أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الــمنهــــج الجـــمالــي رؤية نـــقـدية

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي الــمنهــــج الجـــمالــي رؤية نـــقـدية

    المنهج الجمالي رؤية نقدية
    أ. محمد عبد المجيد الصاوي
    قدم البحث ضمن مساقات متطلبات برنامج الماجستير قسم اللغة العربية كلية الأاب في الجامعة الاسلامية .
    " مارس - 2012 "
    الباب الأول
    مسيرة فلسفة الجمال
    الفصل الأول
    النشأة والبذور
    " العصر الطفولي "
    النشأة والبذور
    " العصر الطفولي "
    أطلقت هذه التسمية على علم الجمال عندما كان الإنسان بكر التفكير وذلك في عصر سقراط الذي يعد منشئ العلم وعلى يديه تأسس هذا العلم , ثم جاء أفلاطون تلميذه وأرسى القواعد المكينة لهذا العلم راسما المقاييس السليمة له
    سقراط : 470 – 399 " ق . م "
    دعا سقراط إلى بلوغ جمال الروح الجوهري والتي تختفي وراء أغشية الجسد , فالجمال لديه صفة ملازمة لألف شيء وشيء فالناس والخيول والألبسة أشياء جميلة ولكن الجمال هو جمال الذات.
    فالجمال لديه مثالي نسبي وأهم مبادئه الفلسفية في الجمال تدور حول ذلك , فقد أخضع الجمال لمبدأ الغائية ( النفعية ) فالشيء الجميل حتى يوصف بالجمال لابد أن يكون نافعا على نحو ما بشرط أن يكون موجها للخير والقيم الأخلاقية العليا , فالجمال لابد أن يحقق من وجهة نظر سقراط هدفا وغاية سامية تكشف عن تلك القيم مؤكدا على دور الفن في بناء مجتمع فاضل.
    أفلاطون : 247- 374 " ق . م "
    كما سبق واشرنا إلى أن أفلاطون كان راسماً لمقاييس الجمال مرسياً لقواعده فقيمة الجمالية اعتمدها أكثر فلاسفة اليونان من بعده , وتأثر بها فلاسفة الجمال في عصر النهضة داعين إلى العودة إلى تلك الفلسفة الجمالية.
    فكانت أفكاره الجمالية تمهيدا لما سيعرف على يد ( بومجارتن ) بعلم " الاستطيقا "
    يرى أفلاطون أن ما ندركه بحسنا يعكس عالم الصور الخالصة وهو عالم الحق والخير والجمال الذي يتجاوز مدركاتنا المحسوسة إلى مجال المعقول .
    فالأخلاق والإعمال والفضائل ليست إلا محاكاة لما تعلمه الإنسان قبل هبوطه من عالم الروحي إلى جسده المادي.
    فالمحاكاة لديه هي محاكاة عالم المثل المجرد من صور الحس , الفن الجميل لديه هو الفن المجرد من نظم الحس التي نستلمها بحواسنا .
    ويرى البعض انه من الخطأ أن نطلق على محاكاة أفلاطون محاكاة الطبيعة معللين ذلك بأنه ( أفلاطون ) يرفض الصورة الحسية ونظمها وان ما تحاكيه هو عالم المثل المجرد من عوالق الحس فصور المحسوسات لديه زائفة.
    ويرون أن مرتبة الجمال ترتفع عند أفلاطون لتصل حدا يعبر فيه الحب الحقيقي هو حب الجمال وان الجمال هو الله وبلوغ إدراك ذلك يصل بالمحب إلى نسيان ذاته , فيندمج مع البحث الهادف إلى إدراك أسرار الكون وتأمل أجزائه والتي تؤدي إلى إدراك جمال الحقيقة الإلهية , فأي شيء جميل فهو مستمد جماله من الله ذاته .
    ويتطرق أفلاطون إلى حالة تسجيل الشاعر لإبداعه الشعر فيرى أن الشاعر يكون في تلك الحالة أم ملهما أو مجنونا تأخذه ما يشبه الوحي كأنه ينبهنا إلى أن الشاعر يصدر بشعره عن عقله الباطن أو عن اللاشعور.
    فهو يربط الإلهام بحال من الغيبة والانقطاع عن الحياة الحسية ويرى أن الشاعر الحقيقي بنظره كائن مقدس يختلف عن البشر الاعتياديين .
    كما يرى أفلاطون انه لا توجد علاقة بين الخبرة والتجربة والمعرفة وبين العملية الإبداعية فهي بنظره عملية إلهامية.
    فموقف أفلاطون من الجمال مثالي موضوعي يسبح في عالم الميتافيزيقيا.
    أرسطو : 384- 322 "ق . م "
    على العكس من أستاذه , نرى أرسطو في موقفه الجمالي مثاليا واقعيا مخالفا أستاذه أفلاطون في أن الفن إذا كان محاكاة فانه أعظم من الحقيقة لأنه يتمم ما تعجز عنه الطبيعة في إتمامه , فالمحاكاة عنده ليست سلبية بل عليها أن تطور وتبنى فالفنان يقوِّم الطبيعة ويطورها نحو الأفضل وبرأيه فهذه هي اجل مهمات الفن .
    كما خالف أستاذه أفلاطون في نظرته للفن على انه نتاج للعواطف الإنسانية في حين نظر إليه أفلاطون - كما أشرنا - أنه إلهام إلهي .
    فالعملية الإبداعية عند أرسطو عملية إنسانية مرنة يقودها الفنان ذاته ليكشف عن مكامن الجمال في عامل الحس والواقع.

    ويرى أرسطو أن الشاعر عندما يبدع في محاكاة الطبيعة مشكلاً انسجاماً بينها وبين شعره , فإنه بذلك يحقق إيقاعاً كافيا للحكم على الشاعر بعظمته .
    وهدف الشعر لديه ( ليس تصوير الشيء كما حدث تماماً , بل كما يمكن أن يحدث أي تصوير المحتمل حدوثه ).
    وكان أرسطو أول من تحدث عن اللذة التي نستقبلها في الفنون , فالشعر في المأساة يطهر فينا العواطف الضارة كعواطف الشفقة والخوف والحقد .
    فذلك الشعر في رأيه يطلق فينا الانفعالات المكبوتة من عقالها , وينفيها عنا محدثا فينا نشوة ممتعة.
    غير أن هذه اللذة يجب أن تكون موجهة إلى الخير فاللذة تكون ايجابية إذا كانت وسيلة لإنتاج الخير وتحقيق الجديد النافع .
    ويؤكد أرسطو ضرورة أن يحاكي الفن الفضائل والوجدانات , ومن هنا فالفن عنده يهدف إلى التربية الأخلاقية والتطهير الذي يشعر باللذة فالفن ليس تسلية مجردة في نظر أرسطو
    ( لونجيسنوس ) :
    يرى د. شوقي ضيف انه أول فيلسوف جمالي وذلك لأن لونجيسنوس يرى أن غاية الشعر جمالية فغاية التأثير في القارئ أو السامع تأثيراً جمالياً .
    الفصل الثاني
    فلسفة الجمال منذ عصر النهضة
    القسم الأول
    الاستطيقا وفلسفة الجمال
    القسم الأول :
    الاستطيقا وفلسفة الفن والجمال ( بومجارتن : 1714- 1762م )
    يؤكد الباحثون والدارسون لعلم الجمال أن أول من استخدم " الاستطيقا " هو ( بومجارتن ) الألماني في كتابه " أطروحة الدكتوراه التي قدمها بعنوان ( Denonnullis adgasidae prrtinetilws ) عام 1735م ( )
    ومن هنا حملت ألمانيا لواء الفلسفة الجمالية لقرن كامل منذ القرن الثامن عشر الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي
    يرى د. عز الدين إسماعيل أن بومجارتن لم يخرج في استعماله لكلمة ( استطيقا ) عن معناها الحرفي , وهو دراسة المدركات الحسية وانه ( بومجارتن ) قد عرف علم الاستطيقا بأنه
    " علم المعرفة الحسية , ونظرية الفنون الجميلة , وعلم المعرفة البسيط , وفن التفكير نحو جميل , وفن التفكير الاستدلالي
    نجد بومجارتن قد فرق بين الإدراك الحسي والتفكير الصرف , فالإدراك الحسي حسب ما يرى بومجارتن فيه كثير من الغموض وبالمقابل فالتفكير الصرف واضح كل الوضوح وسبب غموض الإدراك الحسي يرجع إلى أن الجميل يكون في الأجزاء الغامضة من الوعي البسيط .
    فهو بذلك يقرر وجود نوعين من المعرفة : معرفة حسية غامضة " الاستطيقا " , ومعرفة عقلية واضحة.
    ويرى د. عز الدين إسماعيل أن هذا التفريق فيه شيء التعسف واصفا إياه بالخطأ , مؤكدا أن هذا التفريق قد يكون مفيدا من الناحية التعليمية في التمييز بين وآخر .
    أسلوب بسيط وآخر مجمل فالأول يحسن به التعبير الحرفي والثاني يحسن به التعبير الجمالي , وقد تحور معنى الاستطيقا مع مرور الزمن وان كان تحورا ضعيفاً , فكروتشه يعرفه بأنه " الحدس المباشر أو الوجدان " وكيرت جون ديكاسن يعرفه بأنه " كل ماله صلة بالمشاعر الحاصلة خلال التأمل " .
    وديوت هـ . باركر يرى أن " الغرض من الاستطيقا أو فلسفة الفن هو كشف الخصائص النوعية للفن الجميل وتحديد العلاقة بين الفن والمظاهر الحضارية الأخرى كالعلم والصناعة والأخلاق والفلسفة والدين , والاستطيقا بهذا الفهم تتميز تميزاً تاماً عن الدراسة التاريخية للفن التي لا تهتم بجوهر الفن بل تتابع المدارس والأساليب ونموها.
    ويرجع د. احمد أمين الفضل إلى بومجارتن في صياغة الدراسة الجمالية في قالب ذاتي خاص بها ويؤكد أن أطروحة الدكتوراه التي قدمها تعد بداية التبدل الجديد في النقد الجمالي.
    ونم الباحثين من يرى أن بومجارتن قد قدم تمييزاً بين المعرفة العليا والمعرفة الدنيا فالمعرفة العليا تقدم مفاهيم وتصورات تتسم بالعقلية وأنها قابلة للقياس ومرتبطة بالحقيقة مثل الهندسة والرياضيات والمنطق , أما المعرفة الدنيا فهي ذات علاقة بالحس والشعور غير القابل للقياس , وانه قد عد الجمال من ضمن المعارف الدنيا وانه بتقسيمه هذا كان متأثرا بالمنهج العقلي لدى ديكارت.
    ديكارت : 1556- 1650 م .
    وقف ديكارت من الجمال موقفاً يتسم بالطابع النسبي الذاتي مفسحاً المجال لتدخل الأهواء الفردية والتقديرات الشخصية في تقدير الجمال , فربط بين العقل والإحساس بالجمال , فالموسيقى حسب ما يرى تعتمد على حس السمع والخضوع للقواعد الفنية العقلية المضبوطة , وانطلاقاً من ذلك يتعين عدم التسليم بمعيار مطلق لقياس ظاهرة الجمال وضرورة بل وجوب الأخذ بمبدأ النسبية في تقدير الجمال .
    ويرى أن الجمال طبيعته غامضة غير موحدة فسمات الجمال تختلف من قوم وحضارة إلى قوم وحضارة أخرى .
    ونظر ديكارت إلى اللذة الفنية نظرة وسيطة داعيا إلى عدم المغالاة فيها أو التفريط منكرا في الوقت ذاته حالات اللذة الباطنية العميقة التي لا يشارك الحس في حصولها .
    وميز في اللذة الجمالية بين مرحلتين مرحلة الحس ومرحلة الذهن والتي لا يمكن تصورها بدون الحس واللذة .
    واهم ما يميز فلسفته الجمالية تأكيده انه ليس هناك بداهة جمالية كما هو الحال في المدركات الحقيقية فالحكم الجمالي يعتمد على أهواء الأفراد وذكرياتهم وتاريخهم الشخصي , منكرا وجود قاعدة كلية شاملة لأحكام الذوق فالجميل لا يبلغ مرتبة العقل.

