مسكٌ ترابك والدروب جنانُ
والماء يشمخ في الذرا ريّانُ
ونسائم العود العتيق هواؤها
عبق, يذعذع في الجوى فتّانُ
سحرٌ بهاؤك يا دمشقُ وغامضٌ
في بحر حسنك يورق المرجانُ
يادرّة البلدان مثلك ما رأت
عينٌ. ولا سمعت بها أذنانُ
عاث السفيه بطهر خدرك وادّعا
أن المجوس لقومنا أختانُ
صعلوكنا قذرٌ, تأبّط خسّة ً
جلفٌ تمرّغ في الخنا وجبانُ
هو من موالي الغرب لا من صلبها
وجه اللقيطة , ماله عنوان
أسداً تسمى بافتراء ٍواضحٍ
عين الحقيقة أنّه ظربانُ
عتبات جلّق أقفرت من حقده
بأوار لؤمه أُشعلت لبنانُ
حرباً على الإسلام أعلنها فتىً
من نسل ملجم , حاقدٌ خوانُ
يا عروة الإقدام عبْسك دمّرتْ
وبكت على أطلالها غطفانُ
سلمى تئن وتستغيث رجالها
ليلى تنوح و دمعها ظمآنُ
روح الهزيمة تعتلي إخفاقنا
المتن جبنٌ , والنكوص حصانُ
الناس ترمى في القليب جهارةً
القتل طاغ, والشهود عيانُ
عدد الرمال أتوب من عربيّتي
إن عشعشت بديارنا ساسانُ
من لي بأمثال السليك ضراوة
شَجِع ٍ تلوذ بدرعه العقبانُ
من لي بقوم لا يضام جليسهم
نُمُرٌ نهاراً , في الدّجا رهبانُ
ذي قار أنسانا الحقير ترابها
ونفى بلؤم في المدى شيبانُ
عتبي على شمّ الأنوف , ألومها
كسرى يصول بساحنا جذلانُ
يا صرخة القعقاع ما بحلوقنا
صوت يجلجل في الورى غضبانُ
الدّير دمّرت المجوس بيوتها
ونعت حشاشة نفسها حورانُ
حمص العديّة أحرقت أبوابها
رقدت بصحن قبابها الغربان
حلب القلاع تستغيث سواعدا
كلت وأوهن عزمها الحدثانُ
جرز اللسان الحر في أفواهنا
سرج المنابر تمتطي الُعبْدانُ