نبعُ العطاءِ

نبع العطاء
نبعُ العطاءِ
يا مَن حَضَنَتني بحرير المهادِ، وهَدهَدَتْني بسُندسِ الأناملِ والأيادي، وأرضعتني حليبَ الحبِّ حتّى فطامي.
وقفتِ قبالتي تُرفرفينَ بجناحَيكِ أثناءَ صحوتي، وحينَ سُهادي، فحمّلتِ جناحَ الحرصِ زُخرفَ ريشاتِ العطفِ والحنانِ، وتوّجتِ جناحَ القلقِ بسُبحَةِ الدّعاءِ والابتهالِ... وسجدتِ لربّ العالمينَ ساكبةً دموعَ الخشوع؛كي يرعاني ويتوَلّاني.
نسجتِ لي بأناملِ الحمايةِ ناموسيّةً تحوّطني في ليلي؛ خوفا عليّ من طنينِ ناموسةٍ تؤرّقُ مضجعي، وتزعجُ أحلامي، وشددتِ أوتادَ خيمةِ الوقايةِ؛ حفاظا عليَّ من ضربةِ شمسِ النّهارِ.
ولمّا قوِيَ عودي، ورحتُ أجري بين الأندادِ، جعلتِ أرجوحتي من حبالِ الودِّ، فتأرجحتُ ودقّاتُ قلبِكِ تتقافزُ أمامي خشيةَ سقطةٍ تُؤجِّجُ صَرَخاتي.
سهرتِ اللياليَ تتفقّدينَني، وتحرصينَ على تدفئتي بوهجِ عواطِفِكِ من قُرِّ كانونَ، وتُبدّدينَ بلمسةِ يدِكِ، وبسمةِ ثغرِكِ حَرَّ آب.
جهدتِ في النُّهُر بتحضيرِ زادي، وتنظيفِ ثيابي، ترسمينَ اللّوحاتِ المزيّنةَ لحياتي، وتغرسينَ فيّ بذورَ حبِّ العلمِ، والاجتهادِ كي أكونَ ملكًا، وعلى رأسي تاجُ تحقيقِ الطّموحاتِ.
إنْ أجلسَكِ التّعبُ يومًا على كرسيِّهِ، نظرتِ نحوي بعينيِّ التَّحنانِ، وأخفيتِ خلفَهُما دمعةَ الإرهاقِ؛ لئلّا تنسجَ عنكبوتُ القَلقِ خيوطَها في ذهني، وتشغلَ بالي.
لمّا كبرتُ كنتِ لي كلَّ صباحٍ الزّهرةَ المتفتّحةَ تَنُثُّ عطرَ التّشجيعِ والإنعاشِ، وفي المساءِ الزّنبقةَ البيضاءَ يحويني جَرَسُها، وتُريحني رائحِتُها، فأَنعَمُ بلطيفِ الأجواءِ.
وحينَ اعتليتُ سلّمَ المجدِ بعدَ أن دققتِ كلَّ خُشبانِِهِ، أوصَلني الشّموخُ لتلّةٍ لم أرَ فيها إلّا ذاتي، فَرُحتُ أسبحُ في بحيراتِ النّعيمِ، وما جَنتْهُ يدايَ من الخيراتِ؛ ناسيًا قبضةَ يديكِ خوفًا عليَّ من الانزلاقِ، وأجِدُني قدِ انزلقتُ بعقوقِكِ، وإن اعتليتُ أعلى ما تبغين مِن درجاتٍ، يومَ ابتعَدْتُ عنكِ، ونسيتُ سُؤلَكِ بِالّا أنساكِ.
يا مَن هززتِ بيمينِكِ سريري، وبيسارِكِ كنتِ ترسمينَ بريشةِ المستقبلِ دروبَ حياتي، هاأنذا جئتُكِ اليومَ أمسكُ بيميني سريرَكِ، ويساري خجلَى بتقصيرِها، تلسعُها ناموسةُ النّدامة، وتزيغُ عينيَ القتامة، لكنّي سأظلُّ لكِ راجيا، وقد جئتُكِ نادما؛ حتّى ترضَي، وتغفري لي زَلّاتي، فأحلّقُ في سماءِ الرّضا، وأنعمُ بالتّوفيقِ من بعدِكِ، فلا يَعقُّني زماني، وتَبَرُّني الأماني ... فسامحيني يا نبعَ العطاءِ والحنانِ .