    القسم الثاني
    الفلسفة الجمالية
    الفلسفة الجمالية المثالية :
    ديدرو : 1713- 1774م ( رائداً للفلسفة المثالية ) :
    يرى د. محمد غنيمي هلال أن علماء الجمال يقسمون الاتجاهات الفلسفية في الأدب والفنون إلى قسمين : أولهما " النزعة المثالية " , ثانيهما " الاتجاه الواقعي " .
    ويؤكد أن هذا التقسيم فلسفي لا أدبي وانه قد ترك آثاره في المذاهب النقدية الحديثة , فالفلسفة المثالية أنتجت في الأدب مذهب الفن للفن وفي النقد أخرجت لنا المذهب التأثيري - ما عرف بمدرسة النقد الحديث الأمريكية .
    وكان من طليعة هؤلاء الفلاسفة الجماليين الذين مهدوا للنظريات النقدية الحديثة " ديدرو " الذي أقام معنى الجمال على إدراك العلاقة بين الأشياء والأجزاء متبعاً أسلوباً مغايراً لأفلاطون الذي فسر الجمال تفسيراً ميتافيزيقياً , فلم تعد لدى ديدرو أي قيمة لهذا التفسير في نظره.
    فقد استعرض ديدرو مسالة الجمال واختلاف الناس فيه على حسب أعمالهم وعلى حسب العصور ودرجات المدنية منذ أقدم عهود الإنسانية حتى اليوم
    وقد أدرك ديدرو تأثير العصور التاريخية ودرجة التمدن فيها في إدراك الجمال وتحديد معناه , ويفسر الدكتور محمد غنيمي هلال معنى العلاقات قائلا :"معنى العلاقات أننا لا نستطيع أن ندرك الجمال في شيء دون أن تقف على ما يحفه من قرائن أخرى ففي الأدب مثلاً لا ينبغي أن نقول أن الكلمة أو الجملة جميلة دون أن تقف على موقعها في الجملة.
    فديدرو يرى أن الأشياء بذاتها لا ينبغي أن توصف بجمال أو قبح دون الوقوف على العلاقات الذي بدونه لا يمكن الحكم على النظام والتناسب والتناسق والملائمة وهي برأيه المعاني التي تدفعنا إلى إدراك الجمال في الشيء الجميل
    نجده يفرق بين الجمال واللذة وبين الجمال والمنفعة , فيخرج من الجمال ما يصل إلى إدراكنا عن طريق حاستي الشم والذوق كالروائح والأطعمة فإدراك العلاقات فيها لا يوصف بالجمال بل باللذة.
    ويحذر ديدرو من الخلط بين الجمال والمنفعة فإعجابنا بالأشياء يكون لما فيها من جمال , دون أن يدخل في ذلك الإعجاب فائدتها لنا فالإعجاب بالجمال يكون ذاتياً في مبدأه ولا يعبأ بالمنفعة فنحن نقر بجمال الطبيعة دون أن نلتفت لما لها من فائدة.
    ومن أبرز ما يمثل فلسفته الجمالية موقفه من الواقع والعمل الفني .
    ويذكر د. محمد غنيمي هلال أن موقفه ذلك متأرجح فتاة يفهم موقفه بأنه على الفنان أن يحاكي الطبيعة , فهناك من يعرفون الأوتار الرقيقة التي يجب العزف علبها فيثيرون الحميا في سواهم دون أن نتبين منهم أماراتها , وهذا ما يعبر عنده استمدادا العمل الفني لعناصر وجوده العامة من الطبيعة .
    وتارة أخرى ينص على أن مجرد المحاكاة للطبيعة وحدها لا يكفي فلابد من الدراسة والخبرة والوقوف على تاريخ الخبرة فالفنان خالق غير مقلد فلا يقتصر في فنه على رسم الواقع المباشر لظواهر الأشياء ولكن يعبر عما هو جوهري فيها.
    واهم ما يميز فلسفته الجمالية كما يرى الباحثون والدارسون لعلم الجمال موقفه من العقل والعاطفة
    فيتساءل ديدرو : هل الجمال وتعبير الفنان عنه متعلق بالعقل وعملية الإدراك أم بالإحساس والعاطفة والذوق , فنجد في إجابته كما يذكر د. هلال تردداً .
    فحيناً يرى ديدرو أن الجمال عملية فكرية عقلية وحيناً آخر يرى أن الجمال لابد من إدراك الحميا الفنية فيه والتي بدونها لا عبقرية في الفن وهذه الحميا تستلزم رهف الإحساس وقوة العاطفة
    فهو يريد من الفنان أن يكون قوي الذوق والعاطفة وفي المقابل فانه " الفنان " في لحظة التعبير الفني يجب عليه أن يغلب عقله وإدراكه في نقل التجربة وفي تصويرها
    .... من ذلك انه يدعو الفنان ألا ينساق وراء عواطف هو جاد تحسين العمل الأدبي والفني إلى مجرد انفعالات فيعد العمل فيها خاليا من الترابط والتناسق والجمال والإبداع .
    وهكذا يرى الباحثان أن ديدرو كان علامة فارقة في الفلسفة الجمالية مهدت لمن بعده استكمال الرؤى في فلسفة الجمال المثالية فآراءه كانت البذرة الأولى التي جنى ثمارها كروتشه ومن جاء بعده .
    ونجد للدكتور احمد أمين موقفا مغايرا فهو يرى أن ابرز ميزة في ديدرو انه انفعالي تخضع أحكامه النقدية لعاطفته وتأثره لا لمبادئ مقررة أو لنظريات معممة في فلسفته , فديدرو كما يراه د. أحمد أمين " ناقد كهذا لا يمكن أن يخلو مطلقا من الخطأ ومن الهراء ومن شذوذ الآراء ومن المبالغة في الأحكام إلى درجة غير معقولة تبلغ حد السقف.
    ود. أحمد أمين يصدر حكمه هذا بناءاً على آراء ديدرو في أعمال احد الشعراء لا على أرائه الفلسفية التي تبناها في علم الجمال .
    ثم يعقب الدكتور احمد أمين في ختام حديثه عن ديدرو " ومهما يكن من عيوب في نقد ديدرو ومهما يكن من انفعاله وتأثره فهو نقد حي ممتع مليء بالحيوية والتشويق
    كانت 1724- 1804م : مؤسس الفلسفة المثالية الألمانية
    خالف كانت ديدرو فقد اهتم في بحثه أولا بخصائص العمل الفني في ذاته ومن داخله , أما ديدرو فكما رأينا فقد صب اهتمامه بالجمال حول الفن وصلته بالواقع الذي يصوره
    ونحن هنا نتساءل هل يعد كانت واضع اللبنة الأولى لمدرسة الفن للفن , وللمدرسة الشكلية ومدرسة النقد الجديد ؟ وهل اعتق كانت النص من عوامله الخارجية ؟ نعرض لفلسفته الجمالية ثم نجيب على هذا التساؤل .
    كل عمل فني لدى كانت ذو وحدة جوهرية فنية وداخل هذه الوحدة نفسها تنحصر الغاية من الفن .
    فالعمل الفني له بنية ذاتية وجماله في هذه الوحدة البينة دون النظر إلى مضمونها أو غايتها
    ويرى أ.د. نبيل أبو علي أن كانت يرجع التجربة الجمالية إلى مجال الشعور باللذة والألم وانه لا يرجعها إلى المعرفة المعتمدة على الذهن ولا إلى النشاط العملي أو السلوك الأخلاقي المعتمد على الإدارة
    ويؤكد د. شفيق البقاعي أن فلسفة كانت استطاعت أن تقيم مفارقة مميزة بين المعرفة العقلية والحكم الجمالي المؤسس على الذوق , كما أن فلسفته الجمالية أعارت اهتمامها وهمها للشكل
    هذا الحكم الجمالي له خصائص تميز بينه وبين الحكم العقلي والخلقي تتعلق بالكيف والكم والجهة والعلاقة
    * الكيف : يرى كانت أن الحكم الجمالي يجب أن يتحرر من المنفعة واللذة فالجميل ما يسرنا بغير منفعة أو فائدة أو لذة حسية .
    * الكم : الجميل عنده ما يسرنا بطريقة كلية دون اللجوء إلى التصورات أو الأدلة العقلية أو البراهين الاستدلالية فالجمال ندركه رغم انه حسي ونقومه على هذه الحال تقويماً مشتركاً بين الناس دون الحاجة إلى تلك الأفكار المجردة .
    * العلاقة : يقصد بها علاقة الوسيلة بالغاية , فالجمال عند كانت هو الصورة الغائبة لموضوعه فالجميل يتصف بالجمال دون أن يتعلق بغاية معينة لأنه لا يلاءم رغبة حسية ولا يرضى حاجة بيولوجية ولا يحقق منفعة ولا يطابق تصورا عقلياً .
    فكل شيء له غاية تدرك فالمزارع يفكر في وظيفة الورود من ناحية إنتاجها النوعي وفي قيمتها التجارية , لكن الفنان ينظر لها كغاية جمالية في ذاتها فيحسن في جمالها بمتعة تغني عن السؤال حول غايتها فيعجب بالجمال ولا يلقى بالاً للغايات المحسوسة.
    * الجهة : يتصف الجمال بأنه حكم ضروري لأنه لا يمكن الحكم على الجميل بالقبح فهو غير صادر عن ذوق معين وحكم الذوق والإحساس بالجميل لا يخضع لقوانين العقل الأولية بل هو خاضع للذوق العام بين جميع الناس , فهو حس مشترك يفسر الأعمال الفنية والأدبية
    ففلسفة كانت تفرق بين المعرفة العقلية والحكم الجمالي المؤسس على الذوق فهي بذلك فلسفة شكلية تولي الشكل كل اهتمامها.
    وهو بذلك لا يعلق أي أهمية على الغاية الخلقية أو الاجتماعية , ويضع حداً فاصلاً بين غاية الفن التي تولد الشعور بالجميل وبين الغايتين الخلقية والاجتماعية وهما برأيه خارجتان عن طبيعي ذلك الفن
    فكانت عمد إلى تحرير الفن من القيود الثقيلة التي قد تفرض عليه من خارجه فتعوق الخيال وتحد من حريته , فالفن الجميل لديه هو نتاج العبقرية وهذه العبقرية هي الموهبة التي توجه الفنان وتبتكر الجمال الفني
    وفي إجابة لتساؤلنا حول تمهيد كانت لدعاة الفن للفن والشكليين نجد تأكيداً لدى د. محمد غنيمي هلال يجيب على تساؤلنا بأن فلسفة كانت ومن تأثر به من الفلاسفة كانت أقوى دعامة لدعاة الفن للفن والرمزيين

