مالنا غيرك يا الله
::
عن نفسِهِ قد غادَرَ الإنسانُ
وغدا يُودِّعُ أهلَهُ الوجدانُ
واستبدلتْ بعضُ المعاني ثوبَها
فأتَتْ بعَكسِ مرادها الألوانُ
وبَدَا الوفيُّ بِحَسْبِها رَجْعِيَّةً
وتَقَدُّماً فيها بَدَا الخوَّانُ
وكَاَنَّ رابيةَ الربيعِ بِعَصْرِنا
ما عادَ ينشُرُ عِطرَها نيسانُ
بالأمسِ بِيعَ الخُبزُ في دُكاننا
واليومَ باعَ وفاءَنا الدُّكانُ
وسَلوا دِمشقَ العزِّ عَنْ إحسانِها
وَمَنِ الذينَ تَجاهَلُوهُ وخانُوا
فَتَحَتْ لَهُم للياسمين دُرُوبَها
يومَ الوغَى فَتَهافَتَ الجيرانُ
لَكِنَّهمْ - يومَ الوفاءِ - بِشَوكِهِمْ
قَطَعُوا الدُّروبَ وعَهدَهمْ ما صانُوا
و (الزَّعتريُّ) حِكايةٌ مَكلومةٌ
بِفُصولِها غَدَرَتْ بنا الأوطانُ
وإذا رأيتمْ منبراً لخيانةٍ
يعلُو فإنَّ وراءَهُ (إيرانُ)
وَسَلوا الذينَ تَظاهَرُوا بِوفائِهم
وبِقلبِهِمْ يتَخالَفُ الوجهانُ
أَمِنَ الصداقَةِ أنْ تعيشَ شُعوبُكُمْ
سَعْداً ونحنُ تعيشُنا الأحزانُ
أَمِنَ الصَّداقةِ أن يُحاصِرَنا الأسى
وعلى الأسى تَتَفَرَّجُ العينانُ
كَذَبَتْ وَفاءاتُ السِّياسةِ كُلُّها
فَمِنَ السِّياسةِ يُولَدُ الخذلانُ
يا شامُ كانتْ للوفاءِ حِكايةٌ
والأوفياءُ لِذي الحكايةِ كانُوا
فَاَتَتْ رياحُ الجهلِ باسمِ حَدَاثَةٍ
وَمَحا مَعالِمَ حُسْنِها الطُّغيانُ
وَبقيتِ وَحدَكِ للزَّمانِ وَفِيَّةً
وعزيزةً ودليلُكِ الإيمانُ
وَرَفَعتِ رايَتَكِ العظيمةَ ( مالنا
عَونَاً لنا إلاكَ يـــــــا رحمنُ)
::
(م/ مؤيد حجازي)