طائر الفينيق
عبد الوهاب زاهده


ماذا إذن
من بعد أن قتلوا الوطن !!
جاءوا إليكَ ليسألوا ii..
أين الكفن ؟؟
وعيونُهم متحجرّهْ
ودموعهم متفجّرهْ
لم يُتقنوا حتى الشَجَن ii!!
ماذا إذن
******
ذَبحوهُ ما سمّوا عليهْ
سرقوا البَخورَ براحتيهْ
سلبوا زهورَهُ والطيورْ
نهبوا حقولَهُ والبذورْ
وهبوا خيولَهُ والنسورْ
لم يبقَ من شيءٍ لديهْ
إلا الأسى .. إلا الحَزَنْ
ماذا إذنْ
****
قالوا تدبّر أمرَهُ
أحفر بنفسِكَ قبرَهُ
إرثيه وامدح ذكرَهُ
وتحلّقوا مثلَ الذئابْ
شقوا الجيوبَ بلا حسابْ
وعلا النحيبْ
( وطني الحبيب )
- الموتُ في الدنيا سُننْ
ماذا إذن !
*******
قالوا سنوريهِ الثرى وسطَ الظلامْ
نمضي وراءَ جنازِهِ وبلا كلامْ
.. وتساءلوا
.. وتجادلوا
من ذا سَيغُمٍضُ رمشَهُ ؟؟
من ذا سيحمِلُ نعشَهُ ؟؟
وبقيتَ وحدكَ في النهايهْ
لتكونَ خاتمةَ الروايهْ
فأتت تلازمُكَ الثكالى
.. واليتامى
.. والأراملْ
وتقاطرت كلّ التلالِ مع المنازلْ
وتوافدَ الأقصى وأجراسُ الجلاجلْ
وتجمهرَ الأطفالُ من فوق السلاسلْ
يتصايحونَ لقد خُلقنا .. كي نناضلْ
جاؤوا بقربه لامَسوه
سمّوا عليهِ تحسّسوه
هتفوا : لقد نهضَ الفينيقْ
عيناه تومضُ بالبريقْ
رغم الخناجر والجروحْ
ما زالَ حيّا فيهِ روحْ
أبداً سيبقى لن يروحْ
تفنى الليالي والزمنْ
لكنّما يبقى الوطن