المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
قرأت هنا حرفا باهرا يقدم لنا شاعرا ماهرا وأداء مدهشا في صوره مبهرا في تراكيبه فلا فض فوك ، وأهلا ومرحبا بك هنا في واحة الخير والحق والجمال بين النخبة المصطفاة من أدباء وشعراء الأمة في هذا الزمان.
هي قصيدة مميزة جدا لشاعر يحمل كل مقومات الإبداع والألق ، وشاعر قادر على التعبير عما يريد بلغة راقية وأداء شعري متمكن وحرفة واضحة!
فـــمـــنـــي تــــرقـــــى الـــعـــارفـــون بـعــشــقــهــم
وفــــــــــي تـــــرقــــــى الــعـــاشـــقـــون لــغـــايـــاتـــي
أنـــــا أول الـنــايــات فــــــي نـــبـــرة الأســــــى
وأصــدقــهـــا حــتــمـــا مــهــوســـا بـبــحــاتــي
أتـــيــــتــــك لـــــمــــــا حــدثـــتـــنـــي حـــكـــايـــتـــي
بـكــل مـقـامـات الـــرؤى فــــي امـتـداداتــي
فــكــم ســخــروا دهــــرا بــرؤيــاي ويـحــهــم
وفــــــي الـــجـــب ألــقــونــي ألــــــوك مـنـامــاتــي
ومــــــن يــــــد نـــخـــاس إلــــــى قـــصـــر مــحــنــة
تلـقـفـنـي مــــن حــيــث تــؤتــى الـغــوايــات
الله الله الله!
هي قطاف واحد من بستان كبير من الأجمل وإن كان هناك ما هو جميل ورائع!
ولعلني وأنا أشعر بثمل الحرف هنا أجدني أتوقف عن طول القصيدة الذي يحسب لك من جانب وعلى النص من جانب آخر خصوصا أن العديد من الصور أو أدوات الصور تكررت عدة مرات ، وهناك تكرار عديد للمفردات سواء أكان في القافية أو في حشو القصيدة مما أراه لم يكن لصالح القصيدة ولو كان هناك بعض تكثيف وتجنب للتكرار لبلغت مدارا أعلى في الذائقة!
هذا وقد كان استوقفني في النص بعض أمور لعل من أهمها:
فــأعــبــر عـــمـــري فــــــي تــهــاويــس تــربــتـــي
وأقــصـــى مـــــداه مـــــن ســـــراب الــمــفــازاة
مفازة ... مفازات (ولا أحسبها إلا سهوا من شاعر بقامتك!)
يـــطـــاردنـــي ظـــــلـــــي أســابـــــق خـطـــــوه
ومــا قــد وصـلـت الآن حــد النـهـايـات
طالما طاردك الظل وهي صورة مميزة فكان أجمل أن لا تتبعه بالمسابقة بل بالسبق ليضيف للمعنى بعدا جميلا ويقوي السبك بالعطف "يطاردتي ظلي فأسبق خطوتي".
والحد هو الحاجز الفاصل بين الشيئن ومنتهى الشيء ، ولذا لك أستسغ كثيرا قولك حد النهايات باعتبار التشابه في الدور والمعنى في عمومه ، ومثلك أتوقع منه أن يأتي بمفردة تضيف بعدا جديدا للمعنى أو أن تتجنب التكرار وتحسن السبك كأن تقول:
يـطـــاردنـي ظــلــي فأسبـــق خـطـــــوه
ومــا أوصـلـتني بالنهــــى للنـهـايـــــات
وأزمـــنـــتـــي تــاهــت بـــلا قـــــدر ولـــــم
تعـشـب تـلاويــح الـهــوى فـــي مـسـاءاتـي
المساءات جمع المساءة لا المساء.
تــشــابــهـــت الـــدنـــيـــا تـــــوحـــــد نـــاســـهــــا
وشــــاهــــت خــــصــــال تـــمـــيـــز أصــــواتـــــي
في العجز كسر عروضي ، ربما سقط منه لا ، " وشاهت خصال لا تميز أصواتي"
تقديري