أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: جريمة شرف أمام المحاكم العربية / وقصائد اخرى لنزار قباني

  1. #1
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي جريمة شرف أمام المحاكم العربية / وقصائد اخرى لنزار قباني

    جريمة شرف أمام المحاكم العربية


    1

    ... وفقدتَ يا وطني البكارهْ

    لم يكترثْ أحدٌ ..

    وسُجّلتِ الجريمةُ ضدَّ مجهولٍ ،

    وأُرخيتِ السّتارهْ

    نسيتْ قبائلُنا أظافرَها ،

    تشابهتِ الأنوثةُ والذكورةُ في وظائفِها ،

    تحوّلتِ الخيولُ إلى حجارهْ ..

    لم تبقَ للأمواسِ فائدةٌ ..

    ولا للقتلِ فائدةٌ ..

    فإنَّ اللحمَ قد فقدَ الإثارهْ ..



    2

    دخلوا علينا ..

    كانَ عنترةُ يبيعُ حصانهُ بلفافتَيْ تبغٍ ،

    وقمصانٍ مشجَّرةٍ ،

    ومعجونٍ جديدٍ للحلاقةِ ،

    كانَ عنترةُ يبيعُ الجاهليّهْ ..

    دخلوا علينا ..

    كانَ إخوانُ القتيلةِ يشربونَ (الجِنَّ) بالليمونِ ،

    يصطافونَ في لُبنانَ ،

    يرتاحونَ في أسوانَ ،

    يبتاعونَ من (خانِ الخليليِّ) الخواتمَ ..

    والأساورَ ..

    والعيونَ الفاطميّهْ ..



    3

    ما زالَ يكتبُ شعرهُ العُذريَّ ، قَيسٌ

    واليهودُ تسرّبوا لفراشِ ليلى العامريّهْ

    حتى كلابُ الحيِّ لم تنبحْ ..

    ولم تُطلَقْ على الزاني رصاصةُ بندقيّهْ

    " لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !

    ونحنُ ضاجعنا الغزاةَ ثلاثَ مرّاتٍ ..

    وضيّعنا العفافَ ثلاثَ مرّاتٍ ..

    وشيّعنا المروءةَ بالمراسمِ ، والطقوسِ العسكريّهْ

    " لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !

    ونحنُ غيّرنا شهادَتنا ..

    وأنكرنا علاقَتنا ..

    وأحرقنا ملفّاتِ القضيّهْ ..



    4

    الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..

    وعُمّالُ النظافةِ يجمعونَ أصابعَ الموتى ،

    وألعابَ الصّغارْ

    الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..

    وذاكرةُ المدائنِ ،

    مثلُ ذاكرةِ البغايا والبحارْ

    الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ،

    وتمتلئُ المقاهي مرّةً أخرى ،

    ويحتدمُ الحوارْ

    - إنَّ الجريمةَ عاطفيّهْ

    - إنَّ النساءَ جميعهنَّ مغامِراتٌ ، والشريعةُ

    عندنا ضدَّ الضحيّهْ ..

    - يا سادتي : إنَّ المخطّطَ كلَّهُ من صنعِ أمريكا،

    وبترولُ الخليجِ هو الأساسُ ، وكلُّ ما يبقى

    أمورٌ جانبيّهْ

    - ملعونةٌ أمُّ السياسةِ .. نحنُ نحبُّ أزنافورَ ،

    والوسكيَّ بالثلجِ المكسّرِ ، والعطورَ الأجنبيّهْ

    - إنَّ النساءَ بنصفِ عقلٍ ، والشريعةُ عندَنا ضدَّ الضحيّهْ



    5

    العالمُ العربيُّ ، يبلعُ حبّةَ (البثِّ المباشرْ) ..

    (يا عيني عالصبر يا عيني عليهْ)

    والعالمُ العربيُّ يضحكُ لليهودِ القادمينَ إليه

    من تحتِ الأظافرْ ..



    6

    يأتي حزيرانُ ويذهبُ ..

    والفرزدقُ يغرزُ السكّينَ في رئتَيْ جريرْ

    والعالمُ العربيُّ شطرنجٌ ..

    وأحجارٌ مبعثرةٌ ..

    وأوراقٌ تطيرْ ..

    والخيلُ عطشى ،

    والقبائلُ تُستجارُ ، فلا تُجيرْ ..

