على حين صمتِ الغريقِ إذا ما تعدّى حدودَ النّجاة
يسارِعُ صوتُ الصّغارِ يغيبُ
أغيبُ
و ياريحُ
مَنْ ذَا تليهِ الدّرُوبُ؟
يُتابِعُنِي دربُ هذا المساءْ
يُغادِرُ خلفي
مشى حافِيا
و أدمَي يديهِ
وَ قَدَمَاً يمينا
تعثّرَ عند المطبِّ القريبِ
كَمَنْ لا يتوهُ المغيبْ
وحين همَمْتُ الرُّجوعَ
استوى واقِفا
وسدَّ المنافِذَ بالوسوساتْ
فيا وسوساتُ
سألتُ الكثيرَ عن البابِ
حين يُسَدُّ
ومفتاحُهُ لا يَسُدُّ الرَّمَقْ
فقالوا بأنّ الّذي لايُفَتَّحْ
هوَ النّافذةْ
و قالوا بأنّ النّوافذْ
زُجاجٌ يُطيلُ اختناقَ الغريقِ الّذي صمتُهُ حارِقٌ
باردٌ صوتُهُ
مائلٌ موتُهُ لاحمرارِ الغَسَقْ
كأنّ المدَى يانوافِذُ
خيطُ قراءةْ
أؤطّرُ أينَا وصلتُ بِهِ
فتموتُ السّطورُ عن البوحِ
تُرزَقُ طفلا يتيمَ المُحيّا
يصرُخُ دونَ هواءٍ
و ينفَقُ دونَ ورقْ
فيا نهنهاتُ انحنينَ
لأنَّ الدّروبَ استواءُ انحناءٍ
انحناءُ استواءٍ
على المُفترقْ
أعودُ أغيبُ
تغيبُ الدّروبُ ورَائي
ولا عَوْدَ يروي انحنائي
لأنّ النّوافذَ بابٌ
وبابُ الرّجوعِ استحال جدارا
وعادَ احترقْ..!!
عبلة الزّغاميم
3.4.2013