هبْ أنّي غيبْتُك
فأنت فيّ حضرةٌ مخضرّة
ترحل إليّ
حاملا كلّ المسافات
و أنت في خاطري
قبل وصول الغياب حضور
....
هي لغة الغياب
رحلة تقتل صحرائي عطشا
و سراب الحضور
يتلألأ من شرفة الغيب
كضوء عجنته العيون
و يلّفته عتمات الانتظار
....
ان كانت الريح مغزلي
نسجت طيلسان الوجع الاخضر
و مشيت كلّ مسافات الشوق
حافي الصوت
منحني الروح
يثملني نبيذ مسائيّ
... هي إذًا ترتقي
أعالي لهفتي
سينزل مطرها المستخفي
فوق جديب الموسم
..و ساحرة
تلهث حنجرتي لفضّ أسرارها
و لا شيء يُهمس
و لا نزيف صوت
كأنّها خلقتْ من سراب
سأظلّ أرسم جرحها
على نبضات الفجر