قرأت بشغف غريب قصيدة الدكتور سمير العمري ( رعاه ربي)
فانهالت دموعي مع حروفي
واليكم الحكاية
يقول
هَلْ كَانَ يَشْفَـعُ لِلْمَلْهُـوْفِ مَعْـذِرَةً
أَنْ بَاتَ مَثْوَاكِ بَيْنَ الجَفْنِ وَالحَـدَقِ
كَانْتْ حَيَاتِـيَ طَيْـراً دُوْنَ أَجْنِحَـةٍ
وَاليَوْمَ طِرتِ بِهَا تَخْتَالُ فِـي الأُفُـقِ
فَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مَنْ تَأْوِي إِلَيْهِ وَمَا
بَيْنَ النُّجُوْمِ تَـرَى نِـدَّاً لِـذِي أَلَـقِ
فقلت
ولدت وأنا وحيد
ودشنت نزولي الى أرض الله وحيد ، أذ لبعض أخواني تؤأم رافقه بطن أمه وحياته ،وانا حرمت الاثنين
دخلت روحي جسدي فسربلته وصرت أذ ذاك محكوم فكتب الله آنئذ جيناتي لتشكل قدري وصحتي ومرضي وجمالي وتشوهاتي ، فعلمت أن ( جيناتي ) شيفرة سرية . يختص بها رب الانام
وانتم جميعا" مثلي سجناء عالم يخدمنا ، نتنفس ، نأكل ، نشرب ، نتناسل ، نمرض ، نشيخ
وكلكم مثلي
أرضعتني أمي حب الاشياء والوفاء ...
ولكني لازلت وحيد ، أدفع بالتي هي أحسن ، وأبحث عن نفسي في وجوه البشر .. غريب
هي غصة الحياة هذه .. غربتي .. وترياقها عندي أن أتوسد التراب .. وحيد في قبري
\
ثانيا"
أو كلما نظرت متدبرا في مشاعر سيد دولة الشعر وسميرها
يقول قلبي كأني أعرف هذا الشاعر يوم أن صرت أملك ... مشاعر... الغريب
فصارت العلة تمنحني الدواء ... فأتعجب
أحقا" أن كل غريب للغريب ... طبيب
يجيب السمير
فَهَدْهِدِي الجَأْشَ بُشْرَىً أَنْ مَلَكْتِ فَتَىً
غَيْثَاً يَغَصُّ بِهِ الوَاشُوْنَ مِنْ شَـرَقِ
\
ثالثا"
بين بطن أمي وقبري صفة مشتركة
هي قدومي من العدم وخروجي الى اللانهاية ... وحيد ... ألا ورفيقي في الحالين
قرآن مجيد ... تحسدني عليه الكائنات وحتى حيتان البحر وهي تدعو لي به ...
اعتبر الفيلسوف الفرنسي ( باسكال ) أن الانسان يسبح في اللحظة الواحدة بين العدم واللانهاية ، فهو كل شيء إذا قيس بالعدم ، وهو لاشيء اذا قيس باللانهاية ، وهو بعيد كل البعد عن إدراك الطرفين ؛ فنهاية الأشياء وأصلها يلفهما سر لاسبيل الى استكناهه ، وهو عاجز عن رؤية العدم الذي خرج منه واللانهائي الذي يغمره .
ولكن من كان رفيقه كلام رب العالمين غير عاجز عن رؤية العدم بل وأكثر أنه ليبصر بنور الله فكأنه يرى أهل الجنة يتزاورون وأهل النار يتخاصمون
فكيف أذا كان هذا الانسان له صنوان من رفاق الروح
وصار هذا الغريب له حبيب
فلربما صار له .. جسد واحد وروحين
أحداها أذا سكنت الجفن فالاخري أستقرت في الحدق ... ويالطول السبيل
ولربما أزيلت الحجب بينهما فلا زمان ولامكان
يفكران .. سوية في كل آن
يضحكان
يبكيان
يتسامران
هذان الغريبان........... سويـــــــــــــــة
\
رابعا"
كَانْتْ حَيَاتِـيَ طَيْـراً دُوْنَ أَجْنِحَـةٍ
وَاليَوْمَ طِرتِ بِهَا تَخْتَالُ فِـي الأُفُـقِ
هكذا وصف الحياة سميرنا
بلا أجنحة .... فلا طيران ... في زمن الغربة
وعندما يعثر السمير الغريب على الخليل فسيطير مختالا" في الافق
فقد أنقضى زمن الوحشة
وربما وصل في طيرانه الى ظل الله يوم لاظل الا ظله مع السبعة
أخوين متحابين في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
اللهم نوالك
\
خامسا"
من عرف ذاق
فهل أنتم مثلنا .... ذائقون
فَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مَنْ تَأْوِي إِلَيْهِ وَمَا
بَيْنَ النُّجُوْمِ تَـرَى نِـدَّاً لِـذِي أَلَـقِ
ويرحم الله شاعرنا الذي عانى الغربة فلم يعثر على طب غربته فلم يظفر بخل نبيل
أذ قال
لم يبق في الناس الا المكر والملق
شوك أذا لمسوا زهر أذا رمقوا
فان دعتك ضرورات لعشرتهم
فكن جحيما" لعل الشوك يحترق
\
ابحثوا عن اخلائكم ... تجدوا
وأقرعوا يفتح لكم
\
لي عودة لاكمال مشواري مع الذي أجج علي الاحزان وجعلني أهيم قلقا" متربصا"
أخاف عليه من حزنه
وعلى نفسي
من أعجابي بحرفه
اللهم أرض عن سمير وأنزع غربته عند الاولين والاخرين