في السابق كان الشعب العراقي يعيش بأشبه ما يكون بنظام المزرعة أما الأن , وفي زمن ما يسميه هؤلاء(( التحرير !!!)) فأصبح الشعب العراقي يعيش بأشبه ما يكون بالعبودية التي كانت جزء لا يتجزء من النظام الأمريكي في القرنين الثامن والتاسع عشر والتي يديرها الأقطاعي الأمريكي , و كلنا يتذكر قبل الغزو الهمجي , والبربري على بلاد الرافدين أطلق مجموعة من اللصوص , وقطاع الطرق , والمنبوذين , والذين كانوا من المستفيدين من عطايا النظام السابق بصورة أو بأخرى , أو من المنظرين لأفكاره , والذين أختلفوا معه حول تقسيم الغنائم , والمناصب بالدرجة الأولى , ما يوصف حينها , وتم تسميته بالمعارضة العراقية حيث النشأة , والتأسيس , والتمويل , تحت وصايا المخابرات الأمريكية , والبريطانية , قيامهم بأطلاق شعارات جوفاء ليس فيها أي مضمون سوى في مخيلتهم المريضة, بأن الديمقراطية , والحرية , والرخاء قادمة للشعب العراقي لامحالة مع الغزو (( التحرير !!! )) , وأقل ما توصف مثل هذه الترهات بأنها تنطلق من دافع من الغباء , والسذاجة المفرطة من قبل عقولهم المريضة , والمسمين أنفسهم حينها بالمعارضة العراقية ضد النظام المخلوع , بل على العكس من ذالك راح البعض منهم يصرح علنآ بأن على الولايات المتحدة بناء قواعد عسكرية دائمية في العراق, وعندما أنتهت مدة صلاحيته , وأتخاذه كحصان طروادة , ورميه بأقرب منعطف على الطريق , يجر خيبته من ولي نعمته في السابق , والموجود في المنطقة الخضراء , حاله حال أي سيرة عميل , وخائن لبلاده , هذا مايسجله التاريخ لنا في كل الأزمنة والعصور , أذآ المسألة ببساطة ليست كما يصورها هؤلاء كتاتيب الأحتلال , ويحاولون تصديرها من المنطقة الخضراء بمنشوراتهم التي تملئ عليهم , وبعض هؤلاء الكتاتيب يتواجدون في الدول الغربية , , التي يتواجدون فيها , ونرى في الأونة الأخيرة الغياب الواضح في ما يكتبون , وفي ما يتعلق بالتحديد, حول برامج حقوق الأنسان , وتوزيع الثروات بين أفراد المجتمع الواحد , بصورة عادلة , والرفاهية , والقضاء على الجهل , والأمية , والمرض , وتحسين الأوضاع المعيشية في مختلف مجالات الحياة بالنسبة للأنسان العراقي المشغول بتوفير لقمة العيش , وخصوصآ بعد الصدمة الرهيبة التي أحدثتها , قضية سجن أبو غريب سيئ السمعة والصيت في عهد النظام السابق , أو في عهد الأحتلال الحالي , وما جرى من الكشف لجميع هذه الأكاذيب التي تنشر عبر مواقع الأحتلال الأمريكية (( العراقية ؟؟؟ )) , والممولة من قبلهم . وأذا أخذنا صورة من الواقع العراقي الذي يعيشه المجتمع في ظل الأحتلال , حيث يصف لنا الجندي جيريمي هينزمان البالغ من العمر 26 عامآ , والذي ينتمي إلى الفرقة 82 الأمريكية المجولقة, وخدم كذالك في أفغانستان , لسلطات الهجرة الكندية , كيف أنه في نيسان 2003, وفي حاجز, وعند نقطة تفتيش على أطراف بغداد الشمالية, أنهم قتلوا خلال يومين فقط , ثلاثين عراقيآ لمجرد الأشتباه , ولكن عندما تم تفتيش السيارات المستهدفة بنيران