الشبح
(ق.ق.ج)
التقيا بعد الفراق في مكانهما المفضل، حيث العتمة والضوء الخافت ، كوخ يتنفس دخان كراهية تنفثها أنفوهم مع الزفرات.
كلاهما يزعم أنه المنتصر؛ يتفاخران بذبح النور على أعتاب الفجر ومصافحة الشيطان بلا أجر ، يحدق كل في وجه الاخر؛ كلانا قبيحان قال الأول ، رد عليه الثاني ولكني أبدو أكثر قبحا منك..
- كيف وكلانا يغتال الفضيلة ويفتض بكارة الصدق ؟
- أنا أقبح منك لأني كنت أنسج خيوط الشمس قلائد، وأنثر عبق الورد في الحقول ، وأسقي البراءة للطفولة وأعلمها معنى الحب، استبدلت الدقيق الأبيض بالرخيص الأسود..
- تستحق الأفضل فعلا، أما أنا فكنت أمثل دور البلبل ولما فشلت دخلت أمتحان الغراب ونجحت.
لما حل الفجر نهض الإثنان احتضنا بعضهما ، خرجا من كوخهما دخلا شق الأرض، شبحان أسودان.
محمد مشعل : 11-4-2013