    ومن أولئك الذين تأثروا بفلسفة كانت وكانوا من دعاة الفن للفن :
    ▪ جوتيه : 1811- 1922م :
    ويظهر تأثره بفلسفة كانت في قوله " لا وجود لشيء جميل حقا إلا إذا كان لا فائدة له ".
    ▪ بودلير :1821-1867م :
    هو شاعر فرنسي تأثر بفلسفة كانت ونرى في ذلك في قوله " لا يمكن أن يتمثل الشعر بالعلم أو الأخلاق وإلا كان مهدداً بالموت أو الخسران , فالشعر ليس موضوعه الحقيقة وليس له موضوع إلا الشعر نفسه " .
    معتقداً ما قرره كانت بان الجمال مرده الذوق فيقول " ولن يكون شعراً من الأشعار عظيما نبيلا جديراً حقاً باسمه , إلا إذا خاصته لمجرد المتعة بكتابته
    هيجل : 1770-1831م :
    يعد هيجل امتداداً لفلسفة كانت المثالية ويرى د. هلال انه لم يوجد كانت لما كانت لفلسفة هيجل أن توجد
    وتقوم فلسفة هيجل الجمالية على أساس افتراض الروح المطلق فكل ما في الوجود من ظواهر طبيعية أو مادية أو نظم إنسانية أو فكرية ما هي إلا مظهر من مظاهر الروح المطلق .
    وهذا دعاه إلى أن يؤكد أن الجمال الفني أرقى من الجمال الطبيعي لأنه من إبداع الروح المطلق
    والجمال فكرة عامة خالدة كما يرى هيجل وهذه الفكرة لها وجود مستقل تتجلى في الأشياء حسياً .
    وميدان الجمال عنده الإدراك الحسي إدراكاً يستلزم أقيسة مجردة , وخالف هيجل كانت في انه نظر للجمال من الناحية الشكلية والموضوعية من ناحية الشكل والمضمون محاولا التطبيق على الفن من الناحية العملية من خلال دراسة الظواهر الفنية في ضوء العوامل التاريخية وعصورها المختلفة.
    ويرى هيجل أن فكرة الجمال مرت في ثلاث مراحل :
    المرحلة الرمزية : وانتصر فيها الشكل على المضمون وتمثلت هذه الفترة في الحضارات الشرقية القديمة التي سيطرت فيها المادة على الفكرة فتمثل الجمال في الأشياء الضخمة التي تبعث على الرهبة كالمعابد المصرية .
    المرحلة الكلاسيكية : وتمثلت في الفن اليوناني فكان الدين مطابقا للفن وفيها تعادل المضمون مع الشكل فلاقت الفكرة التعبير التام عنها , ويرى أنها مرحلة الكمال الفني.
    المرحلة الرومانتيكية : وهي المرحلة التي سيطر فيها الدين المسيحي فتغلبت الفكرة على الصورة واختل التعادل بين المضمون والشكل.
    فيرى هيج لان الفكرة تنبع من خلال الصورة في العمل الأدبي ولا تقف عند حد الاستسلام للخواطر أو التفكير الفردي معزولاً عما حوله .
    فهيجل وان كان متفقا مع كانت في أن العمل الفني والأدبي غاية فنية محضة , إلا انه يرى أن هذه الغاية لابد لها من وسائل متبعة في كل جنس أدبي , هذه الوسائل مصدرها أنواع النشاط في المجتمع والعصر الذي يحيا فيه الفنان والأديب
    ويذهب د. هلال إلى انه يجل في هذا الجانب من فلسفته قد وضحت الأصول الأولى للفلسفة الواقعية في تفسيرها للأدب تفسيراً مادياً .
    ثم يستدرك د. هلال انه يجل ظل في مجال الفلسفة المثالية التي تعني بالفكر ذي الوجود المستقل
    كروتشه : 1866-1952م . " رائداً للفلسفة الجمالية في القرن العشرين "
    يعد العلم الأبرز في فلاسفة الجمال في القرن العشرين , امتازت مباحثه بالعمق والجدة , فيرى كروتشه أن الجمال في الفن يعود إلى التعبير الكائن فيه وليس إلى المضمون والمحتوى , فمصدر الجمال لديه هو التعبير .
    وهما يكن مضمون الأثر الفني ومحتواه ؛ فهو لا يدخل في جمال النص ولا في مقاييسه وقيمته الفنية . فكل موضوع صالح لان يصبح مادة فنية .
    فالمهم عنده هو الأثر الفني الذي يكسب الموضوع والمحتويات في الطبيعة وغيرها الجمال الفني , فقد يتخذ الفنان شيئاً قبيحاً في الحياة موضوعاً لفنه .
    .... الهيئة يزدريه مجتمعه يغرد في لوحة فنية لدى رسام أو قصيدة شعرية لدى أديب عملاً فنياً يجلب الأبصار ويستهوي القلوب والأذهان .
    فكروتشه يزعم أن الجمال والقبح ليسا ذاتيين في الطبيعة والإنسان , بل هما رهن بالحالة للمجتمع والفنان .
    ويلتقي كروتشه مع كانت في تأكيده أن الفن غاية في ذاته وانه لا توجد غاية ورادة مما قد يسمي غايات أخلاقية أو غيرها , فغابة الفن في ذاته هذه الغاية بحملها التعبير في العمل الفني الذي هو كل شيء عنده , ويرى انه من الخطأ الفصل بين التعبير والمضمون أم يعرف بالمضمون والشكل فيقول " وهذا التعبير الفني ليس محاكاة للواقع أو نقلاً مطابقاً له , وإنما هو خلق جديد لذلك الواقع يبتكره الفنان ليجسد من خلاله أفكاره ومشاعره " , فهل كان كروتشه بذلك من دعاة مدرسة الخلق الجديد أو ما يعرف بالنقد الجديد فالتعبير في هذه الحالة صفو لصورة العمل الفني الكلية فلا ينظر إلى الجزء , إنما إلى البناء الكلي للعمل وهذا يكون جليا في الشعر.
    ويدعو كروتشه إلى عدم وصف لفظة لأنها جميلة أو قبيحة بل يرى أن العمل بمجموع ألفاظه وتراكيبه وأسلوبه هو الذي يجب أن يخضع للتقويم الجمالي فالقيمة الجمالية للفظة تكون في سياستها الذي ترد فيه .
    ونجد كروتشه يدعو إلى إبقاء النص على الحالة التي خرج فيها لحظة إبداع الشاعر له وان أي حذف أو تغيير يؤدي إلى تحويل العمل إلى عمل جديد مغاير , فينحرف النص عن بناءه الكلي الذي سجل في اللحظة الأولى .
    فهو ينكر عملية التقويم التي يقوم بها الأديب لأعماله بعد أن ترى النور , ويدعو كروتشه إلى عدم الموازنة بين عمل أدبي معين وبين غيره من الأعمال فكل عمل له خصائصه الجمالية المستقلة به .
    وهذا ما يدعو د, شوقي ضيف إلى القول بأن كروتشه يعزل العمل الفني عزلاً تاماً عن المجتمع وكل ما يتصل به.
    ويرى د. هلال أن أساس النقد لدى كروتشه هو عاطفة الشاعر في شكلها الذي منه.
    ويرى د. أبو علي أن أراء كروتشه مثلت في رأي بعض الباحثين وجه نظر القرن العشرين في علم الجمال وان هؤلاء الباحثين توقفوا عن تعريفه لعلم الجمال ؛ بأنه علم لغويات عما وانه أيضا علم فلسفي , مبرراً ذلك بأنه العلم الذي يهتم بوسائل التعبير كما يهتم بفلسفة اللغة.
    ويذهب د. أبو علي إلى أن كروتشه يرى أن الفن يؤسس على إحساس الفنان وقدرته على تكوين الصورة الذهنية التي تسبق صورة العقل المنطقية وأفكاره الكلية

