أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: أحلامنا تتحقق!

  1. #1
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي أحلامنا تتحقق!

    أحلامنا تتحقق

    قصة من جزأين


    الجزء الأول

    استيقظت "هناء " على صوت أذان الفجر وهي تحس براحةً عجيبة. تساءلت: " كيف نمت كل هذا الوقت؟! " فقد صلت العشاء في أول وقتها ثم صلت ركعتي استخارة ونامت كما لم تنم منذ ما يزيد على الشهر.

    بعد صلاة الفجر والأذكار تناولت هاتفها وأرسلت له رسالة :" بابا منتظر منك تليفون "

    التقيا لأول مرة على متن الطائرة منذ سبع سنوات مسافرين إلى الإمارات العربية .. كانت تنظر من من نافذة الطائرة والدموع ملء عينيها ..ها هي تودع سبعاً وعشرين عاماً هي كل عمرها لم تغادر مصر فيها يوماً واحداً..وها هي تبدأ رحلة الغربة التي لا يعلم مداها إلا الله. انتبهت على صوته وهو يقول لها : " لو سمحت حضرتك ، هذا مكاني ." التفتت إليه و هي تمسح دموعها معتذرة وهمت بالقيام من المقعد المجاور للنافذة ليجلس هو ثم تعود هي لتجلس على المقعد المجاور.. وما إن راى وجهها حتى بادرها : " لو تحبين أن نتبادل المقاعد ، لا مشكلة لدي " نظرت إليه بامتنان شديد ثم عادت وجلست بجوار النافذة وهي تحاول أن تتذكر أين رأت هذا الوجه السمح من قبل! ولكنه فاجأها بجواب سؤالها:
    " سبق أن التقينا الأسبوع الماضي بسفارة الإمارات"
    -" أه نعم ، تذكرت .. أهلاً بك يا دكتور ......."
    - " أشرف"
    -" تشرفنا دكتور أشرف "
    وتبادلا الابتسامة

    أقلعت الطائرة وعيناها لم تتركا النافذة حتى أحست أنها أصبحت خارج حدود الوطن الحبيب.
    اعتدلت في مقعدها لتدخل معه في حوارٍ تلقائي عن الوطن والأهل والغربة والعمل . كانا متشابهين في ظروفهما إلى حد التطابق. كلاهما الابن الأكبر في أسرتيهما .. كلاهما خرج رداً لجميل من أنفق عليهما حتى تخرجا في كلية الطب .. كلاهما يحمل ملامح الشخصية الريفية البسيطة النقية التي لم تبهرها حياة المدينة.. كلاهما متعاقد للعمل لدى وزارة الصحة بالإمارات والتي حجزت لهما هذين المقعدين بالطائرة

    هبطت الطائرة بمطار دبي الدولي..هبطا سوياً من الطائرة.. أنهيا اجراءات الوصول سوياً.. خرجا من المطار سوياً ليجدا مندوب الوزارة بانتظارهما رافعاً ورقة كبيرة تحمل اسميهما..واصطحبهما المندوب سوياً إلى الفندق الذي سيقيمان فيه لحين الانتهاء من اجراءات التعيين.

    وجوده معها في بلدٍ غريب عليها كان يمنحها الشعور بالأمان ..وازداد اطمئنانها عندما جاء توزيعهما للعمل في مشفىً واحد .. كانت تعده أخاً لها ولم يتطور شعورها تجاهه لأبعد من ذلك حيث أخبرها أنه مرتبط بابنة عمه الذي تولى أمره بعد وفاة والده ولم يبخل عليه بشيئ حتي أتم تعليمه ، وأقل ما يمكن أن يرد به الجميل هو أن يتزوج من ابنته والتي كانت لا تزال في المرحلة الثانوية في ذلك الوقت.

    ومرت الأيام والأعوام .. وهما يعملان معاً، يسافران معاً ويعودان معاً.. هي تعتبره أخاها .. وهو يحبها ولا يقوي على الاعتراف بذلك بينه وبين نفسه ..

