أَمِطِ السَّرَابَ بِمَا لَدَيكَ
مِنَ الرُّؤَى ..
سَرْبِلْ لِدَرْبِكَ نَجْمَةً
كَيْ تَسْتَدِلَّ بهَا الخُطَى
لا تَسْتَظِلَّ بتُرَّهَاتِ التَّائِهِينْ
نَقِّبْ عَنِ النَّجْمِ الَّذِي ..
قَدْ أسْقَطَتْهُ
مِنَ السَّمَاءِ قَوَافِلٌ
شَاخَتْ خُطَاهَا فِي دُرُوبِ
الشَّارِدِينْ
أذِّنْ هُنَا ..
واجْمَعُ شَتَاتَ الرَّاحِلِينَ
بلا إمَامٍ للرَّدَى ..
أقِمِ الحَيَاةَ وأُمّهُمْ ..
ثُمَّ انْطَلِقْ
إنَّ الحَيَاةَ إذَا اسْتَقَامَتْ تأتَلِقْ
اللهُ حَقٌّ
لَمْ يُضَوِّعْ بالجَمَالِ صَحَائِفَاً
إلا وَشَقَّ القَائِمُونَ ظَلامَهُمْ
بالمِسْكِ دَرْبَاً للأُفُقْ
فَافْرِدْ شِرَاعَكَ يَا إمَامُ
وَوَلِّ وَجْهَكَ لِلرَّجَا
أَقِمِ الجَمَالَ مِن امْتِعَاضِكَ
لِلْغَسَقْ
صَوِّبْ سِهَامَكَ
فِي الأمَانِيْ المًعْتِمَةْ
حَتَّامَ تَرْفَلُ ظُلْمَةٌ
وَضِيَاءُ قَلْبِكَ سَيِّدٌ
يُثْنِيْ الظَّلامَ
إذَا أرَادَ لِيُؤلِمَهْ
فِرْدَوْسُ رَوْحِكَ يَا نَقِيُّ
هُوَ الحَقِيقَةُ وَحْدَهُ
كُلٌّ عَدَاهُ تَوَهُّمٌ
سُبْحَانَ مَنْ حَفَظَ الضِّيَاءَ
بمُقْلَتَيْكَ وَسَلَّمَهْ
إزْرَعْ بكَفِّكَ لِلدُّنَى
حُبَّـاً يَقِيكَ
مِن احْتِدَامٍ لِلضَّنَى
واحْصُدْ بأخْراكَ الجَمَالَ
وَقُلْ لِمَنْ سَفَكُوكَ دَهْرَاً
هَا أنَا
إنِّي عَلَى شَرَفِ التَّضَوُّعِ
بَلْسَمٌ
أسْقِي الفُصُولَ
بمَا لَدَيَّ مِنَ المُنَى
وَأُرِيقُ كُلَّ غَمَائِمِ الأشْوَاقِ
شَهْدَاً
تَسْتَقِيْ مِنْهُ القُلُوبُ السَّوْسَنا
لا صَيْف بَعْدَ الآنَ
يُرْهِقُ طِفْلَةً للآهِ
قَدْ شَبَّ الخَرِيفُ بغُصْنِهَا
وَتَمَكَّنَا
يَا كُلَّ أرْصِفَةِ الوَدَاعِ تَبَسَّمِي
عِنْدَ الرَّحِيلِ فَرُبَّمَا
يَقْتَاتُ مِنْ ألَقِ الثَّنَايَا أنْجُمَهْ
ضُمِّي أكُفَّ الرَّاحِلِينَ برِقَّةٍ
وَاسْتَأمِنِي هَذَا الإمَامُ
فَلَنْ يَضِلَّ مُسَافِرٌ
وَدَلِيلُهُ حُبٌّ هَدَاهُ وَألْهَمَهْ
أحمد البرعي