    فالحدس الفني ليس إحساساً تطبعه الأشياء على العقل بشكل سطحي , وإنما هو نشاط وفاعلية تجري في العقل الإنساني فيتكون في وعي الإنسان كثمرة للانفعالات والصور الخيالية , هذه الصورة الخيالية تحولها تلك الانفعالات إلى تعبير غنائي هو قوام كل الفنون
    شنبهور 1788- 1860م
    يرى البعض أن شنبهور يسمو بالقيمة الجمالية ويضعها في أعلى مكان ومستوى يمكن أن يرقى إليه الإنسان.
    فيقرر في كتابه " العالم إرادة وتمثلاً " إن العالم حيث يظهر في يتحول في إدراكنا إلى تصور ولكنه في حقيقته وجوهره إرادة وان هذه الإرادة التي هي جوهر موجودات هذا العالم وحقيقته ما هي إلا قوة عمياء غير عاقلة
    والغاية من الفن عن شنبهور هي الوصول إلى نوع من الغناء التام أو الغبطة الشاملة التي يحقق إرادة الفنان عن طريقها ومن خلال إبداعه الفني
    أما فلسفته الجمالية فتتجلي في أن إحساسنا بالجمال في الفنون والطبيعة على السواء ينتج عن تأمل الجميل دون المزج بين إرادتنا الذاتية ومطالبنا , بمعنى أن نتخلص من هموم الحياة ومشاغلها ونتفرغ للتأمل الجمالي الخالص.
    فهو بهذا يتفق مع كانت في نفي النفعية من الجمال .
    وكي نكتشف الجمال في راية علينا أن نضع جانبا أفكارنا المسبقة والاستمتاع بالجمال , يراه شنبهور يتم بالمشاركة والتعاون بين العمل الفني والمتلقي فالمتلقي له دور غير مغفل في التجربة الجمالية ولكن يجب عليه أن يكون خالي البال من الأعباء والهموم كما اشرنا سابقا , كما عليه أن يتحرر من الإدراك القبلي للأشياء.
    أما معنى الجمال عند شنبهور فهو معنى بسيط جدا , فهو ليس أكثر من تحرر الإنسان من حاجاته وآلامه ليشعر بلحظات من التأمل في الجمال الذي تبثه الطبيعة وتفوح به قرائح الفنانين والأدباء .
    قائمة الفلاسفة تطول , لذا سنلقي الضوء بإيجاز على ثلاثة من فلاسفة الجمال المعاصرين وبهذا نكون قد تتبعنا مسيرة فلاسفة الجمال عبر عهودها المتوالية
    شارل لالو :
    من فلاسفة الجمال الفرنسيين , عارض كروتشه الذي عزل الجمال والفن عن المجتمع فالفلسفة الجمالية عند لالو ليست فلسفة ذاتية تقوم على القيم وحدها , بل تتناول مباحث وقواعد موضوعية متصلة بالحياة الاجتماعية .
    فالطبيعة في رأيه ليس لها قيمة جمالية إلا عندما يقيم الفنان علاقة معها فهو يصل وصلاً وثيقاً بين الفن والجمال .
    اسبنسر :
    تتلخص رؤية الفلسفية في الجمال في رؤيته أن الفن له وظيفة , تلك الوظيفة يجب أن تنسينا الحياة بطريقة تشبه اللعب فهو يتماهى برأيه مع الداعين إلى فصل الفن عن الحياة ودعاة مدرسة الفن للفن.
    نيتشه :
    تتلخص فلسفته الجمالية في انه رد الإحساس بالجمال إلى نشوة حسية مرتبطة بالغريزة الجنسية , وهو بهذا كان إرهاصاً لمذهب فرويد في التحليل النفسي.
    القسم الثالث
    المنهج الجمالي عند العرب
    المنهج الجمالي عند العرب :
    عند القدماء :

    عرف الجاهليون الجمال فقد أسبهوا في ذكر الجميل والجليل والحسن والقبيح سواء في الطبيعة أو في الشعر واضعين شروطا للجمال حسب معاييرهم .
    وإذا انتقلنا إلى العصر الإسلامي فإننا نجد أنه قد وردت لدى علماء العرب القدماء اشارات تنم عن لمحات جمالية .
    منهم الإمام أبو حامد الغزالي الذي كما يرى د. عز الدين إسماعيل أننا نلمس فلسفة الجمال في جانبها النظري في حديثه عن حقيقة الحب في كتابه إحياء علوم الدين والتي يصفها بأنها نزعة حسية لا يدركها إلا إنسان سمت روحه واتسمت بالحب الخالص للخير .
    وهذا الحب تابع للإدراك والمعرفة ... فلذة العين في لإدراك المبصرات الجميلة والصور المليحة الحسية المستلذة .
    ثم نراه ( الغزالي ) يعقد فصلا لبيان الحسن والجمال يبين من خلاله أن إدراك الجمال يتعدى البصر فهناك أصوات حسنة وأطعمة لذيذة .
    وينتهي الغزالي إلى أن هناك صور ظاهرة وأخرى باطنة فالأولى تدرك بالبصر والثانية بالبصيرة .
    ونذكر أن أبا حيان التوحيدي قد تناول مشكلة الجمال والقبح مرجعا إياها إلى النسبية . واضعا خمسة عناصر تشترك في تكوين الجميل ( الحسي ، الاجتماعي ، الديني ، العقلي ، الجنسي )
    ونجد عند ابن طباطبا في كتابه عيار الشعر إشارات جمالية في تفسيره للحسن والقبيح في الشعر . وهو مبدأ لديه يقوم على اختيار الحسن والقبيح من النماذج الشعرية.
    أما إذا انتقلنا إلى العصر الحديث فنجد أن العرب قد تأثروا بالمنهج الجمالي بنسخته الغربية محاولين تطويعها .
    عز الدين إسماعيل
    فرأينا دراسته في كتابه ( الأسس الجمالية في النقد العربي _ عرض وتفسير ومقارنة _ ) والتي استعرض من خلالها مسيرة الجمال الفلسفية حتى وصل إلى القرن العشرين . ثم تناول أسس الجمال القديمة لدى العرب مازجا بين القديم والجديد في مفاهيم الجمال .
    وتعد دراستة تلك أبرز الدراسات الجمالية العربية وكانت متكئا للدراسات من بعده .
    كما نشير إلى أن كلا من محمد غنيمي هلال في كتابه النقد الأدبي الحديث قد وضع رؤية جمالية تقاربت مع رؤية عز الدين إسماعيل وكذلك أحمد أمين في كتابه النقد الأدبي .
    أميرة حلمي مراد
    في كتابيها مقدمة في علم الجمال وفلسفة الجمال والتي قدمت من خلالهما تأصيلا لعلم الجمال في مفاهيم حاولت أن تطبعها بطابع عربي مقدمة رؤية جديدة للجمال .
    ونشير إلى دراسة روز غريب التي قدمت أطروحة لنيل درجم الماجستير بعنوان النقد الجمالي وأثره في النقد العربي وقسمته إلى فصلين الأول تناول علامات الجمال والثاني النقد الجمالي في الأدب العربي . وتعد هذه الدراسة من بواكير الدراسات الجامعية في الوطن العربي .
    وكثيرة هي الدراسات التي تناولت الجمال وعلمه ونقده ولا يتسع المقام لذكرها .