    (الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنهُ في السّاعةَ الأولى وخمس دقائق ،

    شربَ اليهودُ الشايَ في بيروتَ ، وارتاحوا قليلاً في فنادقها ،

    وعادوا للمراكبِ سالمينْ)



    - لا شيءَ مثلَ (الجنِّ) بالليمونِ .. في زمنِ الحروبِ

    - وأجملُ الأثداءِ ، في اللمسِ ، المليءُ المستديرْ ..



    (الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنّهم طافوا بأسواقِ المدينة ،

    واشتروا صُحفاً وتفّاحاً ، وكانوا يرقصونَ الجيركَ في حقدٍ ،

    ويغتالونَ كلَّ الراقصينْ)



    - إنَّ السّويدياتِ أحسنُ من يمارسنَ الهوى

    - والجنسُ في استوكهولمَ يُشربُ كالنبيذِ على الموائدْ ..

    - الجنسُ يُقرأُ في السّويدِ مع الجرائدْ



    (الناطقُ الرسميُّ يعلنُ في بلاغٍ لاحقٍ ،

    أنَّ اليهودَ تزوّجوا زوجاتِنا ، ومضوا بهنَّ .. فبالرفاهِ وبالبنينْ)



    7

    العالمُ العربيُّ غانيةٌ ..

    تنامُ على وسادةِ ياسمينْ

    فالحربُ من تقديرِ ربِّ العالمينْ

    والسّلمُ من تقديرِ ربِّ العالمين ْ



    8

    قرّرتُ يا وطني اغتيالَكَ بالسفَرْ

    وحجزتُ تذكرتي ،

    وودّعتُ السّنابلَ ، والجداولَ ، والشَّجرْ

    وأخذتُ في جيبي تصاويرَ الحقولِ ،

    أخذتُ إمضاءَ القمرْ

    وأخذتُ وجهَ حبيبتي

    وأخذتُ رائحةَ المطرْ ..

    قلبي عليكَ .. وأنتَ يا وطني تنامُ على حَجَرْ



    9

    يا أيّها الوطنُ المسافرُ ..

    في الخطابةِ ، والقصائدِ ، والنصوصِ المسرحيّهْ

    يا أيّها الوطنُ المصوَّرُ ..

    في بطاقاتِ السّياحةِ ، والخرائطِ ، والأغاني المدرسيّهْ

    يا أيّها الوطنُ المحاصَرُ ..

    بينَ أسنانِ الخلافةِ ، والوراثةِ ، والأمارهْ

    وجميعِ أسماءِ التعجّبِ والإشارهْ

    يا أيّها الوطنُ ، الذي شعراؤهُ

    يضَعونَ - كي يُرضوا السّلاطينَ -

    الرموشَ المستعارهْ ..



    10

    يا سيّدي الجمهورَ .. إنّي مستقيلْ

    إنَّ الروايةَ لا تُناسبني ، وأثوابي مرقّعةٌ ،

    ودَوري مستحيلْ ..

    لم يبقَ للإخراجِ فائدةٌ ..

    ولا لمكبّراتِ الصوتِ فائدةٌ ..

    ولا للشّعرِ فائدةٌ ، وأوزانِ الخليلْ

    يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني ..

    إذا ضيّعتُ ذاكرتي ، وضيّعتُ الكتابةَ والأصابعْ

    ونسيتُ أسماءَ الشوارعْ ..

    إني قتلتُكَ ، أيّها الوطنُ الممدّدُ ..

    فوقَ أختامِ البريدِ .. وفوقَ أوراقِ الطوابعْ ..

    وذبحتُ خيلي المُضرباتِ عن الصهيلْ

    إنّي قتلتُكَ .. واكتشفتُ بأنني كنتُ القتيلْ

    يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني

    فدَورُ مهرّجِ السّلطانِ .. دَورٌ مستحيلْ

  2. #2
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    حوار مع أعرابي أضاع فرسه



    1

    لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ

    لطلبتُ إليها أن تتوقّف عن تفريخِ ملايينِ الشعراءْ

    وتحرِّر هذا الشّعب الطيّبَ من سيفِ الكلماتْ

    ما زلنا منذُ القرنِ السّابعِ ، نأكلُ أليافَ الكلماتْ

    نتزحلقُ في صمغِ الرّاءاتْ

    نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ

    وننامُ على هجوِ جريرٍ

    ونفيقُ على دمعِ الخنساءْ

    ما زلنا منذ القرنِ السابعِ .. خارجَ خارطةِ الأشياءْ

    نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ .. يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ

    ليفرِّجَ عنّا كربتَنا .. ويردَّ طوابيرَ الأعداءْ ..

