بسم الله الرحمن الرحيم
عدْ يا حبيب
عُدْ يا حبيبُ ولا تغادرنا
روضُ المسرة يا حبيب جَنا
انظر حواليك تلقى الأنس منسكبا
في كل رابية فيها... فأنت أنا
في هذه الربوة الفيحاء مولدنا
والعيش بين مغانيها ألذُّ لنا
أنتَ الفؤاد فكيف تهجرنا
لو غبتَ عنا فما جدو البقاء هنا
طبْ هاهنا ودع الترحال هل بقيتْ
إلا المحبة يطوي أنسُها الحزنا
رفقا بقلبي لا تهدم مباهجه
فالروح لو ضاقت الدنيا لكم سكنا
هذي مشاعرنا تشدو بحبِّكُمُ
والقلب مُذْ رامَكُمْ يحسو الهوى مِننا
قد طابَ مذْ نظرتْ عيناه طلعتُكم
وتاه في جذل بين الربا وجِنا
لا تتركوا ظله الفينان منفردا
إن الفؤاد إذا غادرتمُ وهِنا
مازال يرسل من أفيائه شجناً
فهل يدوم له من نائيكم شجنا
أنتم مسرته العظما ومورده
لا ترحلوا فيعاني الآهَ والإحَنا
إن ترحلوا رحلتْ أشواقه معكم
وإن تقيموا فظل وارف وهنا
تحلو الحياة إذا ما رفَّ طيفكمُ
وتنتشي فرحاً لو غيثكم هَتنَا
لله ما غرد العصفور مُبتهجا
من غير حب ولا هزَّ الفؤاد منىَ
إلا بقرب الذي تشدو الوهاد له
وتحتفي طربا لو زارنا ودنا
إن الحياة إذا طبتم تطيب لنا
متى يراكم فؤادي خوفه سكنا
طابت بقربكمُ الأيام وابتسمتْ
لنا الحياة وأضحى روضنا فنِنا
كم نجتني الكرمَ رطبا في رحابكمُ
من ذا سيقطف من روض الفراق جَنا
لا يفجع العاشقَ الموصولَ غير نوىً
من شدة الخوف يملأ خافقيه ضنا
هل يثمرُ الكرمْ لو غاب السقاء وهلْ
يَسْتعذبُ الماءَ ظمأنٌ وقد أسنا
هذي سواعدنا تمتد طالبة
دفئ الحنان ويرنو طرفها وسنا
ترنو كريمٍ رؤومٍ طرفها حور
فأعين الغادةِ البيضاء شبَّ هنا
قد هام قلب فتىً في حسن طلعتها
وباع من أجلها الأرياف والمدنا
فكيف يا قلب ترضى أن تفارقنا
بعد الوصال وقد أنستنا زمنا
من يهجر الظل ضوء الشمس يحرقه
و يتقي لفحات الشمس من سكنا
هائل الصرمي