أبِي سِرْ رويدًا ، و لا تسْرعِ حياتُكَ أغلَى فعشْــهَا معِي تمهَّلْ ، فكمْ مُسْرعٍ خَــانهُ طريــقٌ فراحَ ، و لمْ يرجعِ !.. و كمْ سائقٍ خدَعَتْه الدُّروبُ و ضاقتْ بمركبِــه المُسرعِ و ألقَتْ به في شعَابِ الرَّدَى و فِي موضعٍ ساءَ منْ موضعِ.. فهَـاضَ الحديدُ له أذرعـًا ، و نالَ منَ القلبِ ، و الأضْلُعِ مضَى لمْ يودِّعْ حبيـباً ، و لا تهيَّـأَ للموتِ ، و المَصْـرعِ ففي القلبِ من بعدِه حسْرةٌ و في العيـنِ نهرٌ من الأدمُعِ أبي عـَاذَكَ اللهُ منْ حَادثٍ أليمٍ ، و من مَهلِكٍ مُفزعِ و صَانكَ من عاديَاتِ الطَّريقِ و منْ جَمَلٍ حولـهَا يرتَعِي و منْ كلِّ شرٍّ بهَـا مُحْدِقٍ لدَى مهْبِطٍ كانَ ، أوْ مطلَعِ تـَأنَّ ، فإنَّ السَّلامَ الأنــاةُ و لا تتَعجَّلْ ، و لا تسْرعِ أحبُّك لي عائدًا ، سَالـِماً تُضِيئُ بمنظــرِكَ المُـمْتعِ و تجلُو الظلاَم بنُورِ الإيـــَابِ و صوتُك يرقُصُ في مسمَعِي حيـاتي إذا قيلَ: "جاءَ أَبِي" و مَوْتِـي إذَا قيلَ : "لم يرجِعِ"!