كلمات ولا أروع
من أجمل ما قرأت في وصف الأم
وليس بغريبا عليك وأنت المالكة لناصية الكلم
جمال في التصوير ورقي وبراعة في التعبير
لغة سامقة ومضمون هادف
سلمت وسلمت أناملك
ولك كل تقديري وإحترامي.

عقد من ماس لأغلى ألماسة في الوجود

لا عدمنا فيض روعتك غاليتي

محبّتي

فاتن

وقفتِ قبالتي تُرفرفينَ بجناحَيكِ أثناءَ صحوتي، وحينَ سُهادي، فحمّلتِ جناحَ الحرصِ زُخرفَ ريشاتِ العطفِ والحنانِ، وتوّجتِ جناحَ القلقِ بسُبحَةِ الدّعاءِ والابتهالِ... وسجدتِ لربّ العالمينَ ساكبةً دموعَ الخشوع؛كي يرعاني ويتوَلّاني

السلام عليكم
من أجمل ما قيل في الأم عزيزتي كاملة
ليس مثل الأم من يحمل همّ المرىء أبدا ,مسكين وألف مسكين من تحرمه الأقدار من حبها وعطفها وروائها
إنها حقا نبع العطاء الذي لا ينضب
شكرا لك
نص جميل ورائع
ماسة

كلمات ولا أروع
من أجمل ما قرأت في وصف الأم
وليس بغريب
عليك وأنت المالكة لناصية الكلم
جمال في التصوير ورقي وبراعة في التعبير
لغة سامقة ومضمون هادف
سلمت وسلمت أناملك
ولك كل تقديري وإحترامي.

أهلا بك أخت نادية
شكرا لك على مرورك الكريم، وإعجابك بهذه الكلمات
سلّمك الله من كلّ أذى
بوركت
تقديري وتحيّتي

دائما أستاذتي الفاضلة تجعلينني أقرأ بتمعّن لأجد الفائدة و المتعة معا بفضل لغتك القويّة و مواضيعك المتنوّعة ..و مقدرتك على تطويع الحرف .
حين يكون الحديث عن الأمّ أكتفي بالقراءة فقط، لكنّي أمام هذا البوح الماتع أطلقتُ تنهيدة و ترقرت دمعة في عيني.
دمعة تختزل شوقا كبيرا.
لا شيء يعدل لحظة في حضن أمّي.و من فقدها أظنه يدرك هذا .
حفظك الله غاليتي و سلمت يمينك.

عظيم حرفك
وعظيمة مشاعرك
وعظيم نثرك وتعبيرك وتصويرك
لائق بعظمة "ست الكل" وأغلى الحبايب

الأستاذة كاملة بدارنة
أشكرك

الله ما أجملها من كلمات و ما أطهرها من معان
قرأت هنا عذوبة ما بعدها عذوبة
شكرا يا مبدعة

عظيمة هي الأم وعظيمة هي ذكراها الطيبة

فيض ينساب بمهارة إلى قلوبنا وأرواحنا فيدميها ويبكيها

حفظ الله أمك يا غالية ورحم أمي وجميع أمهات المسلمين

ودمت نبعا للوفاء

للتثبيت استحقاقا وتقديرا

الاستاذة كاملة بدارنة


قد ولدتنا مرة واحدة وتركت محبتها تولد فينا كل يوم
كل عام وكل ام ترتدي بنا عباءة الفرح المطرز بالطاعة
كل عام والقلوب تقترب منها حد الالتصاق وتتجاذب لها حد الاندماج
كل عام.....كل شهر ....كل يوم وكل ثانية وكل ام في الكون فوق الثرى او تحته هي الخير كل الخير

نص رائع
بورك النبض