|
حَتَّامَ يَا قَلْبُ تَسْتَهوِيكَ فِي دَعَجٍ |
|
|
هَيْفَاءُ مُرْهَفَةٌ بِالدَّلِّ وَالغَنَجِ |
وَتِلْكَ خَمْسِينَ قَدْ أمْضَيْتَهَا تَلَفَاً |
|
|
وَلاَ اعْتِبَارَ لِذِي الأَيَّامِ وَالحِجَجِ |
لا زِلْتَ تَرْفُلُ فِي اللَّذَاتِ مُجْتَرِأً |
|
|
عَلَى الخَطـَايَا بِلاَ عَتْبٍ وَلا حَرَجِ |
فَلَيْتَ وَيْحَكَ إِذْ أَصْبَتْكَ غَانِيَةٌ |
|
|
أَفْرَغْتَها تَوْبَةً مِنْ خَالِصِ المُهَجِ |
وَعُدْتَ لِلْخَيْرِ مَأْمُولاً تُقِيمُ بِهِ |
|
|
مَا اعْتَلَّ مِنْ هَفَوَاتِ النَّفْسِ وَالعَـوَجِ |
تُزِيحُ عَنْكَ هُمُومَ الوِزْرِ مُثْقَلَةً |
|
|
تُلازِمُ البِرَّ فِي أُنْسٍ وَمُبْتَهَجِ |
تَحْنُو لأَصْلِ حَيَاةٍ هَاضَهُمْ كِبَرٌ |
|
|
فَأُمْسِكُوا عَنْ مَطَايَا القَوْمِ والسـُّرُجِ |
أَلاَ ارْعِوَاءَ لَهُمْ وَالشَّيْبُ يَهْصِرُهُم |
|
|
وَالموْتُ يُغْرِي بِهِمْ فِي كُلِّ مُنْعَرَجِ |
أَلاَ اصْطِبَارَ لِمَنْ طَابَ الوُجُودُ بِهِمْ |
|
|
حَتَّى يُسَامُوا الْوَنَى بالضِّيْقِ وَالحَرَجِ |
فَيَا مَسَاءْةَ عَبْدٍ شَبَّ يَزْجُرُهُمْ |
|
|
وَلَمْ يُرَاعِ لَهُ فِي الفَضْلِ مُلْتَحَجِ |
فَهُمْ شُمُوسُ الدُّنَى وَالبِرُّ مُدَّخَرٌ |
|
|
يَعُوْدُ لِلْمَرْءِ بَعْدَ الكَرْبِ بِالفَرَجِ |
أَكْرِمْ بِمَنْ بَاتَ طُوْلَ الدَّهْرِ يُسْعِدُهُمْ |
|
|
وَقَدْ عَلاهُ بَهَاءُ النُّوْرِ وَالبَهَجِ |
تَرَاهُ وَالبِشْرُ يَجْرِي بَيْنَ طَلْعَتِهِ |
|
|
يَهْفُو بِكُلِّ لِسَانٍ ذَاكِرٍ لَهِجِ |
فَاظْفَرْ بِبَابِ جِنَانِ الخُلْدِ مُزْدَلِفَاً |
|
|
وَاتْرُكْ عِدَاهُ مِن الأَبْوَابِ وَالدَّرَجِ |
بَادِرْ فَخَيْلُ المَنَايَا جَدُّ سَابِقَةٌ |
|
|
غَدَاةَ تُعْجَمُ لاَ تَقْوَى عَلَى الحُجَجِ |
وَمَا الحَيَاةَ إِذَا وَلَّتْ شُخُوصُهُما |
|
|
إلا كَمُسْتَوْحِشٍ فِي ظُلْمَةِ اللُّجَجِ |