    الباب الثاني
    رؤى نقدية في المنهج الجمالي
    الفصل الأول
    تعريف ومعيار وأسس جمالية

    تعريفات ومعيار وأسس جمالية :
    عمدنا إلى تعريفات الجمال والمنهج الجمالي بعد عرضنا للفلسفة الجمالية حتى يكون التعريف واضحاً لا لبس فيه .
    تعريف علم الجمال :
    كما مر معنا في عرضنا السابق , فان بومجارتن هو أول من وضع تعريفاً لعلم الجمال عندما أطلق عليه مصطلح الاستطيقا , والذي يعني علم المدركات الحسية أو المعرفة الحسية .
    أما اصطلاحاً فان د. نبيل أبو علي يرى انه يعني " الدراسة للنشاط الجمالي.
    وقد كثرت تعريفات علم الجمال :
    فهو " كل تفكير فلسفي في الفن "
    و " العلم المتعلق بالشعور الجمالي أو الإحساس الجمالي " .
    و " علم المبادئ أو الصور القابلة للإدراك الحسي "
    ونرى أن التركيز على الإدراك الحسي , لان الجمال لا يدرك عقلياً فهو محسوس ومبثوث في الطبيعة والفنون.
    وهناك تعريفات تعتمد على مفهوم الجمال :
    منها " العلم الذي يبحث في الجمال ومقاييسه ونظرياته "
    و " العلم الذي يدرس علاقات الإنسان الجمالية بالواقع "
    ونرى أن اشمل تعريف لعلم الجمال والمنهج الجمالي :
    " العلم الذي يبحث في الجمال والذوق والفنون الجميلة , ويختص بتوضيح فكرة الجمال كسمة مميزة للأعمال الفنية كما يضع المبادئ السليمة التي تكمن وراء الأحكام الجمالية.
    فمجال البحث فيه ينصب على الجمال والذوق لا على الجمال وحده إذ لا قيمة للجمال إن لم نتذوقه.
    ويتجه نحو الفنون الجميلة التي تزخر بالجمال وليس نحو جمال الطبيعة إلا إذا تمثلها الفنان بأعماله والبسها زخارف إبداعاته وبثها اشراقاته.
    وكذا فالجمال لا يختص بتوضيح فكرة الجمال فحسب , بل باعتبارها سمة مميزو للأعمال الفنية التي بدونها يعد العمل الفني غير ذي قيمة.
    وكذلك لا يضع مبادئ فحسب , بل يشترط فيها أن تكون سليمة حتى يصدر عنها أحكام صحيحة ونؤكد ثانية أن هذا التعريف هو اشمل تعريف للجمال وعلمه ومنهجه.
    تعريفات المنهج الجمالي :
    يعرفه أ.د. نبيل أبو علي بأنه المنهج الذي يبحث في العلاقة بين العمل الفني وجمهور المتذوقين , وانه نقد للنقد فالنقد يسعى إلى تفسير العمل الفني وتحسين علاقته بجمهور المتذوقين والمنهج الجمالي يهدف إلى تفسير هذا التفسير وبحث ماهية هذه العلاقة والوقوف على شروطها وضوابطها.
    فالمنهج الجمالي حسب تعريفه يقف بين نقد الناقد واثر هذا النقد في جمهور المتلقين لإعطاء الأحكام الجمالية عليه.
    وتعرفه روز غريب بأنه : نقد مبني على أصول الاستطيقا أو علم الجمال , يعني بدراسة الأثر الفني من حيث مزاياه الذاتية ومواطن الحسن فيه بقطع النظر عن البيئة والعصر والتاريخ وعلاقة هذا الأثر بشخصية الكاتب.
    فالمنهج الجمالي حسب تعريفها قد بينت أسسه وقواعده على أصول الاستطيقا التي وضعها اليونانيون القدماء وأرسى دعائمها المحدثون منذ عصور النهضة الأوروبية . فهي لا تخرج هذه القواعد من تلك الأصول.
    ونرى في تعريفها ما يقترب من تعريف المذاهب الفنية التي دعت إلى عزل النص كالفن للفن والشكلية ومدرسة النقد الجديد.
    ولا يشترط تعريفها على علاقة المتذوقين بالأعمال الأدبية بل تقصره على دراسة النقاد.
    معيار المنهج الجمالي
    إن أهم ما يميز المنهج الجمالي هو التركيز المطلق على العمل الأدبي بعيد عن الاعتبارات الأخرى كحياة الشاعر وبيئته وخلفيته الاجتماعية وغير ذلك.
    هذا هو معيار المنهج الجمالي , النص في ذاته ومن داخله ولا قيمة لما دونه وإذا نحن نقبنا في المناهج الأدبية وجدنا منهجاً يسمى بالمنهج الفني فهل هو ذاته المنهج الجمالي والاختلاف في التسمية
    هناك من يتناول المنهج الفني فحسب دون التطرق والتناول للمنهج الجمالي.

    نعرض للمنهج الفني عبر تعريفه :
    يعرفه أ.د. حماد أبو شاويش بأنه المنهج الذي يدرس النصوص الأدبية في ضوء المبادئ الفنية دون اللجوء إلى الوسائل الخارجية المساعدة على فهم النصوص مثل التاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع.
    ويعرفه سيد قطب بأنه المنهج الذي يواجه الأثر الأدبي بالقواعد والأصول الفنية المباشرة فننظر إلى نوع الأثر قصيدة أم ترجمة حياة أم خاطرة ثم ننظر في قيمة الشعورية والتعبيرية ودمى انطباقها على الأصول الفنية لها الفن من الأدب.
    فهو يتناول الأدب في صفاته وجوهره أي يعزل النص عن العوامل الخارجية.
    وهنا لا نجد التقاء في التعريف والمعيار بين المنهجين فأين الاختلاف ؟
    نحسب أن الاختلاف يكمن في أن المنهج الجمالي يدرس العلاقة بين العمل الفني وجمهور المتذوقين , أما الفني فينصب على الدراسة النقدية.
    فالمنهج الفني هو مقدمة للمنهج الجمالي أو بعبارة أخرى ؛ هو الدراسة الأولية التي تليها الدراسة الجمالية.
    الفصل الثاني
    الأسس النقدية والفني
    الأسس الجمالية للنقد
    الأسس الذاتية
    أساس المنفعة :
    تختلف الآراء حول أساس المنفعة في الجمال فالبعض يشترطها والبعض لا يشترطها , ويرى د. عز الدين إسماعيل أن أصحاب الرأي الأول ينطلقون من أن الأشياء لا تظهر يحكم من الأحكام دون أن تدخل في مجالنا الحيوي , فالأشياء البعيدة عنا أو التي ليس لها تأثير في حياتنا سلباً أو إيجاباً لا تهتم بها عادة , ولا تصدر عليها حكما بالتالي.
    ويرى الباحثان أن هذا الرأي لا يدخل في نطاق الأدب والفن فليس هناك قصيدة نافعة وأخرى غير نافعة أو لنقل ليس هناك موضوع نافع وآخر غير نافع .
    أما أصحاب الرأي الثاني فهم يعتمدون على الأسئلة الحسية , فهم يرون أن الجميل ليس هو المقيد أو النافع فبنظرهم أن النمر والفراشة اقل نفعاً من الحمار , ولكننا عادة نعدهما الأجمل .
    ويرون أن الحكم الجمالي القائم على أساس المنفعة حكم شخصي وليس حكما فنياً جمالياً.
    ويرى د. إسماعيل أن المنفعة ليست قيمة في الشيء المحكوم عليه وإنما هي أثراً أو امتداد له.
    أساس المعرفة { الأساس التعليمي }:
    ينحصر هذا الأساس في الشعر بصفة خاصة وهذا الأساس قد دفع إليه أساس المنفعة وكما انقسمت الرؤية حول أساس المنفعة انسحب الأمر على أساس المعرفة فالبعض يشترط في الشعر المعرفة حتى يكون جميلاً , ويكتفي من المتعة بمتعة المعرفة , والبعض الأخر يشترط المتعة فقط بغض النظر عما فيها من معرفة.
    فالحكم الجمالي القائم على أساس المعرفة حكم شخصي نسبي , ونحن ننشد المعرفة في الشعر في محتواه لا في صورته ومن ثم كان الشعراء في القدم هم بناة المثل العليا , كما كانوا في الوقت ذاته أرباب الحكمة - كانوا يبذرون في نفوسهم بذور المعرفة بخطراتهم الفكرية العميقة .
    ويذهب د. إسماعيل إلى أن الشعر له غاية تعليمية وان كنا لا ندركها إدراكاً واضحاً لان جمال الفن يردعنا ويشغلنا عن الإحساس المباشر , فبمحتوى العمل الفني معرفة كامنة تنتقل إلى نفوسنا من خلال استمتاعنا بالصورة الجميلة له فتسوقها إلى نفوسنا بسهولة وفي استمتاعنا بهذا الجمال نكتسب المعرفة دون شعور منا .