أسلحتهم تبين بعد ذلك , أن من كان بداخلها , ليس سوى أبرياء فقراء , ولم يكتشف جنود السيطرة العسكرية , أي أدلة تثبت عن وجود أرهابيين , أو أسلحة , أو أي مواد متفجرة قد تستعمل ضدهم , ويضيف في حديثه كذالك أنه شاهد جنودآ يقتلون أربعة متظاهرين عزل بدون أن يكون من الطرف الأخر أي عملية تشير إلى قيامهم بشئ غير عادي , أو مريب , وأنما كانوا يعبرون فقط عن غضبهم من أحتلال بلدهم , بواسطة الهتافات عن عمليات جنودنا , والتنكيل بأهلهم , هكذا ينقل الجندي الأمريكي جيريمي صورة عن الواقع الذي يعيشه العراقيين في ظل الأحتلال , وهي صورة واضحة من مئات , أن لم نقل ألاف الصور المشابهة , والمماثلة لها ببشاعتها , والتي تجري يوميآ , وبصورة طبيعية من قبل قوات الأحتلال في جميع مناطق العراق , وهو ما يحاول هؤلاء كتاتيب الأحتلال التعتيم عليه , بل على العكس , وصل الأمر من هؤلاء إلى تبرئة مثل هذه الأفعال الأجرامية , وبحجة أقبح من الذنب , بأن مثل هذه الأحداث تجري في العراق في زمن النظام المخلوع , ونسوا هؤلاء الشعارات التي تم رفعها قبل الغزو حول الديمقراطية المزعومة , والحرية بالحديث , والمظاهرات ,(( على ذكر المظاهرات كلنا يتذكر المظاهرات السلمية التي خرجت من قبل التيار الصدري المقاوم للتنديد بغلق جريدة الحوزة الناطقة , ورأينا كيف أستقبلتها قوات الأحتلال النازية بالرصاص الحي , وقتل أعداد منهم نتيجة لتعبير عن رأيهم )) , هكذا يتم تقبل الرأي الأخر من قبل قوات الأحتلال , وعبيده , أذآ المسألة ليست كما يصورها هؤلاء , ولكن المسألة هي فرض سياسات الدول الأستعمارية في زمن العولمة الأمريكية , وأذا أنتقلنا من داخل العراق إلى الدول العربية الأخرى , نرى الصورة , أكثر وضوح , وشمولية , و دعونا نستعرض بما جاء في صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان عريض (( إدارة بوش تتستر على مؤامرات القذافي )) , حيث كشف الصحفي الأمريكي دايفيد إجنيتش في مقال نشرته الصحيفة أعلاه ، عن أن الإدارة الأمريكية تتستر على تآمرات العقيد معمر القذافي فيما يتعلق بتدبيره مؤامرة إغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز , وقارن الكاتب الأمريكي في مقاله بين ما كان يعده القذافي , وتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش , ونائبه ديك تشيني ، حول سعي ليبيا لإنهاء مساعيها لإنتاج الأسلحة النووية، ومبادرة القذافي بإعلان إستعداده لتسليم ما يمتلكه من مواد نووية للولايات المتحدة "وتم ذلك فعلاً" حسبما قال ديك تشيني ,.
ويضيف الكاتب الأمريكي أنه "في نوفمبر 2003، وبينما كان كبار المسؤولين الليبيين في تفاوض مع دبلوماسيين أمريكيين , وبريطانيين حول تفاصيل تخلي ليبيا عن الإرهاب الدولي، على حد زعمهم، كانت عناصر ليبية تجند فريق إغتيال لإستهداف , ولي العهد السعودي الأمير عبدالله , وزعزعة الاستقرار في تلك المملكة النفطية. ولو كتب لتلك المؤامرة أن تنجح لكانت لها نتائج كارثية على الاقتصاد العالمي".