    رسمت هناء صورةً مثالية لفتى أحلامها .. ولم تتخل عن ملمحٍ واحد من ملامح تلك الصورة .. رفضت الكثير من عروض الزواج .. ولم تمل من البحث عن فارسها .. لم تجد هي في أشرف كثيراً من مواصفات هذا الفارس.. لم يكن أشرف رومانسياً حالماً يجيد التعبير عن مشاعره بحلو الكلام .. وبالرغم من وسامته لم يكن أبداً يهتم بمظهره .. لم تكن له اهتمامات بغير عمله ... لم يكن يوماً ثورياً في أرائه وتصرفاته .. نعم كانت تعجبها نخوته واحترامه للآخرين .. ولكنها كانت تراه نمطياً إلى حد الملل أحياناً.. رغم احترامها الشديد له واعتزازها بصداقته..
    .
    .
    .
    .

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    جميلة قصتك ـ وبديعة لغتك
    استطعت من خلال حلاوة السرد المشوق, والوصف الدقيق
    أن تجعليني أتابع معك بكل الأهتمام إلى آخر حرف
    أسلوبك سلس, ومركز, وجميل
    استمتعت بما قرأت.... وأنا في شوق للبقية
    تحياتي وتقديري.

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    قصّة بنمط سرديّ روائيّ
    لا أدري لمَ أكثرت من تكرار بعض الكلمات: كلاهما، سويّا ومعا.
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    جميلة قصتك ـ وبديعة لغتك
    استطعت من خلال حلاوة السرد المشوق, والوصف الدقيق
    أن تجعليني أتابع معك بكل الأهتمام إلى آخر حرف
    أسلوبك سلس, ومركز, وجميل
    استمتعت بما قرأت.... وأنا في شوق للبقية
    تحياتي وتقديري.
    أشكر لك سيدتي هذه المجاملة الرقيقة
    دمتِ بود وسعادة

  5. #5
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    قصّة بنمط سرديّ روائيّ
    لا أدري لمَ أكثرت من تكرار بعض الكلمات: كلاهما، سويّا ومعا.
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    أشكر لك أستاذة كاملة مرورك الكريم على هذا الإنتاج المتواضع .

    وربما أكون قد كررت هذه الكلمات لتأكيد فكرة الارتباط الدائم بينهما.