    فالشعر يعلمنا بشكل من الأشكال أو معنى من المعاني وعندئذ يدخل في حسبا النقد تقدير القيمة التعليمية للشعر , وهي قيمة تختلف بطبيعة الحال اختلافاً جوهرياً عن قيمة المنظومات التعليمية كمنظومات النحو والفقه , فهذا اللون من النظم لا يخضع لأي حكم جمالي بل لا يدخل هذا الميدان على الإطلاق .
    وكي لا نذهب بعيداً فشعر الحكمة الذي يزخر به تراثنا الشعري نراه قمة في الجمال لدى زهير بن أبي سلمى , وغيره على امتداد ذلك التراث ورسولنا الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو القائل " إن من الشعر حكمة وان من البيان لسحراً " .
    فإننا كأصحاب عقيدة إسلامية نؤمن بضرورة المعرفة في الشعر والأدب قاطبة .
    نشير إلى أن هناك أسس أخرى منها الأخلاقي والاجتماعي والنفسي والتاريخي تناولهما د. عز الدين إسماعيل وغيره .
    نتحدث عن أساسيين منهما باختصار :
    الأساس الاجتماعي / وهو الذي يربط بين العمل الفني وظروف الحياة القائمة ومن خلال ذلك الربط تتحدد القيمة الجمالية , فهو أساس يعتمد على صلة الأثر الفني بالخارج .

    الأساس النفسي / فهو يقوم على صلة العمل الفني بالداخل فيهتم بنفسية الفرد والفنان .
    يلخصها د. إسماعيل : أن حالة متلقي العمل النفسية تؤثر في إقباله أو نفوره من العمل وبالتالي يتحدد حكمة عليه فهي عملية انتقال من مرحلة التلقي والتذوق إلى مرحلة التقدير والتقييم بالجمال أو القبح .
    ومع ذلك فإن هذا الأساس كما يرى د. إسماعيل لا يعد نقداً جمالياً بالمعنى الدقيق لأنه لا ينصب على الشيء الذي هو موضوع الحكم بقدر ما يصور حالة الناقد الخاصة .

    الأساس الجمالي البحت ( الموضوعي ) :
    هذا الأساس يتجه نحو الموضوع _ أي العمل الفني ذاته _ فيبحث فيه مستقلاً عن أي شيء خارجه وهو ما يعرف بالنقد الموضوعي .
    فيبحث اصحاب هذا الاتجاه عن عناصر الجمال في الجميل ذاته على أساس أنها غاية في ذاتها , هذه العناصر في الفني لا تستهدف غاية خارجية عنها بل غايتها كافية فيها وبكشفها تحدث المتعة الجمالية البحتة .
    الإحساس بالجمال بين الموضوعية والذاتية :
    انقسم الباحثون إلى فرق ثلاث حول ذلك :
    فريق يرى انه موضوعي ؛ مستندين إلى ما في الأشياء الجميلة من تناسب وتوازن في أجزائها , أما الفريق القائل بأنه ذاتي " فقد استدلوا بتفاوت إحساس الناس بالجمال فذلك الإحساس قد يختلف باختلاف مراحل عمر الإنسان , فهو إحساس نسبي تؤثر فيه عوامل عدة .
    وفريق ثالث يرى أن الإحساس بالجمال موضوعي ذاتي في آن واحد , فهو موضوعي لاشتراك الناس فيه جميعاً لان الجميل يحمل خصائص متميزة تهفو لها النفوس على السواء .
    وهو ذاتي لتفاوت إحساس الناس به , لما تحتاجه دقائق الجمال من فهم وتعمق كل حسب إدراكه .
    بين المنهج الجمالي ومدرسة الفن للفن :
    يرى شوقي ضيف أن هذه الاتجاهات الثلاث هي التي فسحت المجال لنظرية الفن للفن .
    ولعل في رأيه هذا إجابة لتساؤل وضعناه في مقدمة البحث .
    فالفن لدى أصحاب هذه النظرية منصب على الشعور الجمالي , وليس له غاية وراءه .
    فالفن لا يخاطب لديهم شيئاً وراء هذا الشعور فالمجال ذاته عبارة عن جوهر له وجود في ذاته وليس له غاية وراء وجوده .
    فهم كما يصفهم د. شوقي ضيف يرون أن الجمال في الفن لا يقصد به إلى حقيقة ولا إلى متعة , ولا إلى خدمة أي نظام اجتماعي فعالم الفن مستقل يتمتع بقوانين ذاتية .
    بين المنهج الجمالي ومدرسة النقد الجديد :
    كما رأينا عرضنا لفلسفة كروتشه انه يدعو إلى ما عرف بالخلق الجديد والتي تعد مرتكزا لمدرسة النقد التي ظهرت في الولايات المتحدة على يد جون كرورانسوم الناقد الأمريكي الذي ألف كتاباً سنة 1941 بعنوان النقد الجديد .
    ويرى د. عماد الخطيب انه منذ ظهور هذا الكتاب شاعت هذه التسمية وارتبطت بنزعة في النقد الأدبي , ظهرت في الولايات المتحدة مع منتصف الخمسينات من هذا القرن .
    واتخذت هذه النزعة من النقد التحليلي أساسا في كتاباتها النقدية والذي دعا .
    فيها رانسوم إلى الاهتمام بموضوع نقدهم بالتركيز على المعنى النصي للعمل الأدبي بدلا من الاتجاه إلى تفسيره بناءاً على الظروف الخارجية المحيطة به أو العوامل المؤثرة في إنتاجه .
    وكما نرى فإن هذا الاتجاه هو امتداد إلى الاتجاه الجمالي الذي عرفته أوروبا في القرن التاسع عشر , ويذهب رينيه ويلك إلى ذلك مؤكدا أن كولردج وكروتشه والرمزية الفرنسية تعد من الفلسفات المباشرة التي أثرت في الحركة الانجليزية والأمريكية الجديدة التي عرفت بمدرسة النقد الجديد .
    ويرى الباحثان أن هذه المدرسة نشأت من رحم الفلسفة المثالية التي أرسى دعائمها كل من كروتشه وكانت وهيجل , وهذا ما يوضحه عرضنا لفلسفاتهم في السابق حيث كان لأفكارهم ومفاهيمهم اثر كبير في نشأة بعض المذاهب الأدبية والنقدية كمذهب الفن للفن والرمزية وغيرهما , وهي المذاهب أو الدارس التي يغلب عليها الاهتمام بالمتعة الفنية في العمل الأدبي مهونة في ذلك من شأن الواقع والمضمون الفكري في العمل الإبداعي ومن غاياته الاجتماعية .
    كما يرى د. عماد الخطيب أن بروز هذه التيارات جاء كرد على طغيان الذاتية الرومانية في الشعر من ناحية وكاحتجاج ضد الاتجاه النفعي الذي رسم الأدب الأوروبي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من ناحية أخرى , فكان ذلك حسب رأيه سببا في التجاء بعض النقاد والأدباء إلى البحث عن جماليات النص في النص ذاته وهذا الاتجاه عرف كذلك بالنقد الموضوعي الذي أطلقه عليه ت.س إليوت الذي يعد ابرز ممثلي مدرسة النقد الجديد وأكثر انتقاد تأثيرا في النقد الحديث .
    أسس المنهج الجمالي النقدية
    1- الدعوة لنزعة تطبيقية وطريقة تدريبية في النقد :
    فهي دعوة لاتخاذ النص محوراً لها تطبق عليه مبعدة الاعتبارات الأخرى لتتخذ من النص طريقة تدريسية في النقد .
    2- عمق التفكير ورهافة الحس والفطنة :
    فهذه متطلبات يجد بالناقد أن يتسم بها .
    3- تقديم مصطلحات يدور حولها المنهج الجمالي النقد :
    منها ؛ القراءة الفاحصة والتوتر والمعادل الموضوعي والتركيب والمفارقة والوحدة والتجانس فهي مصطلحات تنصب على النص ذاته دون إعادة اهتمام إلى العوامل الخارجية .
    أسس المنهج الجمالي الفنية
    1- بين الشكل والمضمون :
    كما سبق واشرنا إلى النقاد والفلاسفة الجماليين قد انقسموا حول الشكل والمضمون فمنهم من يرى الفصل بينهما ومنهم من يرى الربط .
    وقد اتضحت لنا أن المنهج الجمالي الحديث قد صب اهتمامه على الشكل الفني الذي هو محط اهتمام الناقد الجمالي , فيعمل أدواته النقدية في موسيقى الشعر وألفاظه وعباراته وجوهره الذاتي العام واقفا على أحاسيس الأديب وعواطفه سائراً أغوار نفسه قبل أن يشرع في المضمون وما يحمله من دلالات وإشارات , فالنقاد والجماليون يصنعون شكل النص في المرتبة الأولى عند تناولهم الأسس الجمالية لمنهجهم والمعنى لديهم يأتي في المرتبة الثانية .
    ونرى أن ذلك قد يكون مقنعا إذا ما نظرنا إلى التمايز بين نصين أدبيين , كلا النصين يحمل مضموناً واحداً فإن التمايز يدور حول الشكل في هذه الحالة في بادئ الأمر ثم يأتي على طريقة تناول كلاً منهما للمضمون .
    إذاَ فالمضمون له دور حيث لم يغفله المنهج الجمالي فهو وان أولى الشكل أهمية خاصة فكلاهما يشكلان وحدة متكاملة متجانسة داخل النص , فإذا أضيف إلى جمال الشكل جمال المضمون ازداد الأمر جمالاً على جمال .
    ويرى أ.د. نبيل أبو علي أن لحظة المتعة في العمل الأدبي هي لحظة الكشف عن رسالة الأديب ومعرفة ما يريد توصيله للقارئ عبر نصه , وذلك لان المعنى ذاته عنصر مناور لا يبوح بدلالاته بطريقة مباشرة بل يراوغ القارئ الساذج والمتعجل , أما القارئ الصبور والمتمرس فهو الذي يستطيع أن يكشف عن مكنونات العمل .متجاوزاً المعنى الظاهر إلى المعنى الباطن , فيرى الجمال في المعنى الجزئي وفي المعنى الكلي .
    2- المعجم الشعري والأسلوب :
    يتضمن المعجم الشعري المفردات التي يستخدمها الشاعر والأديب وقيمة هذه المفردات تكمن في أنها لا تأتي مفردة , بل القيمة في استخدامها في سياقها داخل النص استخداماً يؤدي الغاية الفنية المطلوبة منها .
    فاختبار الألفاظ والتعابير يتطلب قدرة فنية عالية يتأكد من خلال مدى التوفيق لدى الأديب في تلك الاختبارات .
    أما الأسلوب أو ما يعرف بالظاهرة الأسلوبية فيعد من العناصر التي تحدد قيمة التعبير الفني الملائم في النصوص الأدبية , فكل شاعر أو أديب يتميز بأسلوب يوسم به .
    3- الصورة الفنية :
    كما يرى أ.د. إبراهيم السعافين ود. خليل الشيخ أن بعض النقاد قد ذهب إلى أن الصورة الفنية هي مناط تفوق الشاعر , وان أحكام الصورة وتفوقها دليل عبقرية الشاعر وآية قدرته في تكثيف اللغة للتعبير عن حالة جمالية يريد أن يوحي بها ا وان يعبر عنها .
    فالصورة والمجاز والرمز والأسطورة أدوات لتحقيق معنى الأدب ووظيفته .
    وهذه الصورة لا تقتصر على الصورة الجزئية - استعارة أو كناية - بل أن هناك صورة كلية تغطي النص وتتمدد في ثناياها وتتجلى في أرجائه .
    محاذير المنهج الجمالي :
    يرى د. شوقي ضيف أن مباحث الفلسفة الجمالية التي تتناول طبيعة الإحساس بالجمال وطبيعة الإبداع الفني ومصدر الجمال في هذا الإبداع وحقيقته ومعاييره وقيمته إلى قيمة ذلك من المباحث إنما هي بحوث تحلق في سماء بعيدة عن تحليل الآثار الأدبية التي تشغل بمسائل الجمال الفني في محاولة للوصول إلى تفسيره ومعرفة مقاييسه وهذا يؤدي بها إلى عدم الالتفات إلى الآثار الفنية المعينة وتحليل القيمة الجمالية فيها .
    فهو يدعو إلى الأخذ بالأسس المنهجية الفنية والنقدية دون الاعتماد على الفلسفة الجمالية .
    يرى د. ماهر شعبان عبد الباري أن المنهج الجمالي يجب ألا يأسرنا وذلك أننا إذا سلمنا في هذا المنهج فإن العمل الأدبي قد يخبرنا في الوهلة الأولى , فيملكنا بأصواته وحروفه وتصويراته فيكون العمل مفعماً بالجمال الظاهر , ولكن إذا تأملنا في هذا العمل وجدناه عملا واهيا , لا يحتوي على أكثر من زينة لفظية أو صوتية أو موسيقية فهو لا يتضمن عملاً حقيقياً قائماً على جدة الأفكار أو جدة التناول لهذه الأفكار .
    فهو حسب ما يرى أن هذا المنهج ينصب على جمال الشكل دون جمال المضمون أو الفكر , فهو يحذر من التسليم المطلق للشكل وإغفال أهمية المضمون إلا أننا يمكننا أن نضمن السلامة في ذلك إذا ما أخذنا بالربط بين الشكل والمضمون على النحو الذي بيناه.