ونقل الكاتب عن الخبير في الشؤون الليبية هنري شولر قوله إن "الإدارة متورطة في عملية لإخفاء الحقائق
ويخلص الكاتب بعد أن عدد خطوات مؤامرة الإغتيال , وتورط عبدالرحمن العمودي فيها، وعدد ممن يطلقون على أنفسهم أسم المعارضة، إلى القول إن إدارة بوش عنفت القذافي بطريقة غير معلنة حول هذه المؤامرة الإرهابية، وذلك في نفس الوقت الذي كانت الإدارة تكيل في العلن المديح للنظام الليبي كنموذج متألق لنجاح حملتها على الإرهاب , بل على العكس غض الطرف حتى عن حقوق الأنسان الليبي , وأصبح الحديث عن حقوق هذا الأنسان المجهول في غياهب السجون , والمعتقلات , من قبل الأدارة الأمريكية نوع من الترف ليس ألا , ولم يتم ذكرها بعد هذا الأستسلام , والأنبطاح التاريخي لمثل هذه الأنظمة العربية , وهو النظام الذي لايقل جريمة , وبشاعة , ووحشية عن النظام صدام السابق في مجال حقوق الأنسان , وخصوصآ أن الدول العربية تشتهر بسجونها السرية والعلنية أكثر من شهرتها في بناء المساكن للمشردين من رعاياها , سواء أكان داخل بلده , أو خارجه , حيث الأف السجناء ما يزالون تحت الأرض , وفي أقبية السجون , فأين ديمقراطيتهم المزعومة التي يتكلمون عنها في كل هذا الذي يجري . وحدث أخر يسترعي منا الأهتمام , والوقوف عنده حدث خلال الأيام القليلة الماضية حول نشر الديمقراطية الأمريكية المزعومة في العالم العربي على الرغم بأن معظم الأنظمة العربية الدكتاتورية هي الأن تحت مظلة الحماية الأمريكية بصورة أو بأخرى , حيث نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرآ مفصل جاء ببعض منه إن الأمم المتحدة (( أنظر كيف تكون ديمقراطيتهم أيها القارئ )) عرقلة نشر دراسة عن الحريات , وحقوق الأنسان في العالم العربي بسبب ضغوط من الولايات المتحدة , والسبب بذلك هو أن الدراسة تنتقد إحتلال الولايات المتحدة للعراق , وكذالك إلى الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة , حيث هددت الولايات المتحدة بقطع مساعداتها المالية عن برنامج التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة أذا نشرت هذه الدراسة , وخصوصآ أن الدراسة قدمت من علماء , وخبراء في علم الأجتماع المعتمدين في الأمم المتحدة , ومن جميع الدول المشاركة , ويضيف الدكتور "محمد نور فرحات" أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق المسؤول عن الجانب القانوني , والموقف من الحريات العامة في التقرير.. كشف من جانبه أن الأعتراض الأمريكي على التقرير جاء "نتيجة ما رصدناه من إنعكاسات سلبية على الحريات العامة في الدول العربية بسبب الأحتلال الأمريكي للعراق، فضلآ عن التنديد الشديد في التقرير بالممارسات العنصرية لقوات الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني". وأشار إلى أن المشرفين على التقرير رفضوا كل الضغوط لتعديل موقفهم من الإحتلال في كل من العراق وفلسطين.
وأعتبر أن موقف الولايات المتحدة من التقرير "يكشف أمام الرأي العام العربي والعالمي مدى زيف إدعاءاتها بشأن الإصلاح , ونشر الديمقراطية في العالم العربي , بل ويعد الموقف الأمريكي محفزًا للحكومات العربية للمضي قدما نحو مزيد من القمع للحريات العامة، ومحاصرة الأصوات المطالبة بالإصلاح , والتداول السلمي للسلطة . هكذا أيها القارئ العراقي والعربي أنظر كيف تريد الولايات المتحدة أن تقوم بنشر ديمقراطيتها المزعومة في العراق , وعالمنا العربي الكبير من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي , ويساعدها في ذلك الشئ المشؤوم , مع الأسف مجموعة من الذين يتسمون بالمثقفين العرب الجدد , فأي ديمقراطية هذه التي تأتي بمزيد من التعذيب , وأنشاء السجون السرية , والمعتقلات , والتي تم أعدادها خصيصآ لغرض قمع كل صوت مقاوم يحاول رفض مثل هذه الهيمنة الخبيثة , والدنيئة, و التي لاتأتي بغير الدمار, والخراب والموت لكل صوت معارض ...
طيب الله أوقاتكم