    ما زلنا نقضمُ كالفئرانِ .. مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ

    نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ) ونقرأُ (أخبارَ الندماءْ)

    ونكاتَ جُحا ..

    و (رجوعَ الشيخِ) ..

    وقصّةَ (داحسَ والغبراءْ) ..

    يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

    الكلمةُ كانتْ عصفوراً ..

    وجعلنا منها سوقَ بغاءْ ..



    2

    لو كانتْ نَجدٌ تسمعُني

    والربعُ الخالي يسمعني

    لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرِ سوقَ عُكاظْ

    وشنقتُ جميعَ النجّارينَ .. وكلَّ بياطرةِ الألفاظْ

    ما زلنا منذُ ولادتِنا ..

    تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ

    لو أُعطى السّلطةَ في وطني

    لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ

    وقطعتُ أصابعَ من صبغوا .. بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ

    وجلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ .. أو صحنِ حساءْ

    وجلدتُ الهمزةَ في لغتي .. وجلدتُ الياءْ

    وذبحتُ السّينَ .. وسوفَ .. وتاءَ التأنيثِ البلهاءْ

    والزخرفَ والخطَّ الكوفيَّ ، وكلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ

    وكنستُ غبارَ فصاحَتنا ..

    وجميعَ قصائدنا العصماءْ ..

    يا بلدي ..

    كيفَ تموتُ الخيلُ .. ولا يبقى إلا الشعراءْ ؟



    3

    لو أُعطى السُّلطة في وطني

    أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا

    وقصصتُ لسانَ مغنّينا

    وفقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكِ من أحزانِ ليالينا

    وكسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ ..

    وأرحتُكَ يا ليلَ بلادي ..

    من هذا الوحشِ الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ ..



    4

    يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي

    لو تنشفُ آبارُ البترولِ .. ويبقى الماءْ

    لو يُخصى كل المنحرفينَ .. وكلُّ سماسرةِ الأثداءْ

    لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ .. من الغرفِ الحمراءْ

    وتصيرُ يواقيتُ التيجانِ .. نعالاً في أقدامِ الفقراءْ ..

    أو أملكُ كرباجاً بيدي ..

    جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ

    ونزعتُ جميعَ خواتمهمْ

    ومحوتُ طلاءَ أظافرهمْ

    وسحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ .. والسّاعاتِ الذهبيّهْ

    وأعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ

    وأعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ

    وأعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ



    5

    لو يكتُبُ في يافا الليمونُ .. لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ

    لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ..

    تُعطينا بعضَ رسائلِها ..

    لاحترقَ القارئُ والصفحاتْ ..

    لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ ..

    لاختنقت في فمها الصلواتْ

    لو أنَّ .. وما تُجدي (لو أنَّ) .. ونحنُ نسافرُ في المأساةْ

    ونمدُّ الأرضَ المحتلّهْ .. حبْلاً شعريَّ الكلماتْ

    ونمدُّ ليافا منديلاً طُرِّزَ بالدمعِ .. وبالدعواتْ



    يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي

    ذبحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ

  3. #3
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    ترصيع بالذهب على سيف دمشقي


    أتراها تحبني ميسـون..؟

    أم توهمت والنساء ظنون



    يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ

    كيف أخفي الهوى وكيف أبين



    هل مرايا دمشق تعرف وجهي

    من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟



    يا زماناً في الصالحية سـمحاً

    أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟



    يا سريري.. ويا شراشف أمي

    يا عصافير.. يا شذا، يا غصون



    يا زورايب حارتي.. خبئني

    بين جفنيك فالزمان ضنين



    واعذريني إن بدوت حزيناً

    إن وجه المحب وجه حزين



    ها هي الشام بعد فرقة دهر

    أنهر سبعـة ..وحـور عين



    آه يا شام.. كيف أشرح ما بي

    وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ



    يا دمشق التي تفشى شذاها

    تحت جلدي كأنه الزيزفونُ



    قادم من مدائن الريح وحـدي

    فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ



    أهي مجنونة بشوقي إليها...