    خالص ودي وتقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي أحلامنا تتحقق

    الجزء الثاني


    أشرقت شمس الثورة المصرية المجيدة في الخامس والعشرين من يناير واستيقظ العالم أجمع ليشاهد ويتابع أحداث الثورة العظيمة .. وكانت هناء واحدة من ملايين المصريين المغتربين الذين شاركوا في هذه الثورة بقلوبهم و أرواحهم العاشقة للحرية والكرامة .. شاركت بالصلاة والدعاء والتوسل إلى الله أن ينصر الحق ويظهره على الباطل .. شاركت بتواصلها وتشجيعها للثوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي... ومع استمرار الثورة استمر نهر التواصل في الجريان يفيض أحياناً ويثور ثم ينحسر تاركاً الخبث والغثاء على ضفاف التجاهل والنسيان .. وتتجدد مياهه بتجدد الأحداث.
    استوقفها العديد من الشخصيات في هذا العالم الافتراضي .. ولكن شخصاً واحداً طالت وقفتها معه .. الناشط السياسي والحقوقي والكاتب الشاعر الثائر والمحاور الماهر " أدهم بركات" .. كانت تراه شخصاً موسوعياً ، لديه قدرة فائقة على التحدث عن أي شيئٍ وعن كل شيئ. له أسلوبٌ آسرٌ في الحديث وحسٌ فكاهيٌ لمّاح .. يعبر عن نفسه بجرأةٍ صارخة وصادمة أحياناً عندما يكتب عن تجاربه ومغامراته. لم تجد هناء صعوبة كبيرة في التواصل معه وقد عرفت مفاتيح شخصيته من خلال متابعتها لما يكتبه. وكان أقوى هذه المفاتيح هو المدح والإطراء وهو من وجهة نظرها مستحقٌ لذلك وأهلٌ له.
    بدأت معه حواراً كانت تطول مدته يوماً بعد يوم. أبدى اهتمامه بها وإعجابه بفكرها وثقافتها .. ونشأ بينهما وفي فترةٍ وجيزة نوعاً من الصداقة سرعان ما تحولت من جانبها إلى حبٍ جارف.. وكيف لا وقد تحقق فيه كل ما كانت تحلم به .
    عاشت هناء تجربة الحب الافتراضية بكل أبعادها وتفاصيلها.. نشوة القرب ..ولوعة البعد.. ونار الغيرة .. والغيرة على الكرامة..و العتاب ..والصفح والغفران والعودة أكثر حباً في كل مرة.. لم تتوقف هناء لحظة لتسأل نفسها أو تسأله عن مصير هذا الحب ..ربما أنها لم تشأ أن تفعل هذا وخاصةً أنه لم يصرح لها أبداً أنه يبادلها الحب.
    وهي في أوج سعادتها الافتراضية ، أعادها أشرف إلى الواقع من جديد. جاءها متهللاً تنطق عيناه بالخبر السعيد قبل أن يجري على لسانه. أخبرها أن ابنة عمه قد تمت خطبتها . ولأول مرة يخرج أشرف عن صمته الطويل ويبوح لها بحبه و رغبته بالزواج منها. أذهلتها المفاجأة وأربكتها .. طلبت منه وقتاً للتفكير وأخذ رأي والديها .. وحقيقة الأمر أنها كانت بحاجة إلى وقت تفكر فيه كيف توصل إليه أنها لا تستطيع الارتباط به دون أن تجرح مشاعره.
    في أول تواصلٍ بينها وبين أدهم عرضت عليه الأمر وسألته المشورة وهي في واقع الأمر تختبر مشاعره تجاهها. صَمَتَ أدهم ولم يجبها وباتت ليلتها في حيرةٍ من أمرها.. كيف يمكنها تفسير هذا الصمت .. هل هو يحبها ولم يكن يتوقع منها أن تفكر مجرد التفكير في غيره؟! هل هو يحبها ويريد اختبار صدق مشاعرها تجاهه فترك لها حرية الاختيار؟! أم أن الأمر لا يعنيه فآثر السكوت عما لا يعنيه؟! تجاذبتها الظنون وحاولت جهدها استبعاد فكرة أنه لا يبادلها مشاعر الحب.
    مر يومٌ ويومان وهي تنتظر منه رداً .. تجرأت وتركت له رسالةً خاصة تسأله عن سر غيابه وعدم رده عليها. وانتظرت يومين آخرين تصارع أفكارها تارة وتلوم نفسها تارةً أخرى .. ثم جاءها رده أخيراً على الشريط الزمني لحسابه على تويتر مغرداً في الثورة والسياسة وحقوق الإنسان ، والدين والأدب والفن .. وحبٍ جديد !
    لم تكن صدمتها كبيرة برغم حبها الجارف له. لا إنها لم تحبه أصلاً!! إنها أحبت تلك الصورة المثالية التي كانت في خيالها طول الوقت ولم يكن هو صاحب هذه الصورة..
    قد تغير أشرف كثيراً.. كأنه كان يحمل حملاً ثقيلاً مرهقاً أنقض ظهره، فوضعه الله عنه وحل عقدة لسانه ..لم يكن يترك مناسبه يراها فيها إلا ويعبرلها عن حبه وامتنانه أنها قد انتظرته كل هذا الوقت وكانت تقول في نفسها " نعم ، كنت أنتظرك أنت .. أنت كما أراك اليوم "


  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    سلاسة السرد واللغة تجبر المتلقي على المتابعة بشغف
    كانت اللغة خالية من التعقيد والحكي ماتع رغم تكرار بعض الكلمات كما ذكرت الأستاذة كاملة
    بوركت ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    سلاسة السرد واللغة تجبر المتلقي على المتابعة بشغف
    كانت اللغة خالية من التعقيد والحكي ماتع رغم تكرار بعض الكلمات كما ذكرت الأستاذة كاملة
    بوركت ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    يشرفني مروركم الكريم على كتاباتي المتواضعة .

    مع خالص تحياتي

  10. #10
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    سرد سلس وجاذب, ووصف انساب برقة
    وعرض للعلاقات الناشئة على الشبكة..
    تحياتي وتقديري.
    شهادة أعتز بها أستاذة نادية من أديبةٍ رائعةٍ مبدعة

    دمتِ بخيرٍ وسعادة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. آمال تتحقق
    بواسطة هائل سعيد الصرمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-09-2016, 07:54 PM
  2. زواحف تسطو على أحلامنا
    بواسطة رنا اسعد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 02-03-2016, 05:59 PM
  3. أحلامنا وجدران الصمت
    بواسطة أشرف فوزي صالح في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 09-05-2012, 11:57 PM
  4. أحلامنا تتلاشى كرغوة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 22-09-2006, 08:17 PM
  5. هل تتحقق يوما ؟؟
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 02-05-2006, 12:42 AM