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد المجيد الصاوي مشاهدة المشاركة
    سقراط : 470 – 399 " ق . م "
    فالجمال لديه مثالي نسبي وأهم مبادئه الفلسفية في الجمال تدور حول ذلك , فقد أخضع الجمال لمبدأ الغائية ( النفعية ) فالشيء الجميل حتى يوصف بالجمال لابد أن يكون نافعا على نحو ما بشرط أن يكون موجها للخير والقيم الأخلاقية العليا , فالجمال لابد أن يحقق من وجهة نظر سقراط هدفا وغاية سامية تكشف عن تلك القيم مؤكدا على دور الفن في بناء مجتمع فاضل.

    أفلاطون : 247- 374 " ق . م "
    يرى أفلاطون أن ما ندركه بحسنا يعكس عالم الصور الخالصة وهو عالم الحق والخير والجمال الذي يتجاوز مدركاتنا المحسوسة إلى مجال المعقول . فالأخلاق والإعمال والفضائل ليست إلا محاكاة لما تعلمه الإنسان قبل هبوطه من عالم الروحي إلى جسده المادي. الفن الجميل لديه هو الفن المجرد من نظم الحس التي نستلمها بحواسنا .

    أرسطو : 384- 322 "ق . م "
    فالعملية الإبداعية عند أرسطو عملية إنسانية مرنة يقودها الفنان ذاته ليكشف عن مكامن الجمال في عامل الحس والواقع. وهدف الشعر لديه ( ليس تصوير الشيء كما حدث تماماً , بل كما يمكن أن يحدث أي تصوير المحتمل حدوثه ). وكان أرسطو أول من تحدث عن اللذة التي نستقبلها في الفنون , فالشعر في المأساة يطهر فينا العواطف الضارة كعواطف الشفقة والخوف والحقد . فذلك الشعر في رأيه يطلق فينا الانفعالات المكبوتة من عقالها , وينفيها عنا محدثا فينا نشوة ممتعة. غير أن هذه اللذة يجب أن تكون موجهة إلى الخير فاللذة تكون ايجابية إذا كانت وسيلة لإنتاج الخير وتحقيق الجديد النافع .


    الاستطيقا وفلسفة الفن والجمال ( بومجارتن : 1714- 1762م )
    نجد بومجارتن قد فرق بين الإدراك الحسي والتفكير الصرف , فالإدراك الحسي حسب ما يرى بومجارتن فيه كثير من الغموض وبالمقابل فالتفكير الصرف واضح كل الوضوح وسبب غموض الإدراك الحسي يرجع إلى أن الجميل يكون في الأجزاء الغامضة من الوعي البسيط . فهو بذلك يقرر وجود نوعين من المعرفة : معرفة حسية غامضة " الاستطيقا " , ومعرفة عقلية واضحة.

    ديكارت : 1556- 1650 م .
    وقف ديكارت من الجمال موقفاً يتسم بالطابع النسبي الذاتي مفسحاً المجال لتدخل الأهواء الفردية والتقديرات الشخصية في تقدير الجمال , فربط بين العقل والإحساس بالجمال , ونظر ديكارت إلى اللذة الفنية نظرة وسيطة داعيا إلى عدم المغالاة فيها أو التفريط منكرا في الوقت ذاته حالات اللذة الباطنية العميقة التي لا يشارك الحس في حصولها . وميز في اللذة الجمالية بين مرحلتين مرحلة الحس ومرحلة الذهن والتي لا يمكن تصورها بدون الحس واللذة .

    ديدرو : 1713- 1774م ( رائداً للفلسفة المثالية ) :
    أقام معنى الجمال على إدراك العلاقة بين الأشياء والأجزاء متبعاً أسلوباً مغايراً لأفلاطون الذي فسر الجمال تفسيراً ميتافيزيقياً , فلم تعد لدى ديدرو أي قيمة لهذا التفسير في نظره.
    وقد أدرك ديدرو تأثير العصور التاريخية ودرجة التمدن فيها في إدراك الجمال وتحديد معناه. ويحذر ديدرو من الخلط بين الجمال والمنفعة فإعجابنا بالأشياء يكون لما فيها من جمال , دون أن يدخل في ذلك الإعجاب فائدتها لنا
    ابرز ميزة في ديدرو انه انفعالي تخضع أحكامه النقدية لعاطفته وتأثره لا لمبادئ مقررة أو لنظريات معممة في فلسفته , فديدرو كما يراه د. أحمد أمين " ناقد كهذا لا يمكن أن يخلو مطلقا من الخطأ ومن الهراء ومن شذوذ الآراء ومن المبالغة في الأحكام إلى درجة غير معقولة تبلغ حد السقف.

