نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


معانات كلماتي

هناك كانت معاناة كلماتي الضائعة التي لم تجد في يوم من الأيام من يحملها إلى عالمها فبقت رهينة قلم لم يرحم معاناتها ، ولم يشفق حتى على دموعها فولت أحلامها أدراج الرياح ، ساعتها سافرت عيناي نحو الأفق البعيد لتخط وصمات الصمت على محياها وتطبقها على شفتاها ، في تلك اللحظة لم أشعر بنفسي إلا كطائر يغادر وكره هرباً من هموم الحياة ، وتوقاً إلى مدارج الرفعة الزائفة التي تراها عيناي ملاذ دمع يبحث عن مسيره ....
ربما تحلم كلماتي بالطيران مثل ذلك الطائر وتسافر برهة من الزمن لا ترى فيها نفسها إلا ملاكاً حباً ووفاء، أطرقت أفكر أين هي المحبة وأين هو الوفاء ؟! في زمن تكالبت فيها المصالح وتشابكت أصابع الأنانية لتحيك أردية ترميها على عشاقها ممن صنعتهم الحياة عبيد للمادة ، تراكمت أفكار غريبة في رأسي لم أدرك غرابتها إلا عندما تخيلت ملامح وجه مجهول كان في يوم من الأيام ينبوعاً خيرِ ارتشفت منه شفتاي الشهد وارتوت منه روحي العذب من الكلمات لكن أين هي تلك الكلمات ؟! .. لقد تركتني ورحلت ومع رحيلها لم تدرك معاناة كلماتي معها فماذا أفعل ؟! والعين دامية تبكي والقلب مسكين يشكى ، والبسمة مرآها يمحى شيئاً فشيئاً ليذهب ذلك الوجه مع خيوط المساء ويشهد مع رحيله تراتيل حزينة عزفتها أغصان النخيل الذابلة لتقضي بحفيفها على ما تبقى فيها من أرواح ..