الإبداع والتمرد فيه : -

قيل أن المبدعين متمردين و تركت الكلمة ليغني فيها كل على ليلاه دون تعريف دقيق يريح الناس من التفكير والتحليل والإستنباط، فكانت النتيجة لذلك غير الحقيقة التي هي هدف كل منصف، وراحة كل عقل باحث عن الصواب، لكن الغريب في الأمر هو أن كل من غنى على ليلاه في هذا الموضوع يظهر إصراراً و كأنه يمتلك الحقيقة المطلقة التي لا شية فيها، و المعظم يرى أن المبدعين عليهم أن يخرجوا عن كل ما هو متعارف عليه من أخلاق حميدة و دين و منطق سليم ، و عليهم أن يرفضوا كل شييء حتى يصلوا إلى الإبداع.
ليس الإبداع و التمرد فيه على النحو السابق أبداً، فالتمرد يكون على قبول الأفكار المسبقة مثل مقولة العالم المميز أينشتاين " المخيلة أهم من المعرف " ، فالمعظم قبل بالمقولة على ما هي عليه و كما جائت ولم يفكروا أبداً بأن هذه المقولة موجهة للعلماء و أصحاب المعرفة، حتى يصلوا للإبداع فإن عليهم أن يستخدموا مخيلتهم و يتوقفوا قليلاً عن السعي وراء المزيد من المعرفة، و ظنوا أن المخيلة فقط توصل إلى الإبداع و إلى المعرفة أيضاً، و هناك غير هذه المقولة قد قبلت كما نشرت، دون بحث و تفكير و تمحيص. و هنا يأتي التمرد على الفكرة المنشورة إما ليوضحها أو ليصححها أو ليثبت أنها غير صحيحة، للإبداع مكونات هي و بحسب الترتيب: المعرفة ثم المخيلة و دقة الملاحظة والذاكرة القوية الفاعله " وهي الأهم " أعني الذاكرة من حيث الترتيب.
أتمنى أن نغني جميعاً على ليلى العلم والمعرفة والفهم الصحيح الصادق الثاقب الواضح والموضح لما نقرأه و نكتبه و ننشره للناس، و نسعى لإيصال الكلمة المفيدة لهم و بطريقة سهلة ميسّرة لا لبس فيها.
باسم سعيد خورما