    كانت 1724- 1804م : مؤسس الفلسفة المثالية الألمانية
    خالف كانت ديدرو فقد اهتم في بحثه أولا بخصائص العمل الفني في ذاته ومن داخله فالعمل الفني له بنية ذاتية وجماله في هذه الوحدة البينة دون النظر إلى مضمونها أو غايتها
    يرى كانت أن الحكم الجمالي يجب أن يتحرر من المنفعة واللذة فالجميل ما يسرنا بغير منفعة أو فائدة أو لذة حسية . يسرنا بطريقة كلية دون اللجوء إلى التصورات أو الأدلة العقلية أو البراهين الاستدلالية ففلسفة كانت تفرق بين المعرفة العقلية والحكم الجمالي المؤسس على الذوق فهي بذلك فلسفة شكلية تولي الشكل كل اهتمامها.
    لا يعلق أي أهمية على الغاية الخلقية أو الاجتماعية , ويضع حداً فاصلاً بين غاية الفن التي تولد الشعور بالجميل وبين الغايتين الخلقية والاجتماعية فلسفة كانت ومن تأثر به من الفلاسفة كانت أقوى دعامة لدعاة الفن للفن والرمزيين

    ومن أولئك الذين تأثروا بفلسفة كانت وكانوا من دعاة الفن للفن :
    ▪ جوتيه : 1811- 1922م : ويظهر تأثره بفلسفة كانت في قوله " لا وجود لشيء جميل حقا إلا إذا كان لا فائدة له ".
    ▪ بودلير :1821-1867م : هو شاعر فرنسي تأثر بفلسفة كانت ونرى في ذلك في قوله " لا يمكن أن يتمثل الشعر بالعلم أو الأخلاق وإلا كان مهدداً بالموت أو الخسران , فالشعر ليس موضوعه الحقيقة وليس له موضوع إلا الشعر نفسه " . معتقداً ما قرره كانت بان الجمال مرده الذوق فيقول " ولن يكون شعراً من الأشعار عظيما نبيلا جديراً حقاً باسمه , إلا إذا خاصته لمجرد المتعة بكتابته
    هيجل : 1770-1831م :يعد هيجل امتداداً لفلسفة كانت المثالية ويرى د. هلال انه لم يوجد كانت لما كانت لفلسفة هيجل أن توجد، وتقوم فلسفة هيجل الجمالية على أساس افتراض الروح المطلق فكل ما في الوجود من ظواهر طبيعية أو مادية أو نظم إنسانية أو فكرية ما هي إلا مظهر من مظاهر الروح المطلق . وهذا دعاه إلى أن يؤكد أن الجمال الفني أرقى من الجمال الطبيعي لأنه من إبداع الروح المطلق

    كروتشه : 1866-1952م . " رائداً للفلسفة الجمالية في القرن العشرين "
    يرى أن الجمال في الفن يعود إلى التعبير الكائن فيه وليس إلى المضمون والمحتوى , فمصدر الجمال لديه هو التعبير . وهنا يكمن مضمون الأثر الفني ومحتواه ؛ فهو لا يدخل في جمال النص ولا في مقاييسه وقيمته الفنية . فكل موضوع صالح لان يصبح مادة فنية . فالمهم عنده هو الأثر الفني الذي يكسب الموضوع والمحتويات في الطبيعة وغيرها الجمال الفني, فقد يتخذ الفنان شيئاً قبيحاً في الحياة موضوعاً لفنه .

    شنبهور 1788- 1860م : يرى البعض أن شنبهور يسمو بالقيمة الجمالية ويضعها في أعلى مكان ومستوى يمكن أن يرقى إليه الإنسان. والغاية من الفن عن شنبهور هي الوصول إلى نوع من الغناء التام أو الغبطة الشاملة التي يحقق إرادة الفنان عن طريقها ومن خلال إبداعه الفني أما فلسفته الجمالية فتتجلي في أن إحساسنا بالجمال في الفنون والطبيعة على السواء ينتج عن تأمل الجميل دون المزج بين إرادتنا الذاتية ومطالبنا .... فهو بهذا يتفق مع كانت في نفي النفعية من الجمال .

    شارل لالو : الفلسفة الجمالية عند لالو ليست فلسفة ذاتية تقوم على القيم وحدها , بل تتناول مباحث وقواعد موضوعية متصلة بالحياة الاجتماعية . و يصل وصلاً وثيقاً بين الفن والجمال .

    اسبنسر : يتماهى برأيه مع الداعين إلى فصل الفن عن الحياة ودعاة مدرسة الفن للفن.

    نيتشه : تتلخص فلسفته الجمالية في انه رد الإحساس بالجمال إلى نشوة حسية مرتبطة بالغريزة الجنسية , وهو بهذا كان إرهاصاً لمذهب فرويد في التحليل النفسي.

    المنهج الجمالي عند العرب :
    عند القدماء : عرف الجاهليون الجمال فقد أسبهوا في ذكر الجميل والجليل والحسن والقبيح سواء في الطبيعة أو في الشعر واضعين شروطا للجمال حسب معاييرهم .

    وإذا انتقلنا إلى العصر الإسلامي فإننا نجد أنه قد وردت لدى علماء العرب القدماء اشارات تنم عن لمحات جمالية . منهم الإمام أبو حامد الغزالي نلمس فلسفة الجمال في جانبها النظري في حديثه عن حقيقة الحب في كتابه إحياء علوم الدين والتي يصفها بأنها نزعة حسية لا يدركها إلا إنسان سمت روحه واتسمت بالحب الخالص للخير .
    وهذا الحب تابع للإدراك والمعرفة ... فلذة العين في لإدراك المبصرات الجميلة والصور المليحة الحسية المستلذة .

    أما إذا انتقلنا إلى العصر الحديث فنجد أن العرب قد تأثروا بالمنهج الجمالي بنسخته الغربية محاولين تطويعها .

    وقد كثرت تعريفات علم الجمال :
    فهو " كل تفكير فلسفي في الفن "
    و " العلم المتعلق بالشعور الجمالي أو الإحساس الجمالي " .
    و " علم المبادئ أو الصور القابلة للإدراك الحسي "

    ونرى أن التركيز على الإدراك الحسي , لان الجمال لا يدرك عقلياً فهو محسوس ومبثوث في الطبيعة والفنون.
    وهناك تعريفات تعتمد على مفهوم الجمال :
    منها " العلم الذي يبحث في الجمال ومقاييسه ونظرياته "
    و " العلم الذي يدرس علاقات الإنسان الجمالية بالواقع "
    ونرى أن اشمل تعريف لعلم الجمال والمنهج الجمالي :
    " العلم الذي يبحث في الجمال والذوق والفنون الجميلة , ويختص بتوضيح فكرة الجمال كسمة مميزة للأعمال الفنية كما يضع المبادئ السليمة التي تكمن وراء الأحكام الجمالية.
    بحث شامل شاف غطى الموضوع بكامل معطياته
    وددت لو أكرمنا الباحث بخلاصة للبحث تشمل رأيه فيما تضمنه من معلومة

    دمت أديبنا بكل الخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    بحث رصين ... عسى الله أن ينفع بكم أيها الباحث القدير ..

    أنرتَ .
    الإنسان : موقف

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    أختنا الفاضلة الأديبة الرائدة أ. ربيحة الرفاعي.
    شكرا لتيقييمك البحث ..
    عندما أفرغ بإذن الله سأقدم ملخصا حول المنهج ..
    بالإضافة لمجموع أبحاث لي ولزملائي في برنامج الماجستير ..
    فنحن على أبواب الاختبارات النهائية للفصل الأخير في دراستنا

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    شكرا لتقييمك أخي الأديب المفكر أ. خليل حلاوجي
    ونسأل الله أن ينفع بنا أمتنا ولغتنا جميعا

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    مبارك لك هذا الإنجاز العظيم يا مبدعنا الكبير
    موضوع جدير بالقراءة
    لي وقفة قراءة جادة معه بعد هذه الطيافة
    بحول الله

    بوركت من مبدع جميل و منجز

    أرجو أن يتفهم المزن أمية الرمل

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نعمان الحكيمي مشاهدة المشاركة
    مبارك لك هذا الإنجاز العظيم يا مبدعنا الكبير
    موضوع جدير بالقراءة
    لي وقفة قراءة جادة معه بعد هذه الطيافة
    بحول الله

    بوركت من مبدع جميل و منجز
    أخي الحبيب والصديق الغالي أ. محمد نعمان الحكيمي
    هذا أحد بحوثي التي تقدمت بها أثناء مسيرتي في رحلة الماجستير
    قدمته هنا كي لا أكون ممن كتموا علما

    أنتظر قراءتك المنعمة نظرا وإسهابا
    وتعقيبك الذي يزيد المادة إثراء وإشراقا

    بوركت أبدا
    وتمودتي وتقديري
    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=387397961395449&set=pb.100003757443  881.-2207520000.1388969228.&type=3&theater

  8. #8

المواضيع المتشابهه

  1. مالفرق بين الوقاحة والصراحة -رؤية
    بواسطة الصباح الخالدي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 61
    آخر مشاركة: 11-07-2008, 09:33 AM
  2. الحرب القادمة بعد قليل مع الغرب ماذا أعددنا لها - رؤية
    بواسطة الصباح الخالدي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 10-02-2006, 01:51 AM
  3. رؤية فكرية في المقاطعة الثانية ( الدنمارك) أنموذجا
    بواسطة المقدام في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-01-2006, 09:49 PM
  4. //رؤية// مع التحية لأبي حسن
    بواسطة د. محمد صنديد في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 18-12-2003, 08:22 PM