    هذه الشام، أم أنا المجنون؟



    إن تخلت كل المقادير عني

    فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ



    جاء تشرين يا حبيبة عمري

    أحسن وقت للهوى تشرين



    ولنا موعد على جبل الشيخ

    كم الثلج دافئ.. وحنـونُ



    سنوات سبع من الحزن مرت

    مات فيها الصفصاف والزيتون



    شام.. يا شام.. يا أميرة حبي

    كيف ينسى غرامـه المجنون؟



    شمس غرناطةَ أطلت علينا

    بعد يأس وزغردت ميسلون



    جاء تشرين.. إن وجهك أحلى

    بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟



    إن أرض الجولان تشبه عينيك

    فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ



    مزقي يا دمشق خارطة الذل

    وقولي للـدهر كُن فيـكون



    استردت أيامها بكِ بدرٌ

    واستعادت شبابها حطينُ



    كتب الله أن تكوني دمشقاً

    بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ



    هزم الروم بعد سبع عجاف

    وتعافى وجداننا المـطعـونُ



    اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ

    وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ



    علمينا فقه العروبـة يا شام

    فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ



    وطني، يا قصيدة النارِ والورد

    تغنـت بما صنعتَ القـرونُ



    إركبي الشمس يا دمشق حصاناً

    ولك الله ... حـافظ و أميـنُ

  4. #4
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    طريق واحد


    أريدُ بندقيّه..

    خاتمُ أمّي بعتهُ

    من أجلِ بندقيه

    محفظتي رهنتُها

    من أجلِ بندقيه..

    اللغةُ التي بها درسنا

    الكتبُ التي بها قرأنا..

    قصائدُ الشعرِ التي حفظنا

    ليست تساوي درهماً..

    أمامَ بندقيه..



    أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..

    إلى فلسطينَ خذوني معكم

    إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه

    إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه

    عشرونَ عاماً.. وأنا

    أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه

    أبحثُ عن بيتي الذي هناك

    عن وطني المحاطِ بالأسلاك

    أبحثُ عن طفولتي..

    وعن رفاقِ حارتي..

    عن كتبي.. عن صوري..

    عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..



    أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه

    إلى فلسطينَ خذوني معكم

    يا أيّها الرجال..

    أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال

    أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها

    زيتونةً، أو حقلَ برتقال..

    أو زهرةً شذيّه

    قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي

    بارودتي.. صارت هي القضيّه..



    أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..

    أصبحتُ في قائمةِ الثوّار

    أفترشُ الأشواكَ والغبار

    وألبسُ المنيّه..

    مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني

    أنا الذي أغيّرُ الأقدار



    يا أيّها الثوار..

    في القدسِ، في الخليلِ،

    في بيسانَ، في الأغوار..

    في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

    تقدموا..

    تقدموا..

    فقصةُ السلام مسرحيّه..

    والعدلُ مسرحيّه..

    إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

    يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..

  5. #5
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    مورفين


    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..



    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

    أرجوازٌ بارعْ

    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

    وأساورَ من خرزٍ لامعْ

    ويبيعُ لهمْ..

    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

    وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..



    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

    منَ القرنِ السابعْ

    اللفظةُ في بلدي امرأةٌ

    تحترفُ الفحشَ..

    منَ القرنِ السابعْ..

  6. #6
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    من مفكرة عاشق دمشقي

    فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا

    فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟



    حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ

    على ذراعي، ولا تستوضحي السببا



    أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ

    أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا



    يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها

    فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا



    وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي

    وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا



    تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها

    وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا



    وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً

    وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا



    أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني

    أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا



    حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا

    فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟



    أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها

    ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا



    فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً

    و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا



    هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي

    لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا



    فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ

    إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا



    كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ

    وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا



    يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ

    وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا



    فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ

    زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا



    وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ

    فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا



    يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ

    ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا



    يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟

    فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا



    دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي

    أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟



    أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم

    فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا



    وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا

    متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟



    سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً

    وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا



    وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً

    تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..



    هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني

    عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟



    وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ

    يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا



    أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟

    ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟



    شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً

    عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..



    تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا..

    من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا



    فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ

    فللخنى والغـواني كـلُّ ما وهبا



    وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ

    قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا



    وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ

    وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا



    إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي

    على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا



    يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ

    أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا



    ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟

    حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا



    وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ

    قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا



    يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ

    ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا



    من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ

    ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا



    حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي

    من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟



    الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها

    نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا



    لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ

    ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا

  7. #7
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الحب والبترول
    متى تفهمْ ؟

    متى يا سيّدي تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

    ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

    ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

    ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

    بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

    ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ

    وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ

    ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ

    متى تفهمْ ؟



    متى تفهمْ ؟

    بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

    ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

    وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

    وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

    بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

    وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

    أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

    ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

    تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

    تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

    متى تفهمْ ؟



    متى يا أيها المُتخمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

    بناركَ أو بجنَّاتكْ

    وأن كرامتي أكرمْ..

    منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

    وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

    أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

    ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

    متى تفهمْ ؟



    تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

    كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

    لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

    كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

    على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

    فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

    كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

    ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

    ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

    كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

    على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

    وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

    تغوصُ القدسُ في دمها..

    وأنتَ صريعُ شهواتكْ

    تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟

  8. #8
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    دكتوراه شرف في كيمياء الحجر

    يرمي حجراً..

    أو حجرينْ.

    يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ

    يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،

    ويأتينا..

    من غيرِ يدينْ..



    في لحظاتٍ..

    تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،

    ويولدُ وطنٌ في العينينْ

    في لحظاتٍ..

    تظهرُ حيفا.

    تظهرُ يافا.

    تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ

    تضيءُ القدسُ،

    كمئذنةٍ بين الشفتينْ..



    يرسمُ فرساً..

    من ياقوتِ الفجرِ..

    ويدخلُ..

    كالإسكندرِ ذي القرنينِ.

    يخلعُ أبوابَ التاريخِ،

    وينهي عصرَ الحشّاشينَ،

    ويقفلُ سوقَ القوَّادين،

    ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،

    ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،

    عن الكتفينْ..



    في لحظاتٍ..

    تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،

    يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..

    يرسمُ أرضاً في طبريّا

    يزرعُ فيها سنبلتينْ

    يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،

    يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،

    وفنجانينْ..

    وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،

    ويولدُ وطنٌ في العينينْ



    يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،

    وقد يرمي قمرينْ..

    يرمي قلماً.

    يرمي كتباً.

    يرمي حبراً.

    يرمي صمغاً.

    يرمي كرّاسات الرسمِ

    وفرشاةَ الألوانْ

    تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."

    وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.



    يسقطُ ولدٌ

    في لحظاتٍ..

    يولدُ آلافُ الصّبيانْ

    يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ

    في لحظاتٍ...

    يطلعُ قمرٌ من بيسانْ

    يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،

    يولدُ وطنٌ في العينين..



    ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..

    ويدخلُ في مملكةِ الماء.

    يفتحُ نفقاً آخرَ.

    يُبدعُ زمناً آخرَ.

    يكتبُ نصاً آخرَ.

    يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.

    يقتلُ لغةً مستهلكةً

    منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..

    يفتحُ ثقباً في القاموسِ،

    ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..

    وموتَ قصائدنا العصماءْ..



    يرمي حجراً.

    يبدأ وجهُ فلسطينٍ

    يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..

    يرمي الحجرَ الثاني

    تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ

    يرمي الحجرَ الثالثَ

    تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ

    يرمي الحجر العاشرَ

    حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..

    ويظهرُ نورُ الفجرْ..



    يرمي حجرَ الثورةِ

    حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ

    من فاشستِ العصرْ

    يرمي..

    يرمي..

    يرمي..

    حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ

    بيديهِ،

    ويرميها في البحرْ..



    تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:

    أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟

    أيُّ صبيٍّ؟

    هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟

    أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ

    هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟

    أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ

    فاضت من ورقِ القرآنْ؟



    يسألُ عنهُ العرَّافونَ.

    ويسألُ عته الصوفيّونَ.

    ويسألُ عنه البوذيّونَ.

    ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،

    ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.

    من هوَ هذا الولدُ الطالعُ

    مثلَ الخوخِ الأحمرِ..

    من شجرِ النسيانْ؟



    من هوَ هذا الولدُ الطافشُ

    من صورِ الأجدادِ..

    ومن كذبِ الأحفادِ..

    ومن سروالِ بني قحطانْ؟

    من هوَ هذا الولدُ الباحثُ

    عن أزهارِ الحبِّ..

    وعنْ شمسِ الإنسانْ؟

    من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..

    كآلهةِ اليونانْ؟



    يسألُ عنهُ المضطهدونَ..

    ويسألُ عنهُ المقموعونَ.

    ويسألُ عنه المنفيّونَ.

    وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.

    من هوَ هذا الآتي..

    من أوجاعِ الشمعِ..

    ومن كتبِ الرُّهبانْ؟



    من هوَ هذا الولدُ

    التبدأُ في عينيهِ..

    بداياتُ الأكوانْ؟

    من هوَ؟

    هذا الولدُ الزّارعُ

    قمحَ الثورةِ..

    في كلِّ مكانْ؟



    يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،

    ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.

