِراً عَلَى عَتَبَاتِهِ
أَوْ فَاتِنٍ عَبَثاً تُلَوِّحُ لِلْهَوَى
لَمَّا تَزَلْ تَرْنُو إِلَى شُرُفَاتِهِ
وبُنَاتُهُ أَمْسَوْا لأَجْلِ عُيُونِهِ
أَشْبَاحَ لَيْلٍ صَفَّفُوا لَبِنَاتِهِ
بَيْتٌ مِنَ السِّحْرِ الْحَلاَلِ حَيَاتُهُ
تَسْمُو عَلَى طُولِ الْمَدَى بِحَيَاتِهِ