    من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،

    ومن سوسِ الكلماتْ؟

    من هوَ؟

    هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..

    ومن لُغةِ الأمواتْ؟

    تسألُ صحفُ العالمِ،

    كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..

    يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟



    تسألُ صحفٌ في أمريكا

    كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،

    حيفاويٌّ،

    عكَّاويٌّ،

    نابلسيٌّ،

    يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،

    ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟

  9. #9
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    دعوة اصطياف للخامس من حزيران

    في الذكرى السنوية الخامسة لنكسة حزيران (يونيو) 1967





    1

    سنةٌ خامسةٌ.. تأتي إلينا

    حاملاً كيسكَ فوقَ الظهرِ، حافي القدمينْ

    وعلى وجهكَ أحزانُ السماواتِ، وأوجاعُ الحسينْ

    سنلاقيكَ على كلِّ المطاراتِ.. بباقاتِ الزهورْ

    وسنحسو –نخبَ تشريفكَ- أنهارَ الخمورْ

    سنغنّيكَ أغانينا..

    ونُلقي أكذبَ الأشعارِ ما بينَ يديكْ

    وستعتادُ علينا.. مثلما اعتدنا عليكْ..



    2

    نحنُ ندعوكَ لتصطافَ لدينا

    مثلَ كلِّ السائحينْ

    وسنعطيكَ جناحاً ملكياً

    لكَ جهزناهُ من خمسِ سنينْ

    سوفَ تستمتعُ بالليلِ.. وأضواء النيونْ

    وبرقصِ الجيركِ..

    والجازِ..

    وأفلامِ الشذوذْ..

    فهُنا.. لا نعرفُ الحزنَ.. ولا من يحزنونْ

    سوفَ تلقى في بلاديَ ما يسرُّكْ:

    شققاً مفروشةً للعاشقينْ

    وكؤوساً نُضّدت للشاربينْ

    وحريماً لأميرِ المؤمنين..

    فلماذا أنتَ مكسورُ الجناحْ؟

    أيها الزائرُ ذو الوجهِ الحزينْ

    ولدينا الماءُ.. والخضرةُ.. والبيضُ الملاحْ

    ونوادي الليلِ تبقى عندنا مفتوحةً حتى الصباحْ..

    فلماذا تتردّد؟

    سوفَ ننسيكَ فلسطينَ..

    ونستأصلُ من عينيكَ أشجارَ الدموعْ

    وسنُلغي سورةَ (الرحمن).. و(الفتح)..

    ونغتالُ يسوعْ..

    وسنُعطيكَ جوازاً عربياً..

    شُطبتْ منهُ عباراتُ الرجوعْ...



    3

    سنةٌ خامسةٌ..

    سادسةٌ..

    عاشرةٌ..

    ما تهمُّ السنواتْ؟

    إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ

    ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ

    كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ..

    ومن قدْ ماتَ ماتْ..

    ما تهمُّ السنواتْ؟

    نحنُ أعددنا المناديلَ، وهيأنا الأكاليلَ،

    وألفنا جميعَ الكلماتْ

    ونحتنا، قبلَ أسبوعٍ، رخامَ الشاهداتْ

    أيها الشرقُ الذي يأكلُ أوراقَ البلاغاتْ..

    ويمشي –كخروفٍ- خلفَ كلِّ اللافتاتْ

    أيها الشرقُ الذي يكتبُ أسماءَ ضحاياهْ..

    على وجهِ المرايا..

    وبطونِ الراقصاتْ..

    ما تهمُّ السنوات؟

    ما تهمُّ السنوات؟

  10. #10
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    هجم النفط مثل ذئب علينا

    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ



    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

    ونارُ التغييرِ في عينيهِ



    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ



    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ



    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

    فأتى ماشياً على جفنيهِ



    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ



    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ


    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

    فارتمينا قتلى على نعليهِ


    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ


    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ



    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ



    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ







    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

    حاملاً موتهُ على كتفيهِ



    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟



    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ



    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ



    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟



    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...





    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ



    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ



    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ



    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الوجه الحقيقي لنزار قباني
    بواسطة إبراهيم بهانة في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 14-05-2009, 04:28 PM
  2. قصائد لنزار قباني ممنوع عرضها
    بواسطة سالى عبدالعزيز في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-02-2009, 11:14 PM
  3. جريمة شرف
    بواسطة ركاد خليل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 30-01-2009, 12:49 PM
  4. كلّ عام: لنزار قباني
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-11-2007, 01:27 AM
  5. في طبعك التمثيل ( قصيدة أعجبتني لنزار قباني )
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-12-2004, 10:08 PM